«برافر داعشي» في الأراضي السورية
سيرين عبد النور – دير الزور
«لا أجد ما أشبّه به أفعال داعش في سوريا، وبخاصة في ريف دير الزور سوى بـ (برافر)»، بهذه الكلمات يصف أبو بكر أحد ناشطي دير الزور ما تقوم به داعش في ريف المدينة، حيث يقارن بين ما يقوم به التنظيم ومخطط «برافر» الشهير الذي طرحته إسرائيل لتهجير بدو النقب في فلسطين، وأضاف «ممارسات داعش اليوم هي أشدّ هولًا وأمعنُ في الإجرام والقتل بما يفوق كل ما شهدناه من النظام أو قرأنا عنه في كتب التاريخ»
- التفجير والحرق
كان دخول داعش للقرى يحمل دومًا الرعب للأهالي، فالتنظيم ينتقم من الجميع. يقول سعد، وهو طبيب أسنان كان يعمل في قرية حطلة «بقيت في القرية لعدة أيام عقب دخول داعش لكن ما رأيته جعلني ألوذ بالفرار، حيث تم تفجير العديد من المنازل واعتقال العشرات من الشباب لأسباب تافهة، إضافة إلى الإعدامات الميدانية لكل من يشك في انتمائه للجيش الحر أو مجلس شورى المجاهدين».
وأفادت مصادر أخرى أن تنظيم العراق والشام يلجأ للقتل والصلب وتدمير المقامات الدينية في كل قرية يدخلها، إضافة إلى إحراق المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها الأهالي في معيشتهم، حيث وثق ناشطون إحراق أكثر من 35% من المساحات المزروعة في محافظة دير الزور ومنها الصور والبصيرة على يد عناصر التنظيم بشكل متعمد، بينما أحرقت نسبة 10% نتيجة النزاعات المستمرة.
وأضاف سعد أن التنظيم قام بتفجير عشرات المنازل في القرى التي دخلها وكان آخرها ما بثه التنظيم على موقعه من صور لتفجير البيوت في قرية خشام، وعنونت الصور على أنها «عقاب كل رافض لحكم الدولة».
- تهجير قسري
وقام التنظيم بتهجير السكان من القرى التي استسلمت له ووافقت على تسليم أسلحتها، حيث تم تهجير سكان عدد من القرى ومنها الشحيل في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 31 ألف نسمة، كشرط لقبول «توبتهم» بحسب ناشطين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد المهجرين بلغ أكثر من 150 ألف نسمة من مختلف القرى التي سيطر عليها التنظيم، وهو رقم يشكك كثير من الناشطين بصحته، حيث يقول حسن، أحد العاملين في المجال الإغاثي في ريف دير الزور إن «العدد الحقيقي يفوق ذلك بكثير إذ تضم قرية مثل البصيرة وما حولها من تجمعات حوالي 50 ألف نسمة وتم تهجير 90% منذ ثلاثة أشهر، ولايزال عناصر التنظيم يرفضون عودتهم»
والجدير بالذكر أن المقاومة التي لقيها التنظيم في بعض القرى جعلته ينتقم منها دون تمييز بين مدني ومقاتل، ومنها قريتي خشام والطابية في الريف الشرقي، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تنظيم الدولة لم يسمح حتى الآن بعودة سكان بلدتي خشام التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 15500 نسمة، وطابية جزيرة البالغ عدد سكانها نحو 15 ألف نسمة، الذين تم تهجيرهم في 23 من شهر حزيران الفائت.
وتواجه محاولات الناشطين لتوثيق رقم حقيقي للمهجرين العديد من العوائق بحسب ناشطين، فالحصار الخانق والتفتيش الذي يمارسه التنظيم يمنع الكثيرين من الوصول إلى تلك المناطق للوقوف على حقيقة ما يحدث وتوثيقه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :