فريق التحقيقات في عنب بلدي
قبل 130 عامًا، كانت الصحافة في أوج ازدهارها حول العالم، ولعل هذا الانتشار الكبير الذي حمل معه ضرورة المنافسة بين الصحف العالمية، كان الشرارة الأولى لظهور “الصحافة الصفراء”، كانعكاس لرغبة جامحة في الانتشار، فكانت الإعلان الأول عن كسر خطوط المهنية والتخلي عن المثالية المطلقة في العمل الصحفي.
الغريب في الأمر أن جوزيف بوليتزر، الذي تمنح باسمه أهم جائزة في الصحافة اليوم، هو أول من فتح باب الصحافة الصفراء في العالم، حين كان يسعى في ثمانينيات القرن التاسع عشر إلى زيادة مبيعات صحيفته، نيويورك وورلد، معتمدًا على مسسل مصور بطله طفل يرتدي ثوبًا أصفر اللون (yellow kid)، وربطه بمجموعة من المواضيع الاجتماعية واستخدامه في تحليل ودراسة المشكلات التي تعاني منها الولايات المتحدة آنذاك، ما جعل منه شخصية مؤثرة تحظى باهتمام شعبي واسع.
مع تصاعد شعبية ”نيويورك وورلد“، كان منافس بوليتزر، وليم راندولف هيرست، غير راض عن تراجع صحيفته ”نيويورك جورنال“ مع وجود ”الطفل الأصفر“ في الصحيفة المنافسة، فعمد إلى شراء رسام الكاريكاتير المبتكر للشخصية الشهيرة ونقلها إلى صحيفته، لكن بوليتزر واصل إنتاج سلسلة ”الطفل الأصفر“ أيضًا.
ومع وجود صحيفتين مهمتين تنشران حلقات مسلسل ”الطفل الأصفر“ اشتدت وتيرة المنافسة بين بوليتزر وهيرست، وخصّص الطرفان المزيد من الصفحات له، كما أطلق النقاد على صراع الطرفين “معركة الطفل الأصفر”، والذي أصبح يمثل الاتجاه نحو انخفاض النزاهة الصحفية، سواء من قبل صحيفة نيويورك وورلد أو جورنال، لصالح الانتشار وزيادة المبيعات في ظل المنافسة الشرسة، وهو ما مهد لانتشار مصطلح ”الصحافة الصفراء“.
عدوى هوس الانتشار انتقلت تدريجيًا من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أماكن مختلفة من العالم، وأخذت الصحف ”الصفراء“ تتخذ سمات تتعلق بالقطع وعدد الصفحات المختلفين عن الصحف التقليدية، فضلًا عن انخفاض أسعارها وتركيزها على أخبار الفضائح والمحتوى الإباحي وقصص الجرائم.
وعلى الرغم من كون ”الصحافة الصفراء“ بدت مغرية للغاية، خلال القرن الماضي، إلا أن انتقالها إلى المنطقة العربية لم يتم إلا في نهايات القرن العشرين، بعد تراجع الأنظمة الاشتراكية، واتساع إمكانية ترخيص ونشر الصحف.
اتخذت الصحافة الصفراء ضمن العمل الإعلامي العربي شكلين، ”صفراء متخصصة“ و“صفراء غير معلنة“، النوع الأول جاء على شكل صحف الجرائم وفضائح الفنانين، أما الآخر فتجسد في تسرب خصائص الصحافة الصفراء إلى مواد صحفية في الصحف الكبرى، وأيضًا في القنوات التلفزيونية الأكثر انتشارًا عربيًا.
وكانت تيارات النقد الصحفي العربية اختلفت في تحديد ما إذا كانت الصحافة الحزبية والرسمية التي كانت شبه مسيطرة على سوق الإعلام حتى بدايات القرن الواحد والعشرين هي التي أنقذت الإعلام العربي من تفشي الصحافة الصفراء، أم أنها كانت صحافة صفراء من نوع آخر، تعتمد الكذب والتضليل بطرق مهنية وبقوالب صحفية رصينة.
مع انطلاق ثورات الربيع العربي، واستخدام الإنترنت على نطاق واسع، تحولت المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي إلى أدوات مهمة للتعبير عن الانتقال من القمع الصحفي الحكومي إلى ”حرية الصحافة المفرطة“، المستجيبة لكافة الرغبات، والتعبير عن كافة التيارات الفكرية والسياسية وطبقات المجتمع بصورة غير منظمة.
في الوضع السوري، أعقب انطلاق الثورة انفجار في وسائل الإعلام، التي عبرت غالبيتها عن ”توجهات ثورية“ بداية، ثم تفرقت في اتجاهات مختلفة، بين من يحاول البقاء مستقلًا ومن توجه للتعبير عن تيارات حزبية أو توجهات سياسية، وانحصر بعضها في تأييد أشخاص بعينهم، وبذلك أصبحت ساحة الإعلام السوري تستقبل الصحافة الصفراء دون أن تدرك ذلك، مدفوعة برغبة التعبير عن الذات وإغفال الآخر، والحاجة إلى الانتشار في ظل ازدحام وسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن صعوبة تحقيق الاستقلال المادي والاستجابة إلى رغبات الداعمين.
مؤشرات ”صفراء“ في الإعلام السوري
لم تكن التجربة الإعلامية السورية ناضجة بما فيه الكفاية مع بداية الثورة السورية، في الوقت الذي كان فيه الظرف التاريخي بحاجة لنقل تفاصيل الأحداث على الأرض إلى العالم.
بدأ الناشطون الإعلاميون يصورون الأحداث بأجهزة الهاتف المحمول، ثم بكاميرات أكثر احترافية، وينقلون المقاطع إلى المكاتب الإعلامية المرتبطة بتنسيقيات العمل الثوري، التي لم يكن يشرف على إدارتها مختصون في الغالب، فتنتج في النهاية مادة إعلامية تستمد أهميتها من الحدث وليس من القيمة الصحفية.
وخلال الفترات التالية، انعكست التحولات السياسية والعسكرية بشكل كبير على المؤسسات الإعلامية، التي كانت تتكاثر بسرعة، وتتحول إلى منصات خاصة ومنابر شخصية، أو جبهات دفاع فكري.
ووفق إحصائيات موقع ”أرشيف المطبوعات السورية“، فإن عدد الصحف السورية التي نشأت بعد الثورة قارب الـ 300، بالإضافة إلى عشرات الإذاعات والتلفزيونات والهيئات الإعلامية، ينشط منها اليوم نحو 50.
في خضم تلك ”المتاهة الإعلامية“، كان السباق إلى الوصول والانتشار محتدمًا، و“أعمى“ في أحيان كثيرة، ما سمح للصحافة الصفراء أن تجد مواطن كثيرة لها في الإعلام السوري، أتاحتها قلة الخبرة من جهة، وعدم المسؤولية من جهة أخرى.
مطب الإعلام السياسي
فجرت الثورة السورية رغبات السوريين في الانخراط بالعمل السياسي، أو على الأقل الحديث في السياسة، وهو ما كان من الأمور المخيفة قبل الثورة، وبالفعل أصبحت حرية التعبير متاحة لجزء كبير من السوريين خارج سوريا، عبر منابر عدة.
لكن هذا التعبير الصريح والمباشر، لم يكن لصالح المتحدثين أو المنصات، وظل موضع جدل في رؤية المؤسسات الإعلامية السورية، التي ظلت حتى الآن تطرح سؤال: ”هل نخفي عيوبنا ونظهر عيوب النظام فقط؟“، ”هل نعترف بأخطائنا؟“.
كما كان لارتباط بعض المؤسسات بجهات سياسية أو عسكرية دور في تعزيز الخلافات بين أطراف المعارضة، حين تحولت المنصات إلى “أدوات حرب”، بعيدًا عن كونها محفزات معرفية.
يرى رئيس تحرير صحيفة ”برجاف“، فاروق مصطفى، أنّ ”غالبية الصحف السورية تورطت في الصحافة الصفراء، حين تستدعي التلفزيونات المحلل السياسي الذي يتوافق مع سياساتها، حتى إن بعض الصحف لا تجري مقابلات إلا مع الشخص الذي يكذب أكثر، ويفبرك أكثر“.
ويشير مصطفى في لقاء مع عنب بلدي إلى أن الأمر تحول إلى ”ورطة“ إعلامية، ويضيف أن تلك السياسات الإعلامية كانت “خاطئة منذ البداية“.
المواقف من الفصائل العسكرية أيضًا شكلت مجالًا لتقليل مهنية الصحافة من خلال تغليب وجهات النظر الشخصية في تناول الشأن الميداني، ما يؤدي إلى إغفال بعض الحقائق أو مهاجمة أطراف أخرى بطريقة غير مهنية، عبر نشر المعلومات البعيدة عن الدقة وغير المؤكدة.
وتوافق مديرة تحرير جريدة “العهد” السورية، أروى عبد العزيز، على أن الموضوعية قد تنقص طرح المواضيع المتعلقة بالفصائل العسكرية على الأرض، مؤكدة أن بعض المؤسسات تنحاز في تغطيتها الإعلامية إلى فصيل معين دون آخر، ما يفتح الباب للتحول إلى ”صحافة صفراء“.
مجتمع مهدد وإعلام سلبي
تتوزع التغطيات الاجتماعية في الإعلام السوري في قطاعات مختلفة، منها التغطيات الخاصة بشؤون اللاجئين والنازحين، وأخرى متعلقة بأزمات المجتمع السوري في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، أما مناطق سيطرة النظام السوري والقوات الكردية فتبدو مهمشة في خطط عمل غالبية مؤسسات الإعلام السورية، أو يتم التركيز على الصور السلبية فيها.
يؤكد رئيس تحرير موقع ”السورية نت“، مراد القوتلي، أن التعرض للمواضيع الاجتماعية يكون ضمن إعلام المعارضة “أقرب للتشهير”، وخاصة في مواضيع اللاجئين والمشاكل الاجتماعية المختلفة كانتشار الدعارة، مستثنيًا بعض الصحفيين العاملين في المجال الاجتماعي.
ويرى القوتلي أن الفيصل هو طريقة تناول المواضيع الاجتماعية، فإما أن يتناول الصحفي المشاكل ويسعى إلى وضع حلول لها، أو أن يثير هذه المواضيع بطريقة غير مدروسة.
فيما يخص أخبار المنوعات، والأخبار الخفيفة، يرى القوتلي أن بعض الأفكار تبدو ضرورية للطرح في وسائل الإعلام، لكن هذا الطرح يكون في بعض الاحيان خاطئًا، من خلال التركيز على الإيحاءات الجنسية ونشر فيديوهات من المفترض ألا تنشر على وسائل الإعلام.
مناطق النظام.. ”تغطية التشهير“
يتعامل جزء من وسائل الإعلام السورية المعارضة مع أخبار المناطق الخاضعة للنظام بطريقة سلبية تقوم على اقتناص الجوانب السوداء، والتركيز على مواضيع تتعلق ”بتراجع أخلاقيات المجتمع“ و“انهيار منظومة الآداب العامة“.
وبالنظر إلى التغييرات الاجتماعية التي أصابت المجتمع السوري ككل، فبالتأكيد لم تكن مناطق سيطرة النظام بمنأى عن آثار الحرب، ولم تسلم من الشروخ العميقة والانزياحات في المفاهيم الأخلاقية العامة، لكن مع إغفال الجوانب الإيجابية، والتعامل مع المدنيين بعداء على اعتبارهم ”أتباع النظام“، أخذت التغطيات الإعلامية شكل ”التشهير“ و“الإساءة“.
رئيس تحرير مجلة ”كش ملك“ الإلكترونية الساخرة، الكاتب السوري خطيب بدلة، يرى أن بعض الإعلاميين السوريين يبررون استخدامهم للصحافة الصفراء في هذا الإطار، من باب ”الحرب والثورة“، وقد يسعون إلى نشر أخبار كاذبة عن أشخاص من النظام حتى.
ويضيف بدلة في لقاء مع عنب بلدي، ”عندما يهاجمون إحدى الشخصيات في النظام، يهاجمون والدته على سبيل المثال ويتم نعتها بأوصاف غير جيدة، فيتحول الأمر إلى الإساءة إلى النساء في سبيل الإساءة لشخص معيّن“.
الصورة النمطية للمرأة في الإعلام “الأصفر”
أسهمت وسائل الإعلام بتأطير صورة المرأة ضمن سياقات معينة وأنماط محددة، أدت إلى تشكيل صورة ذهنية مسبقة وسطحية حول المرأة، لم تتطور مع الزمن رغم لعبها أدوارًا جديدة في المجتمع، فاقتصرت زاوية النظر عند صورة معينة منعت الكثيرين من توسيعها أو النظر شموليًا لقضايا المرأة، التي أصبحت لها أنماط محددة جاهزة توضع ضمنها.
وارتبط واقع المرأة بشكل كبير بالصورة الذهنية التي تشكلت عنها عبر مختلف وسائل الإعلام، منذ القرن السابق، والتي كرست ثقافة الجسد، والأدوار الثانوية لها في الحياة.
وفي الصحافة الصفراء يتم استخدام الصورة النمطية للمرأة إلى أقصى حد، حيث يعتمد هذا النوع من الصحافة على المبالغة والإثارة الجنسية والفضائح.
كما تسهم الإعلانات التجارية، والدراما التلفزيونية، والكاريكاتير بتكريس الصورة النمطية للمرأة، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر في تشكيل الرأي العام ومستوى الوعي عند الجمهور المستهدف.
المرأة في الصحافة الصفراء.. قوالب نمطية
وعن “الصورة النمطية للمرأة” التي تستخدمها “الصحافة الصفراء” في الإعلام، تحدثت الدكتورة في التنمية،
خاتون حيدر، والمتخصصة بشؤون المرأة، لعنب بلدي، وعرفت “الصورة النمطية” بأنها الصورة الذهنية التي نكوّنها عن شخص أو جماعة دون الاستناد إلى معرفة موضوعية أو حتى رغبة في المعرفة، بل على أحكام مسبقة فقط وقوالب نضع فيها هذا الشخص أو هذه الجماعة.
وتحمل الصورة النمطية قدرًا من التعميمات، دون الاستناد إلى أرقام أو معلومات أو إحصائيات.
وأكدت حيدر أن القوالب النمطية تؤثر سلبًا على كل من المرأة والرجل، وتشير تقارير هيئة معايير الإعلان إلى أن القوالب الجنسانية يمكن أن تؤدي إلى الأذى العقلي والجسدي والاجتماعي.
كما يمكن لهذه الصور أن تحد من كيفية رؤية الناس أنفسهم، ومن قرارات الحياة التي يتخذونها عندما يسعون إلى الامتثال للقوالب النمطية.
وغالبًا تورد الإعلانات حتى في الدول الغربية صورًا نمطية عن كل من الذكور والإناث يكون الذكر فيها المخترع والطبيب والمهندس، بينما يتم التركيز على جمال الفتاة وأنوثتها ومواصفاتها الجسدية.
وتساعد وسائل الإعلام على تشكيل الوعي عند كل من المرأة والرجل حول ما يستطيعون القيام به، وتشير الدراسات إلى أن النساء والرجال لا يولدون مبرمجين للتفكير في أنهم يستطيعون القيام بهذا أو لا يستطيعون القيام بذلك.
وتسهم الإعلانات على وجه الخصوص في ترسيخ الصورة النمطية للمرأة لدى الرأي العام، فتستخدم صورة المرأة عادة من زاوية تجارية بهدف الدعاية، أو سلعية على أنها فاتنة وجذابة.
وفي عالمنا العربي تنفق المرأة على التبرج أكثر من مثيلاتها في الغرب، بحسب مؤشرات اقتصادية تحدثت عنها حيدر، وهو ما يرجع إلى الصورة النمطية التي يُظهر الإعلام العربي فيها المرأة كسلعة.
وفي الصحافة الصفراء يتم التركيز على شكل المرأة أكثر من مضمونها، من وجهة نظر حيدر، كما تعتمد بشكل كبير على الإثارة الجنسية، وتعمل على استغلال المرأة لخدمة هذه الغاية عبر التركيز على إظهار مفاتنها وإبراز صورتها كامرأة مثيرة ومغرية بصورة “مبتذلة”، وذلك بهدف تحقيق غايات ومكاسب تجارية.
وقلما يركز هذا النوع من الصحافة على أخبار النساء الناجحات في المجالات العلمية والأدبية والسياسية، بل تُحصر التغطية على قضايا الأسرة والموضة ووصفات الطهو.
ولفتت حيدر إلى أن تغطية قطاع كبير من الإعلام العربي تتسم بالتقليدية في التعامل مع قضايا المرأة.
وحول تأثير “الصورة النمطية للمرأة” التي تعززها الصحافة الصفراء على المجتمع، أشارت حيدر إلى أن “النمطية” عادة ما تكون على جميع الأقليات والمستضعفين، وبما أن المرأة تكون دائمًا مستضعفة حتى ضمن الأقليات فإن الصورة النمطية لها في المجتمع أمر بغاية الأهمية.
ولفتت حيدر إلى أن استخدام المرأة لا يتم فقط في “الصحافة الصفراء” بل في وسائل الإعلام عامة ووسائل الإعلان، فعندما تستخدم صورتها لا تتم مراعاة أن هذه الصورة ستكون جزءًا من أدوار ستترسخ في عقول الأطفال والشباب، مشيرة إلى أن قضية المساواة بين المرأة والرجل ليست على قدر الأهمية بقدر أن يكون لكل منهما دور معقول يلعبه في المجتمع.
فالقضية ليست المرأة وحقوقها بل أدوارها الاجتماعية، فعلى سبيل المثال تظهر الصورة النمطية المرأة على أنها المرأة المتزوجة المتبرجة الشبيهة بممثلات السينما، حتى عندما تكون في المطبخ أو تؤدي واجباتها المنزلية.
وهو ما يُرسخ بذاكرة الرجل صورة مفادها أن المرأة يجب أن تكون أنيقة بشكل دائم، كما يرسخ بذاكرة المرأة أنها يجب أن تكون على هذه الصورة فتصاب بعقدة نقص إذا لم تكن كذلك.
وإضافة لذلك يربط الإعلام الأصفر كل الفضائح بوضع المرأة الأخلاقي، وهي أمور تلقى انتشارًا وتداولًا بين الناس لكنها تسيء إلى المجتمع بشكل كبير، فهو يركز على قضايا هامشية جزئية ليست على قدر من الأهمية ولكنها تجلب قرّاء لأنها فضائحية.
للمرأة أدوار يجب إظهارها
مديرة إذاعة “روزنة”، لينا شواف، اعتبرت بدورها أن الإعلام بشكل عام لديه صوة نمطية عن المرأة، وليس فقط الإعلام الأصفر.
وأشارت الشواف في لقاء مع عنب بلدي إلى أهمية الانتباه لطريقة تقديم المواضيع التي تتحدث عن المرأة والأسئلة التي ستوجه إليها، إذ غالبًا ما ينمط المجتمع طريقة تعاطي الإعلام مع قضايا المرأة.
الإعلامية في “رابطة الصحفيين السوريين“، رزان أمين، أكدت أيضًا على ضرورة إظهار المرأة بصورتها الحقيقية فهي المرأة الثائرة والمتعلمة والطبيبة، وهذه هي الصورة التي يجب على الإعلام تعزيزها.
النزاعات والحروب..
بيئة خصبة للصحافة الصفراء
تشكل فترة النزاعات بيئة خصبة لانتشار الصحافة الصفراء، والتي يستغلها أطراف الصراع في الترويج لسياساتهم وبث أفكارهم والتأثير في الرأي العام.
وتعتمد الصحافة الصفراء على تضخيم الأحداث وسياسات الاستبعاد والإقصاء والتجريد من السياق والاعتماد على خطاب مؤدلج، بهدف تحقيق مصالح سياسية لطرف معين.
وتواجه وسائل الإعلام تحديات عدة في طريق تحقيق التوازن بعيدًا عن التجاذبات السياسية التي تفرض نفسها في فترات الحروب وعدم الاستقرار السياسي.
وتسهم الصحافة الصفراء في صنع الأزمات وتأجيجها بدل التهدئة وسط صراع المصالح، وتستخدم أساليب التعتيم والإهمال وقص الكلام وحذفه وفبركته والكذب والافتراء والإشاعات.
وتظهر في فترات النزاعات تجاوزات عديدة على شكل صحافة صفراء، من خلال تزوير الأحداث أو استخدامها في غير سياقها، أو اللجوء إلى الأرشيف وادعاء آنيته، أو استخدام الصور في سياقات بصرية لا تمت إلى أصل الصورة بصلة.
الاستقطاب وعقدة ”اللا استقلالية“
وتعتبر فترة النزاعات أحد العناصر التي تعزز الصحافة الصفراء لترافقها مع الاستقطاب في المجتمع، وفق ما أكده الخبير الإعلامي المصري عماد عمر.
وأشار عمر إلى أن الصحف الصفراء عادة ما تقول للقراء ما يحبون أن يسمعوه، وفي ظل الاستقطاب السياسي يكون هدف كل صحيفة أو وسيلة إعلامية أن تقول لجمهورها أو لجمهور المعسكر الذي تنتمي إليه ما يحب أن يسمعه وليس الحقيقة، وبالتالي فإن ظروف الاستقطاب والنزاع السياسي هي بيئة خصبة جدًا للصحافة الصفراء.
وحول دور الوسائل الإعلامية في تحقيق التوازن في ظل التجاذبات السياسية خلال النزاعات، اعتبر عمر أن على كل وسيلة الاهتمام برسالة الصحافة الأساسية وهي تقديم الحقيقة، ولا يجب أن تكون الصحافة كطرف في أي نزاع لأنها مهنة مقدسة ومهمة.
وأضاف “لو سمحنا باستخدام المهنة كسلاح لصالح أحد الأطراف فمن المؤكد أن الطرف الآخر سيستخدمه بنفس الطريقة، وبالتي سيكون الخاسر الأكبر هو مهنة الصحافة“.
رئيس تحرير صحيفة برجاف، فاروق حجي مصطفى، لفت إلى أن بعض وسائل الإعلام، والتي تكون تابعة لتيارات سياسية، تكون مجبرة في فترات الحرب والسلم على الترويج لأفكار هذه التيارات وسياساتها، أما الصحافة المستقلة فمن المفروض أن يكون اهتمامها الأساسي الناس ومصالحهم وبناء السلام بعيدًا عن الحروب.
الإعلام الأصفر يدخل ميدان الحرب السورية
الكاتب السوري ورئيس تحرير جريدة كش ملك، خطيب بدلة، تحدث عن التجاذبات السياسية في فترة الحرب السورية، ولفت إلى أن النظام السوري يعتمد منذ زمن بعيد على الصحافة الصفراء، وهو يحاول تضخيم عيوب معارضيه والتستر على جرائمه وممارساته ضد حقوق الإنسان، ويلجأ للفبركة وتشويه الحقائق واختراع الأكاذيب، كما يشتري مؤسسات إعلامية ويدعي أنها مستقلة.
أما بالنسبة للمعارضة فأشار إلى أنه يوجد عند بعض المؤسسات والأشخاص ميل لاستخدام الصحافة الصفراء، وهم يبررون ذلك بضرورات المرحلة الحالية وما نمر به من فترة نزاع، واعتبر أن ذلك غير مبرر، داعيًا إلى انتقاد هذه الممارسات حتى لو ارتكبت من قبل جهة ثورية.
فيما أشار أحمد نور، الصحفي في “شبكة شام” الإخبارية، إلى أن تحقيق التوازن ضمن المؤسسة الإعلامية في فترة النزاعات والحروب أمر صعب جدًا، لافتًا إلى أن “شام” اختارت أن تكون أقرب للمدنيين، بغرض مواجهة أي انتهاك من أي طرف كان.
المدير التنفيذي لـ “التحالف المدني السوري”، علاء الدين زيات، أكد من جانبه أن الإعلام هو أحد أدوات الصراع وهو عنصر فعال جدًا لأنه من الممكن أن يشوه ويموه وينشر ضبابًا في العملية، وبالتالي يؤثر بشكل مباشر في طبيعة الصراع.
واعتبر زيات أنه من المفروض ألا يتخلى الصحفيون عن دورهم التنويري، وأن يلعبوا دور الفدائي لتوضيح الحقيقة.
“الصحافة الصفراء“..
في ملتقى ثالث تنظمه “عنب بلدي”
سعت جريدة عنب بلدي خلال مسيرتها المهنية إلى الإسهام في تطوير الإعلام السوري، عبر تنظيم عدة ملتقيات تناولت الواقع الإعلامي الحالي في محاولة لرصد مشكلاته والوصول إلى حلول لها ووضع إطارات تنظيمية للإعلام الجديد.
حاولت هذه اللقاءات تعزيز مفهوم التنظيم الذاتي لقطاع الإعلام المستقل، من خلال جمع وسائل إعلام سورية مختلفة في إطار التزامات مهنية ومواثيق عمل مشتركة، تشكل حالة مرجعية ناظمة للعمل الإعلامي السوري.
”الإعلام السوري في مواجهة الصحافة الصفراء”
شارك رؤساء تحرير ومدراء 20 وسيلة إعلام سورية، في ملتقى ”الإعلام السوري في مواجهة الصحافة الصفراء“، الذي رعته مؤسسة عنب بلدي واستمر على مدار يومي 29 و30 تشرين الأول 2017.
الملتقى ناقش قضية ”الصحافة الصفراء“ في العمل الإعلامي، وأساليب التصدي لها، في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتحولها إلى مصادر مفتوحة ومنابر حرة، بعيدًا عن ضوابط العمل الصحفي.
وخلال الملتقى، قدم الصحفي والخبير المصري، عماد عمر، مجموعة من المحاضرات التعريفية بـ ”الصحافة الصفراء“، كما نظم مجموعات العمل بهدف تشخيص بعض المشاكل التي تواجه الإعلام السوري في هذا الصدد، وأفضل الحلول لمواجهة نقاط الضعف في العمل الصحفي.
عماد عمر، صحفي مصري، عمل لنحو عقدين مع وكالة رويترز وكان كبير المحررين فيها، وأشرف على العديد من التحقيقات الاستقصائية.
وعرّف عمر “الصحافة الصفراء” بأنها “الصحافة التي تبتعد عن الحقيقة، وتعتمد عناوين غير دقيقة، وتركز اهتمامها على الإسراف في استخدام الرسوم والصور المثيرة، بقصد جذب الجمهور أو التأثير المباشر على الرأي العام”.
كما شاركت الدكتورة في التنمية والمتخصصة في شؤون المرأة، خاتون حيدر، في الملتقى، من خلال محاضرة حول ”الصورة النمطية للمرأة” التي تستخدمها “الصحافة الصفراء” في الإعلام ، ودور وسائل الإعلام في تعزيز التمايز المرتبط بالنزعات العنصرية على أساس النوع والجنس والدين والعرق والطبقات الاجتماعية.
وأسهمت النماذج المعروضة من الصحافة العربية والعالمية وإسقاطاتها على الصحافة السورية بتسليط الضوء على الثغرات الإعلامية التي تفضي إلى ”صحافة الصفراء“.
المشاركون في الملتقى من رؤساء ومدراء تحرير وسائل الإعلام المحلية (صحف، مواقع إلكترونية، إذاعات، ومحطات تلفزيونية)، تمكنوا في نهاية الورشة من التوصل إلى مجموعة من التوصيات حول أساليب مواجهة ”الصحافة الصفراء“ في الإعلام السوري.
وتوزعت توصيات الملتقى على الشكل التالي:
على مستوى الصحفيين الأفراد
- الالتزام بالمعايير المهنية للعمل الصحفي وميثاق الشرف الإعلامي.
- الاعتماد على مصادر موثوقة وعدم السماح لمصدر بالتلاعب بالحقيقة.
- التزام الدقة في عرض الحقائق والمعلومات واختيار الصور والبعد عن التهويل.
- التوازن في الطرح الصحفي والابتعاد عن الانحياز الشخصي.
- عدم الخلط بين الرأي والخبر، وتجنب إطلاق أحكام القيمة في المادة الصحفية.
- استخدام عناوين صحفية بعيدة عن التضليل والمبالغة غير المبررة.
- احترام خصوصية المصادر والأفراد.
- بناء خلفية معرفية جيدة عن المواضيع الصحفية المطروحة.
- التشاور ضمن الفريق الصحفي لاتخاذ القرارات الأخلاقية في المواقف الشائكة.
على مستوى رؤساء تحرير ومدراء المؤسسات الصحفية
- اعتماد سياسات توظيف مهنية، تشمل توصيفًا وظيفيًا واضحًا في إعلانات العمل، وإجراء اختبارات تحريرية وشفهية مهنية كمعيار للقبول.
- تطوير السياسات التحريرية، وإعداد الأدلة الإرشادية التي تضمن إنتاج محتوى صحفي ذي جودة عالية.
- وضع مدونات للسلوك، واعتماد مواثيق شرف صحفية، والتأكد من إطلاع جميع الصحفيين عليها وموافقتهم عليها عند التعيين.
- التمييز بين المحتوى الإعلامي والمحتوى الإعلاني.
- الاهتمام بتصحيح الأخطاء، والترويج لثقافة الاعتذار والتصويب.
- تأمين برامج تدريبية دورية بهدف تأهيل الصحفيين على مستويات مختلفة.
- إجراء دراسات الجمهور بشكل دقيق، وتفعيل أدوات رصد وقياس التغذية الراجعة.
- إحداث نظام للحوافز والمكافآت، لتشجيع الصحفيين على إنتاج المحتوى الجيد.
- التواصل الدائم مع فرق التحرير والتأكيد على روح الفريق وتقبل النقد.
- بذل جهود في تأمين التمويلات التي توفر استقلالية المؤسسات الصحفية.
على مستوى الهيئات والمنظمات الإعلامية
- تحديد معايير دقيقة وواضحة للعمل الصحفي وتعميمها على الوسائل الإعلامية.
- وضع مسودة الإطار التشريعي والقانوني لممارسة مهنة الصحافة وحماية الصحفيين.
- إصدار تقارير تقييم دورية حول مدى التزام الوسائل الإعلامية بالمعايير المهنية لمهنة الصحافة.
- تنظيم دورات تدريبية لتأهيل الكوادر الإعلامية، وورش عمل لتبادل الخبرات.
- تقديم المشورة القانونية والمهنية للمؤسسات الصحفية.
- منح جوائز سنوية للأعمال الصحفية المتميزة.
- تشكيل لجان وهيئات تخصصية لدراسة شكاوى الجمهور.
”معًا لنبذ خطاب الكراهية“
بحضور ممثلين عرب وكرد، عن 14 مؤسسة إعلامية سورية، مرئية ومسموعة ومقروءة، نظمت عنب بلدي ملتقى “الصحافة السورية معًا لنبذ الكراهية” في مدينة اسطنبول في الثامن من أيار 2017.
وخرج المشاركون بمجموعة من التوصيات، الموجهة لوسائل الإعلام السورية وإلى العاملين فيها، بهدف التقليل من الرسائل الإعلامية التي تحتوي أفكارًا أو معلومات أو مفردات من شأنها أن تسبب أو تزيد الاحتقان بين مكونات المجتمع السوري، بما يؤدي للوصول إلى خطاب إعلامي مهني ووطني، يعزز السلم الأهلي في سوريا.
وتوصّل الملتقى إلى تعريف اتفق عليه المشاركون، حدّد خطاب الكراهية بأنه “كل خطاب يتضمن إقصاءً أو تهميشًا أو إهانة أو تحريضًا أو تمييزًا سلبيًا أو تنميطًا مسيئًا أو ذمًا موجهًا ضدّ مجموعة بشرية، بشكل مباشر أو مبطنٍ، وفق سياسة ممنهجة أو اعتباطية”.
ندوة حوارية حول التغطيات الإعلامية للقضايا البارزة
نظّمت عنب بلدي في آذار عام 2016 ندوة حوارية حول “أرشيف المطبوعات السورية“، حضرها عدد من الصحفيين السوريين في تركيا، ناقشوا خلالها نتائج الأوراق البحثية التي أعدها الكاتب السوري محمد رشدي شربجي حول تناول الصحف الجديدة لعدد من الموضوعات المتعلقة بالشأن السوري.
وجاءت الأوراق البحثية التي أعدّتها الصحيفة بمبادرة من “أرشيف المطبوعات السورية”، كمحاولة لإعادة قراءة ما تنتجه الصحف المحلية من محتوى إزاء القضايا السورية البارزة (الكرد، العدالة الانتقالية، التنظيمات الجهادية في سوريا، الصراع مع إسرائيل، المرأة السورية، وهجرة السوريين)، بهدف رؤية ما يمكن أن تشكله من مواقف وتوجهات وآراء حول تلك القضايا.
وأفسحت الندوة مجالًا لمناقشة نقاط الضعف في الإعلام السوري الجديد، من وجهات نظر مختلفة، في سبيل تطوير أساليب تناول القضايا المحلية الأساسية.
المؤسسات الإعلامية المشاركة في ملتقى ”الإعلام السوري في مواجهة الصحافة الصفراء“
مجلة صور: دورية شهرية صدرت للمرة الأولى عام 2013، تهتم بالشأن المدني السوري وحرية التعبير وحقوق الإنسان.
تلفزيون حلب اليوم: بدأ البث عام 2011، وتطورت القناة من عارض صور وشريطين إخباريين إلى محطة تلفزيونية تقدم مجموعة من البرامج المتخصصة بالشأن السوري.
راديو روزنة: إذاعة سورية انطلقت عام 2013، تقدم نشرات ومواجز إخبارية متعددة وبرامج ثقافية وتوعوية وخدمية متنوعة، وتنشط أيضًا عبر موقعها الإلكتروني.
مجلة عين المدينة: دورية نصف شهرية سياسية اجتماعية تأسست عام 2013، تعنى بشؤون الداخل السوري، وتحاول التركيز على الأنشطة والأعمال والمشاكل التي يواجهها المواطن السوري.
صحيفة برجاف: تأسست عام 2013، تصدر حاليًا في مدينة أربيل في كردستان العراق، تهتم بالشؤون السياسية والفكرية والاجتماعية في سوريا.
المركز الصحفي السوري: تجمع إعلامي سوري تم تأسيسه عام 2014، يضم وكالة أنباء الحدث، راديو الحدث، مجلة الحدث، المعهد السوري للإعلام، قسم الترجمة، القسم المرئي، قسم التوثيق.
صحيفة حبر: دورية أسبوعية اجتماعية سياسية منوعة، صدرت لأول مرة عام 2013.
شبكة جيرون الإعلامية: صحيفة إلكترونية، سياسية ثقافية اجتماعية، يصدرها مركز حرمون للدراسات المعاصرة، تعنى بالشأن السوري بشكل خاص، والعربي بشكل عام، تأسست عام 2016.
الشبكة السورية للإعلام المطبوع: تجمع لصحف ومجلات سورية مستقلة، تأسست بعد الثورة السورية، تعمل على تنسيق الجهود فيما بينها من خلال تبادل الخبرات الصحفية والمهنية، تأسست عام 2014.
رابطة الصحفيين السوريين: تجمع مهني تأسس عام 2012، يعمل على تمكين دور حرية الإعلام والتعبير عن الرأي في سوريا، إضافة إلى حماية الصحفيين السوريين.
المكتب الإعلامي لقوى الثورة: موقع إلكتروني إخباري، يعنى بتقديم خدمات إعلامية مرتبطة بالثورة السورية، والمساهمة في وصول القضية السورية إلى الإعلام العالمي.
موقع أورينت نت: صحيفة إلكترونية إخبارية مرتبطة بتلفزيون ”أورينت“، تأسس عام 2009.
صحيفة العهد: دورية إخبارية تتبع لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، تصدر كل أسبوعين، وتوزع في الداخل السوري، صدرت للمرة الأولى عام 2013.
موقع ويدوو: معهد إلكتروني يوفر خدمات في قياس وصول الإعلام، والتحليل وصياغة الخطط، وتقديم كل استشارة متعلقة بتطوير الفرق الإعلامية.
مجلة الجمهورية: صحيفة إلكترونية معنية بالشؤون السياسية والثقافية السورية، تأسست في آذار 2012.
صحيفة عنب بلدي: مؤسسة إعلامية سورية مستقلة تأسست عام 2011، وتصدر مطبوعة أسبوعية، سياسية، اجتماعية، منوعة.
مجلة كش ملك: صحيفة إلكترونية سياسية اجتماعية ساخرة، صدر عددها الأول عام 2013.
شام: شبكة إعلامية تأسست عام 2011، تعنى بأخبار سوريا بجوانبها الإنسانية والاجتماعية والمدنية والعسكرية فـي كافة المحافظات السورية.
السورية نت: موقع مهتم بالشأن السوري وتداعياته في المنطقة، يقدم الأخبار والتحليلات والدراسات والتقارير ومواد الرأي، تأسس عام 2014.
التحالف المدني السوري: تجمع غير مغلق لمنظمات وناشطي المجتمع المدني السوري داخل وخارج سوريا، يهدف إلى بناء ثقافة المواطنة وتكريس مفهوم حقوق الإنسان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :