دراما الثورة: أما آن الأوان
عنب بلدي ــ العدد 126 ـ الأحد 20/7/2014
يلحظ الكثير من السوريين التطور الواسع والنوعي في الإعلام الخاص والإعلام الثوري على مدى الثلاثة أعوام ونصف الماضية، ابتداءً بصفحات التواصل الاجتماعي مرورًا بمواقع الانترنت المتخصصة حتى ظهور بعض الصحف المحلية، وصولًا إلى المحطات الفضائية وإذاعات الراديو الرائجة مؤخرًا، كلها تسعى إلى تسليط الضوء على أوضاع السوريين ومعاناتهم وظروف حياتهم في المناطق المحررة وفي مناطق النظام من خلال عرض تفاصيل كثيرة ومهمة.
هي ثورة حقيقية في عالم الإعلام أنتجتها ثورة الشعب، وتوظف في سبيلها إمكانيات مبدعين ما كانت لتسطع أسماؤهم لولا فسحة الحرية هذه. وبالتزامن مع تطور القضايا والمواضيع التي يتطرق إليها الإعلام، وباتساع جماهيريته، تطلبت آلياته تقدمًا موازيًا في أساليب العرض والمعالجة، فتدرجت بين التقارير المكتوبة والمصورة والأفلام الوثائقية التي تسجل حضورها بقوة. وكذلك تزامن هذا التقدم مع مطالبات متزايدة من الجمهور بالمزيد كمًا والأفضل نوعًا وحرفية. وعَلَت مؤخرًا المطالب بضرورة إنتاج أعمال درامية، تعكس نبض الشارع وتحكي واقعه، ولكنها وإلى الآن لم تلق الصدى المأمول؛ فموسم الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام خلا من أي مسلسل يحكي صراحة حال السوريين في الداخل سواء وسط الحرب، أو في المناطق المحررة؛ كذلك فشل أي من المسلسلات في رصد حال اللاجئين في المخيمات.
تميز الدراما السورية وسطوعها بين باقي الأعمال الدرامية العربية لم يأت عن عبث، ولم يكن وليد صدفة، بل باجتماع مزيج لم يتوفر في أماكن أخرى من ممثلين بارعين، وكتاب نصوص مبدعين، ومخرجين ناجحين، وكونه مزيجًا نابعًا من أبناء سوريا توفر لدى الإعلام المنضوي تحت لواء الثورة أيضًا، لذا فإن سؤالًا يطرح نفسه: «أما آن الأوان لنرى دراما ثورية مهنية على شاشاتنا؟».
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :