محمد زيادة – عنب بلدي
«سوريون بلا عنوان» هو اسم المبادرة التي أطلقتها مجموعة الـ MBC بدعم البرنامج العالمي للأغذية، بهدف «مساعدة اللاجئين السوريين»، ما أثار غضبًا وجدلاً في الأوساط السورية ضد المبادرة والقناة، على اعتبار التسمية تنتقص من شأن السوريين اللاجئين وكرامتهم.
وبحسب إدارة المسؤولية الاجتماعية لدى مجموعة الـMBC ، فقد أُطلقت حملة «سوريون بلا عنوان» بالتعاون مع «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، بهدف «توفير المساعدات الغذائية للملايين من السوريين المتضررين والنازحين، سواءً داخل سوريا أو خارجها».
حيث تعتمد الحملة «تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية والصعوبات المعيشية التي يعاني منها السوريون في أماكن النزوح والمخيمات» من خلال عرض 30 فيلمًا وثائقيًا قصيرًا، تتطرق إلى 30 حالةٍ إنسانيةٍ خلال أيام شهر رمضان، لتفتح بالتالي «باب التضامن والمؤازرة أمام الراغبين بالتبرع».
واستحضرت MBC عددًا من مشاهير البرامج والمسلسلات والمسابقات التلفزيونية العرب، للتعريف بمقدار المعاناة التي يعيشها السوريون في المخيمات، ضمن أفلامٍ قصيرةٍ عبر باقة “MBC الأمل”.
في المقابل، لاقت الحملة ردود أفعالٍ نقدت اسمها ومضمونها، إذ أنشئت عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مضادة للحملة، أبرزها صفحة «ضد حملة سوريون بلا عنوان» في موقع الفيسبوك، وقد لاقت إعجاب 19 ألف متابع، وصفحة «سوريون بلا عنوان لا تمثلني» التي حازت على إعجاب قرابة 1500 متابعٍ.
وقد أفاد القائمون على صفحة «سوريون بلا عنوان لا تمثلني» في حديث لعنب بلدي، أنّها جاءت كرد فعلٍ على الحملة التي أطلقتها قنوات MBC بهدف إيقافها، معتبرين أنّ هدف حملة «سوريون بلا عنوان» هو «هدفٌ ربحيٌّ بحت» كما أّنها «ترويجٌ إعلاميٌّ لمحطات MBC في الأوساط الإعلامية والإنسانية، وربما تكون عملية احتيال للشحاذة باسم الشعب السوري، وسببت انتقاصًا من شأن السوريين».
وأوضح القائمون أنّه “من المحزن جدًّا أن يشاهد السوريون أنفسهم على الفضائيات التلفزيونية بالطريقة التي تعرضها الـ MBC».
من جانبها تحدّثت المدربة المختصة بالإرشاد الوالدي في الظروف الطارئة «لميا معروف» لعنب بلدي، عن التحول الذي طرأ على موقف بعض المشاهير الذين «شعروا فجأة بتأنيب الضمير نتيجة تقصيرهم تجاه القضية السورية»، فأرادوا زيادة تألقهم «بالوقوف فوق عنوان أكثر القضايا اتهامًا للإنسانية». وخوفًا من خسارة فرص عملهم أطلقوا حملة سوريون بلا عنوان «كحبة مسكن ظنوا أنها تمكنهم من حمل العصا من الوسط»، وبتحولهم هذا «أساؤوا لأنفسهم قبل أن يسيئوا للسوريين»، مؤكدةً أنّ “كرامة السوريين ليست سلعة تباع وتشترى بها النجومية».
أما الناشطة في دعم اللاجئين السوريين في لبنان «منال»، قالت إنّ التسجيلات التي تعدها القناة «تزيد وجع اللاجئ بسبب تصويرها له أنّه أضحى بلا هوية، ما ينعكس سلبًا على نفسيته ليشعر بالنقص والذل والضعف».
وأشارت منال، إلى الأسلوب الذي تتبعه بعض الجهات الإعلامية لتصوير حياة المخيمات، المتمثل في «دفع مبلغٍ ماديٍّ رمزيٍّ للعائلة اللاجئة، تحت غطاء بث معاناتها للمجتمع الدولي»، ما يسبب حقدًا متزايدًا لدى اللاجئ «ضد المجتمع المضيف الذي يتاجر بوضع السوريين ويشحذ عليهم».
يذكر أنّ «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، يساعد حاليًّا نحو 5.5 مليون سوري، منهم 1.5 مليون نازح في دول الجوار، وذلك عبر تقديم المساعدات الغذائية لهم، عن طريق البطاقات الإلكترونية، وغيرها من الوسائل المتاحة.