دون مكاسب.. ديرالزور بيد الأسد

  • 2017/11/05
  • 4:19 ص

عناصر من ققوات الأسد خلال المعارك الدائرة ضد تنظيم الدولة في دير الزور -أيلول 2017 (سبوتنيك)

 عنب بلدي – ضياء عودة

جاءت سيطرة قوات الأسد والميليشيات المساندة لها على مدينة دير الزور مختلفة بشكل جذري عن المناطق والمدن السورية الأخرى، فقد أخذ إعلان السيطرة منحىً أكبر مما هو عليه على الأرض، بعدما اقتصرت السيطرة على بعض الأحياء المدمرة، وعشرات الحارات والشوارع، دون مكاسب كبيرة كانت من نصيب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الطرف المقابل لنهر الفرات.

وبعد أشهر من “حرب الشوارع” التي خاضتها قوات الأسد ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في كل من أحياء حويجة صكر، الصناعة، العمال، الحميدية، حويجة قاطع، الرصافة، والكنامات، بدأ “انهيار” التنظيم، مطلع تشرين الأول الماضي، على خلفية التشتت التي شهدته جبهاته العسكرية كافة.

ويتزامن التقدم مع المحور الذي تم فتحه مؤخرًا على الحدود السورية- العراقية في خطوة للوصول إلى مدينة البوكمال، التي تشهد سباقًا دوليًا بقوى محلية تتمثل بقوات الأسد من جهة، والقوات الكردية من جهة أخرى.

سيطرة دون مكاسب

“الإعلام الحربي المركزي” التابع لقوات الأسد اعتبر أنه “بعد سلسلة من العمليات الدقيقة أنجزت وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة مهامها في إعادة الأمن إلى دير الزور بالكامل”.

وقال إن أهمية السيطرة تأتي من الموقع الاستراتيجي لمدينة دير الزور كونها تشكل عقدة مواصلات تربط المنطقة الشرقية بالمنطقتين الشمالية والوسطى، وتشكل ممرًا رئيسيًا بين بادية الشام والجزيرة السورية ومنها إلى العراق، عدا عن أهميتها الاقتصادية كمنطقة زراعية تعد خزانًا رئيسيًا للنفط والغاز.

إلا أنه وبالوقوف على الواقع الميداني على الأرض، لا يحظى تقدم قوات الأسد بهذه المكاسب، وذلك لأسباب عدة تتعلق بالمناطق والمساحات “الاستراتيجية” التي خرجت من يدها لصالح “قسد”، من بينها الحقول النفطية التي تتميز بها المحافظة كحقول “كونيكو” للغاز، وحقول الجفرة، وحقل العمر الملاصق لجبهات الأسد على الجهة الشمالية لمدينة الميادين، إضافةً إلى حقل التنك النفطي القريب من مدينة البوكمال، والذي سيطرت عليه القوات الكردية دون إعلان رسمي، بعد يوم من بدء قوات الأسد معركة باتجاه البوكمال.

وبالنظر إلى خريطة السيطرة الميدانية، ضمت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها مساحات واسعة على الضفة الغربية لدير الزور، في الشهرين الماضيين، لكنها افتقدت لأي عنصر “استراتيجي” يمكن الاعتماد عليه، عدا مطار دير الزور العسكري واللواء “137” اللذين يشكلان “قيمة عسكرية” فقط، دون أي مكسب “استراتيجي” آخر.

أما فيما يخص الخسائر فقد النظام السوري خلال معارك المحافظة ثلاثة ضباط كبار أبرزهم قائد معركة دير الزور عصام زهر الدين، وتبعه العقيد وائل زيزفون الذي قتل بعد أقل من 48 ساعة من تعيينه قائدًا للحملة العسكرية، إلى جانب أربعة قادة مجموعات في قوات “النمر” التي برزت مشاركتها بشكل فاعل في المعارك اليومية.

سباق إلى البوكمال.. من يصل أولًا؟

بالانتقال إلى المحور العسكري الجنوبي لدير الزور، تحاول قوات الأسد والميليشيات المرادفة لها الوصول إلى مدينة البوكمال، وحققت في الأيام الماضية تقدمًا ملحوظًا بالسيطرة على المحطة الثانية “T2” والزحف شرقًا مسافة 11 كيلومترًا.

إلا أن هذا التقدم يقابله محاولات من قبل “قسد” بدعم من التحالف الدولي للوصول إلى المدينة أيضًا، في مشهد عسكري يجسد سباقًا دوليًا قطباه الولايات المتحدة من جهة، وروسيا من جهة أخرى.

وبحسب خريطة السيطرة الميدانية، يحاول التحالف الدولي قطع الممر الذي يسعى النظام السوري لفتحه بدعم إيراني، من العراق وصولًا إلى العاصمة دمشق، وسط الحديث عن نيته وصل المناطق التي يسيطر عليها في قاعدة التنف العسكرية مع المواقع التي ينوي السيطرة عليها في مدينة البوكمال والمناطق المحيطة بها.

وتمتاز البوكمال بنقاط قوة يمكن الاستناد عليها في أي عملية تهدف إلى السيطرة أو المحافظة عليها، إذ تعتبر ثاني أكبر منطقة إداريًا في محافظة دير الزور، وتعد من أوائل المدن السورية التي خرجت عن سيطرة النظام السوري، في 17 تشرين الثاني 2012، عدا عن احتلالها موقعًا مهمًا، فهي بوابة بين الحدود السورية والعراقية، وسيطر عليها تنظيم “الدولة”، في 27 حزيران 2014، وحولها إلى أهم منافذه مع العراق.

وعلى الجانب المقابل للبوكمال تخوض القوات العراقية معارك ضد التنظيم أيضًا، وسيطرت على مدينة القائم الحدودية غربي محافظة الأنبار، ووصف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة عملية القائم بـ “آخر معركة كبيرة”.

وتوقع أن تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق تنظيم “الدولة” في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور شرقي سوريا إلى القائم غربي العراق.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا