محمد صافي – حماة
خمسة أشهر من المعارك العنيفة شهدتها مدينة مورك، الواقعة في الريف الشمالي لمدينة حماة، حقق مقاتلو المعارضة خلالها مكاسب عسكرية استراتيجية، وكبدوا قوات النظام خسائر بشرية ومادية كبيرة؛ نستعرض في هذا التقرير أهمية مدينة مورك عسكريًا وإحصائيات حول المعركة.
بدأت المعركة في 1 شباط الماضي حين سيطر مقاتلو المعارضة على حواجز قوات الأسد في مورك، وانتقالًا إلى مرحلة قطع أوتوستراد حماة-حلب في اليوم التالي، وذلك بهدف قطع الإمدادات عن معسكرات وحواجز الأسد في إدلب وحلب، الأمر الذي نجحت فيه كتائب المعارضة وما زالت تسيطر على الأوتستراد إلى الآن.
- الأهمية الاستراتيجية لمورك
«النظام مستعد أن يبيد المدينة عن بكرة أبيها وما يتركها بأيد الثوار» كما يقول محي الدين هرموش رئيس فرع الأمن السياسي بحماة، عند انشقاقه مطلع عام 2013 مبينًا أهمية الموقع العسكري لمورك لدى قوات الأسد، وكان مقاتلو المعارضة حاولوا سابقًا السيطرة عليها عدة مرات، لكنها باءت بالفشل بسبب القصف العنيف للطيران الحربي ومساندة مطار حماة العسكري بقوة برية ضخمة، إلى أن تمكنوا من ذلك شباط الماضي.
وتكمن أهمية المدينة بأن حواجز الأسد فيها كانت تؤمن الطريق لأرتال الإمدادات المتوجهة من المطار باتجاه معسكرات خان شيخون ووادي الضيف والحامدية في إدلب.
- معارك عنيفة ومكاسب للمعارضة
دفع النظام بأرتال ضخمة باتجاه المدينة، فور سيطرة المعارضة عليها، وجرت اشتباكات عنيفة خلال الأشهر الخمسة الماضية، لكن قواته تكبدت إثرها أكثر من 50 دبابة وعربة مدرعة، بينما اغتنم مقاتلو المعارضة دبابات وأسلحة ثقيلة، وخسر النظام المئات من جنوده بحسب أبي موفق الشبلي، قائد لواء المجد المرابط في مورك، الذي أفاد عنب بلدي «أسرنا أحد جنود النظام عند محاولتهم التسلل إلى مورك قبل أيام واعترف بمقتل 645 جندي من قوات النظام خلال العمليات العسكرية في مورك فضلاً عن آلاف الجرحى».
ولم تقتصر خسائر الأسد على جنوده، فقد نعت الحكومة الإيرانية مقتل الجنرال العسكري «عبد الله اسكندري» القيادي في الحرس الثوري الإيراني في مدينة مورك خلال محاولته اقتحامها والتقدم نحو معسكر خزانان خان شيخون الذي سيطرت عليه المعارضة في 25 أيار الماضي، وكان بداخل المعسكر 9 جنود وضباط إيرانيين قتلوا أيضًا في عملية اقتحام المعسكر.
بدورها استغلت كتائب ريف إدلب الجنوبي قطع الأوتوستراد، وأعلنت عن معركة “صدى الأنفال” في خان شيخون، التي تعتبر نقطة الإسناد والإمداد الرئيسية لمعسكرات الحامدية ووادي الضيف ويتواجد فيها 22 حاجز لقوات الأسد، ودارت معارك عنيفة استمرت 3 أشهر انتهت بإعلان مدينة خان شيخون تحت سيطرة المعارضة نهاية أيار الماضي، ثم توجهت الكتائب باتجاه معسكرات وادي الضيف والحامدية لإكمال “السيطرة على كامل محافظة إدلب”.
في الريف الحموي ركزت قوات الأسد على مورك، حيث ترسل الأرتال إليها يوميًا معززة صفوفها الدفاعية على أبواب مدينة حماة، ما أتاح الفرصة أمام المعارضة للسيطرة على بلدتي الجلمة وتل ملح، إضافة لسيطرتهم على بلدة طيبة الإمام، كما تمكنت من اقتحام مستودعات رحبة خطاب وتحريرها بالكامل.
- سر “صمود” مورك
لم تتمكن كتائب المعارضة في عموم سوريا من قطع الأوتوسترادات الرئيسية على قوات الأسد، كأوتوستراد دمشق-درعا أو إدلب-اللاذقية وغيرها، إذ تمكن الأسد من استعادة السيطرة على هذه الأوتوسترادات بعد أيام قليلة من سيطرة المعارضة.
أما في مورك فقد تمكن مقاتلو المعارضة من قطع الأوتوستراد لـ 5 أشهر متوالية، والسر كما يقول «أبو موفق الشبلي» هو «تكاتف الثوار جميعًا في مورك وتضحياتهم الكبيرة هو سر صمودنا”، ويضيف «براميل، حاويات متفجرة، صواريخ أرض-أرض، وأرتال جرارة فشلت جميعها بكسر عزيمة الثوار في مورك وهذا من فضل الله ومن ثم الخبرة العسكرية التي كسبناها خلال معاركنا مع النظام في العامين الماضيين».
وبحسب محللين عسكريين فمعركة مورك هي الأنجح في سوريا ضد قوات الأسد منذ بداية العام 2014، وقد تشهد تحرير معسكري وادي الضيف والحامدية في إدلب بعد أن أطبق مقاتلو الجيش الحر الحصار عليهما في ظل انقطاع خطوط الدعم عنهما.