بدأت “هيئة تحرير الشام” خطوات عملية لإعادة ترتيباتها الأمنية في الشمال السوري، عقب اغتيالات واسعة النطاق طالت عناصر وقياديين فيها.
وذكرت مصادر إعلامية متطابقة اليوم، الأحد 29 تشرين الأول، أن الأهالي عثروا على جثتين لعنصرين من “الهيئة” أحدهما مصري الجنسية، قرب مدينة معرة النعمان، جنوبي إدلب.
عنب بلدي تواصلت مع مدير العلاقات الإعلامية في “تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد، وقال إنه ليس لديه تفاصيل حول الأمر.
وارتفعت وتيرة الاغتيلات التي طالت قياديي “تحرير الشام”، في الأيام الماضية، وسط الحديث عن “تصفيات” لبارزين فيها اتخذوا موقفًا رافضًا للتدخل التركي في محافظة إدلب.
مجاهد قال إن “الهيئة” تعيد ترتيب الملف الأمني، مؤكدًا “هناك ترتيبة جديدة للملف الأمني بالمناطق المحررة”.
ورفض مدير العلاقات الإعلامية ذكر تفاصيل أخرى، طالبًا تأجيل الحديث في الموضوع إلى وقت لاحق.
وفي حديث سابق مع الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن الدغيم، قال لعنب بلدي في مقاربة فكرية إن “التنظيمات عادة تصفي بعضها البعض، وهو ما تمت ملاحظته في أفغانستان والعراق، لأنهم يستخدمون التكفير السياسي”.
ورأى أن “أي شخصية تخالف الأخرى في الرأي، تعتبرها قضية ولاء ومخالفة للإسلام، ويحكم عليها بالردة بعد أخذ وثيقة من أقرب شرعي في عملية التصفية”.
واغتيل خمسة قياديين خلال الأسبوع الماضي وهم: “أبو عبد الرحمن الحموي”، مصطفى زهري، عروة نجل “أبو مالك التلي”، “أبو طلحة الأردني”، “أبو عبد الرحمن المهاجر”.
وتعيش “الهيئة” انقسامًا داخليًا في صفوفها بين رافض للتدخل التركي ومرحب به، وسط غموض حول مصيرها في ظل حديث عن إماكنية انخراطها تحت راية حكومة “الإنقاذ” المشكلة حديثًا.