عنب بلدي – وكالات
بشر أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، مقاتلي الجبهة بإعلان «إمارة إسلامية» في سوريا تهدف «لتطبيق شرع الله» في تسجيل صوتي نشر يوم الجمعة 11 تموز، وبينما شكك ناشطون بصحة التسجيل أوضحت مؤسسة المنارة الناطقة باسم النصرة ما جاء فيه.
وبعد أيام على إعلان «الخلافة الإسلامية» من قبل تنظيم «دولة العراق والشام»، ردّ أبو محمد الجولاني في اجتماع لجبهة النصرة، بحسب ما يظهره تسجيل تداولته مواقع جهادية، واعدًا جنوده بإقامة «إمارة إسلامية» في الشام.
وفي الوقت الذي شكك بعض الناشطين بصحة التسجيل، أكد مركز حلب الإعلامي أن الجولاني «كشف اللثام عن هويته في اجتماع على مستوى عال ضمّ معظم قيادات ومقاتلي جبهة النصرة قاطع حلب»، بحسب ما نقله مصدر من جبهة النصرة للمركز.
وأضاف المركز أن الأمير العام لجبهة النصرة أبو محمد الجولاني حضر الاجتماع، الذي كان مقررًا فيه مناقشة إعادة هيكلة الجبهة وتنظيم صفوفها، ليتفاجأ الجميع بحضور الجولاني وترأسه للاجتماع».
وابتدأ التسجيل بحديث الجولاني بالثناء على مقاتلي التنظيم، داعيًا إياهم للاستمرار في «الجهاد والدفاع عن أعراض المسلمين»، ومبشرًا بإعلان «إمارة إسلامية بعد التنسيق مع مختلف الفصائل الإسلامية وبعض كتائب الجيش الحر التي وقعت على ميثاقٍ نصّ على تعهد الموقعين تطبيق شرع الله».
وأفصح الجولاني أن «الإمارة لن تكون مؤلفة من جبهة النصرة وحدها، بل ستضم الفصائل التي ترغب في الانضمام، إلا أن الهدف الرئيس منها تحكيم شرع الله ومحاربة المفسدين».
وأضاف الجولاني أن الجبهة «تملك إمكانات هائلة لتحقيق الإمارة»، مشددًا على «الثبات أمام الأعداء من النصيرية، الغلاة، pkk والمفسدين»، مشيرًا إلى أن «كل جندي من جبهة النصرة يجب أن يكون على أهبة الاستعداد لخوض القتال أمام كل من يريد هدم الإمارة الإسلامية القادمة كائنًا من كان».
وحول مكان الإمارة قال الجولاني «حلب ستشهد ولادة أول إمارة إسلامية لتعمم التجربة على باقي المناطق الأخرى، حيث ستسعى هذه الإمارات لكسر الحصار المفروض من قبل قوات النظام ووصلها ببعضها البعض».
بدورها أصدرت مؤسسة المنارة الناطقة باسم الجبهة «بيانًا توضيحيًا حول ما أشيع عن إعلان جبهة النصرة لإمارة إسلامية»، جاء فيه إن «مشروع جبهة النصرة من أول يوم أُسست فيه هو إعادة سلطان الله إلى أرضه وتحكيم شريعته»، وأضاف البيان «إننا نسعى لإقامة إمارة إسلامية وفق السُنن الشرعية المعتبرة ولم نعلن عن إقامتها بعد». وشدد البيان على أن جبهة النصرة «لن تسمح لأحد أن يقطف ثمار الجهاد ويقيم مشاريع علمانية أو غيرها من المشاريع التي تقام على دماء وتضحيات المجاهدين»، كما أنها «لن تتهاون مع المجموعات المفسدة في المناطق المحررة».
وكان أبو محمد الجولاني صرّح في مقابلة سابقة مع الصحفي في قناة الجزيرة تيسير علوني نهاية العام الماضي، أن النصرة لن تنفرد بالحكم في مستقبل سوريا «كجبهة نصرة لن نتفرد في قيادة المجتمع، حتى وإن وصلنا إلى هذه المرحلة»، تاركًا الأمر إلى لجان شرعية باجتماعها مع علماء ومفكرين.
ويرى محللون إعلان الإمارة من قبل النصرة رفضًا لإعلان الخلافة من «دولة العراق والشام» وشرعنة لخروج المقاتلين عليها، والحفاظ على عناصر النصرة من التسرب إلى «الدولة».
وتشهد الأراضي السورية اليوم اشتباكات عنيفة، بين «دولة العراق والشام» من جهة، وبين جبهة النصرة وكتائب المعارضة السورية من جهة أخرى، ارتفعت وتيرتها على حساب المعارك ضد قوات الأسد، وآخرها في الغوطة الشرقية.