“البقاليات” تبيع الأدوية في إدلب دون قيود

  • 2017/11/05
  • 2:39 ص
محل تجاري في ريف إدلب - تشرين الثاني 2017 (عنب بلدي)

محل تجاري في ريف إدلب - تشرين الثاني 2017 (عنب بلدي)

إدلب – طارق أبو زياد

يملك غياث حج حسين “بقالية” في مدينة إدلب، يبيع فيها أربعة أنواع من الأدوية، كما يقول لعنب بلدي، مشيرًا إلى أنها “مسكنات وعياران من حبوب الالتهاب”.

“أضعها في دكاني لخدمة أهالي منطقتي”، يبرر غياث بيعه لهذه الأدوية، موضحًا “طريقة استخدامها معروفة للجميع، ولا أرى أن بيعها يعتبر تعديًا على الصيادلة والأطباء، فالكثير من الناس يفضلون أن يجدوا كل شيء في بقالية الحي”.

ويؤكد صاحب “البقالية” أنه لا يبيع أي نوع من الأدوية، فهذا ليس أمرًا سهلًا، وفق تعبيره.

لا يمكن الاستغناء عن الصيادلة والأطباء، كما يقول البائع، “فهناك أمراض لا يمكن صرف أدويتها إلا لمن يحتاجها”.

الشاب محمد دخل الله، الطالب في كلية الشريعة بجامعة إدلب، يعتبر أن الأمر “لا يمكن السكوت عنه”، محمّلًا “كل جهة تقول عن نفسها أنها مسؤولة عن المدينة، تبعات بيع الأدوية بهذه العشوائية”.

يقول محمد “لا يمكننا معرفة مصادر الأدوية التي تباع في المحال التجارية”، معتبرًا أن “الأمر ليس بهذه البساطة التي ينظر إليها البعض، فهو خطير ويجب معالجته”.

أدوية على رفوف البقاليات

طفت إلى السطح مجددًا ظاهرة بيع الأدوية داخل “البقاليات”، في مدينة إدلب وبعض مدن ريف المحافظة، دون ضوابط أو قيود للظاهرة، التي رفضها مختصون، وبررها أصحاب بعض المحال التي تبيعها بأنها “لخدمة الناس”.

وأجرت عنب بلدي استطلاعًا في إدلب حول القضية، شمل مختصين وأصحاب محال تجارية تبيع الأدوية، إضافة إلى بعض الأهالي، وكانت آراؤهم متضاربة بهذا الخصوص.

“الدواء ليس علبة بسكويت”

يقول الشاب منار حلاق، خريج كلية الصيدلة، والذي يملك صيدلية في إدلب، إن الظاهرة “السيئة” التي تتمثل ببيع الأدوية في البقاليات، لا يمكن السكوت عنها، متسائلًا “كيف لشخص عادي وصف الدواء المناسب دون معرفة؟”.

“الكل طبيب نفسه”، يضيف منار، متحدثًا عن مساوئ الظاهرة، “الدواء ليس علبة بسكويت يمكن للجميع أن يتناولها دون أي مشاكل”، محذرًا “قد يؤدي الأمر لمأساة حقيقية في حال حدوث خطأ، فلكل دواء شروط لتناوله، ولولا ذلك لما كانت هناك حاجة للطبيب والصيدلاني”.

طبيب: لا مانع من بيع المسكنات

يرى الطبيب عبدو حسن النجار، الاختصاصي بالأمراض الداخلية والأطفال في مستشفى معرة النعمان بريف إدلب، أنه من الممكن بيع المسكنات وأدوية الالتهاب، “فهذه ليست خطرة بالشكل المطلق، باعتبار أنها لا تضر إلا بحالات نادرة جدًا”، وفق رؤيته.

ويقول الاختصاصي، إن الخطر الحقيقي “يكمن في امتهان الطب أو الصيدلة من قبل العامة وخاصة الطب العربي والأعشاب”، مؤكدًا “لم أعاين حالات بيع لأدوية نوعية في الوقت الحالي، ولن يجب محاربة الظاهرة بكل تأكيد”.

“الصحة” تلاحق الصيدليات غير المرخصة

للوقوف على دور مديرية صحة إدلب في احتواء الظاهرة، تحدثت عنب بلدي إلى وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور فراس الجندي، وقال إن الظاهرة محدودة ومنتشرة منذ فترة ما قبل الثورة.

واعتبر الوزير أن الأهم هو ترخيص الصيدليات وفق شروط قانونية، مشيرًا إلى أن “كثيرًا من الصيدليات غير مرخصة حتى اليوم، وملاحقتها أهم من ظاهرة بيع البقاليات لحبوب السيتامول والالتهاب ضيقة النطاق”.

ووفق الجندي، فإن الوزارة تعمل على مشكلة غياب الترخيص، والتأكد من شهادات الصيادلة، مشيرًا إلى أن ذلك يشمل مديريات الصحة المنتشرة في المناطق “المحررة” وليس في إدلب فقط.

مقالات متعلقة

صحة وتغذية

المزيد من صحة وتغذية