بنش تعيد روح النشاطات المدنية إلى إدلب
سامي الحموي – عنب بلدي
تسعى بعض المنظمات والتنسيقيات مؤخرًا لإعادة النظر في جدوى أعمالها الثورية في المدن والبلدات التي تنتشر فيها، حيث اقتصر عمل هذه التنسيقيات خلال السنوات الماضية على الناحيتين الإغاثية والإعلامية، بينما يتجه بعضها اليوم إلى ترسيخ العمل المدني بشكل متكامل ويتناسب مع الوضع الحالي للبلاد، وكانت تنسيقية مدينة بنش إحدى هذه المؤسسات، وقد أنجزت خلال الشهرين الماضيين نشاطات مدنية متنوعة تركت طابعًا إيجابيًا عند الأهالي، بحسب القائمين عليها.
تعتبر تنسيقية بنش أول تنظيم ثوري في المدينة، وانطلقت في بدايتها لتشمل جميع نشاطات الثورة السلمية، لكن سرعان ما اقتصر دورها على الناحية الإعلامية بعد عسكرة الثورة.
وبحسب القائمين عليها فإنها تعود اليوم من جديد للقيام بنشاطات متنوعة، وفق سياسة «استيعاب جميع الأفكار، والعمل والتعاون مع الجميع دون استثناء بهدف إعادة الهوية المدنية لبنش» وفق إفادة الناشط عمر حاج قدور لعنب بلدي.
وتعمل التنسيقية بكادر يضم 25 شابًا (قسم منهم في الخارج ومعظمهم في بنش)، حيث يعمل الأعضاء المتواجدون خارج سوريا على تأمين الدعم اللازم للمشاريع المدنية، إضافة إلى العمل الإعلامي التقني، ويوضح حاج قدور وهو أحد أعضاء التنسيقية، في حديثه لعنب بلدي حول النشاطات التي تنظمها التنسيقية «إضافة إلى تغطيتنا الإعلامية للقصف على المدينة والمساعدة في تغطية المعارك، فقد قمنا منذ أيام بزراعة 500 شجرة في شوارع بنش، إضافة إلى حملة طلاء على جدرانها بعبارات توعوية وثورية، وكتابة أسماء الشهداء الذين رووا ترابها، الأمر الذي ترك انطباعًا إيجابيًا عند الأهالي والثوار على حد سواء».
وأضاف عضو التنسيقية «كما أقمنا حملات توعية تخص جميع الفئات العمرية للأطفال، وكانت عبارة عن كتاب صغير اسمه «زك زك»، ويهدف إلى «تحفيظ الأطفال أشكال القذائف والقنابل والأشياء التي تخص حالة الحرب التي نحن فيها، وكيف يجب تجنبها والتعامل معها بطريقة سلسة ومبسطة».
وأردف قائلاً «أعددنا إضافة لذلك، حملة تخص الكبار، فوزعنا منشورات تحذر من غاز الكلور وكيفية التعامل معه في حال تعرضنا لهجمة كيماوية، وكيفية الإسعاف والوقاية منه، إضافة إلى توزيعنا منشورات تعلم كيفية إسعاف الجرحى أثناء القصف، وتوسعنا في حملاتنا هذه لتشمل مدن وقرى قريبة، مثل طعوم وتفتناز وسراقب».
ويرى مراقبون أن الحرب المستمرة في سوريا منذ ثلاثة أعوام، جعل منها ساحة صراعات فارغة من المحتوى الإنساني والنشاطات المدنية التي من الممكن أن تؤسس لمستقبل أفضل من هذا الواقع المرير، لذلك اختتم حاج قدور حديثه بقوله «لن نتوقف عن مثل هذه الحملات، وحملتنا القادمة ستخص نظافة المدينة وشوارعها، وأتمنى من جميع تنسيقيات الثورة، أن تنهج نفس أسلوبنا في الاهتمام بالعمل المدني، والاهتمام بطفولة سوريا التي أنهكتها آلة الحرب والدمار اليومي منذ ثلاث سنوات، والاعتماد على مشاريع تعيد الحالة المدنية لبلداتنا وقرانا المحررة».
يشار إلى أن مدينة «بنش» كانت من أوائل المدن في الشمال السوري التي خرجت في مظاهرات ضد النظام السوري وصفها الناشطون حينها بـ «الكرنفالية»، وقد شهدت حملات اعتقال وعمليات عسكرية كبيرة أدت إلى مقتل العشرات من أبنائها واعتقال المئات، إلى أن خضعت لسيطرة المعارضة المسلحة منذ أكثر من عامين، لتشهد قصفًا شبه يومي أدى إلى دمار كبير فيها ونزوح الآلاف من سكانها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :