عنب بلدي – إياد عبد الجواد
لم تجد مئات العائلات التي نزحت من قرى وبلدات ريف حماة الشرقي سوى الطرقات، لتتخذها مسكنًا لها في “العراء”، عقب نزوحها من مناطقها نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له من قبل طيران النظام السوري والروسي.
مئات الغارات الجوية تعرضت لها المنطقة بحجة استهداف تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما خلق دمارًا كبيرًا في الأبنية السكنية، وأوقع عشرات القتلى والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال، بالرغم من دخول مناطق ريف حماة ضمن اتفاق “تخفيف التوتر”، إلى جانب إدلب وأجزاء من حلب واللاذقية المتفق عليه بين الأطراف الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) في 15 أيلول الماضي.
أوضاع النازحين “مأساوية”
ودعا مجلس محافظة حماة “الحرة”، التابع للحكومة السورية المؤقتة، إلى الالتزام باتفاق “تخفيف التوتر”، في بيان له، الخميس 26 تشرين الأول الماضي، طالب فيه الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالوقوف عند التزاماتها “والضغط على المجرمين لإيقاف جرائمهم في حق المدنيين شرقي حماة”.
وحول أوضاع النازحين، قال عضو مجلس المحافظة الممثل عن الريف الشرقي، خالد الهويان، لعنب بلدي، إن أوضاع النازحين “صعبة جدًا ومأساوية”، إذ تجلس عدة عائلات في خيمة واحدة، وأحيانًا 15 عائلة في منزل لا يتجاوز عدد غرفه اثنتين، إضافة إلى جلوس آخرين في العراء تحت آلياتهم أو صهاريج المياه.
القرى التي شهدت نزوحًا هي مجالس “الصبورى، عنيك، سرحا، الرهجان، قصر بن وردان، الجنين، والحمرا، وعرفة”، بحسب الهويان، الذي أوضح أن عدد النازحين بلغ حوالي 4320 عائلة قدموا إلى مدينة إدلب وريفها، مشيرًا إلى أن مجلس محافظة حماة بصدد تجهيز مخيم للنازحين في ريف “سنجار” الجنوبي.
في حين أكد الناشط محمد أبو البراء، أن قرى ريف حماة الشرقي، البالغ عددها 100 قرية، باتت “منكوبة وخاوية”.
وأشار أبو البراء إلى أن النازحين قطعوا ريف حماه الشرقي مشيًا على الأقدام متجهين إلى أرياف إدلب هربًا من القصف، “كأنها حدود بين دولة وأخرى”، معتبرًا أن “مستقبلًا مجهولًا يواجه نازحي ريف حماه، بين نزوح ومرض وإعاقة وموت يتربص بمصيرهم، في ظل غياب أي حل أو مشروع حل يأخذ ذلك بعين الاعتبار”.
فرن واحد لا يكفي الآلاف
ضغوط كبيرة تتعرض لها المخيمات والمناطق التي نزح إليها مدنيو ريف حماة بسبب الأعداد الكبيرة، إذ أوضح أبو البراء أنه مع ازدياد حركة النزوح زادت معاناة المخيمات، وخلفت ضغطًا كبيرًا في تلبية متطلبات المدنيين الأساسية، لا سيما مادة الخبز، إذ يوجد في منطقة سنجار فرن واحد يخبز يوميًا ثمانية أطنان فقط، لا تكفي لسد حاجة العائلات الموجودة مسبقًا في المنطقة، وبعد وصول آلاف النازحين أصبح من الضروري حل هذه الأزمة، لا سيما أن أعداد النازحين تتزايد يوميًا.
وما يزيد من أعباء النزوح، دخول فصل الشتاء في المنطقة، ما يشكل عبئًا إضافيًا إلى معاناتهم اليومية، التي تتجسد بالبحث عن غذاء لأطفالهم وتأمين مأوى يقيهم البرد والمطر، في ظل غياب المنظمات في المنطقة، بحسب الهويان، الذي أكد أن دور المنظمات ضئيل، إذ لم تُقدم للنازحين شيئًا يذكر في مناطق ريف حماه الشرقي، وخاصة في منطقة سراقب وما حولها.
ويناشد النازحون والناشطون المنظمات الإنسانية الدولية، بالتدخل الفوري وتقديم مساعدات إنسانية وغذائية، خاصة حليب الأطفال، لآلاف العائلات الموجودة في المنطقة.