زيتون حماة تحت رحمة ”شبيحة” النظام
ريف حماة – إياد عبدالجواد
بقدر ما شكلت الأراضي الزراعية في المنطقة الوسطى من سوريا ”نعمة“ على مزارعيها في السابق، أصبحت اليوم عبئًا ثقيلًا، بعد أن منح النظام لـ ”شبيحته“ امتياز التحكم بالأراضي الزراعية، مقابل حماية مناطقهم الواقعة على تخوم خطوط المعارضة في ريف حماة.
الحواجز المنتشرة بين مناطق سيطرة النظام ومناطق الفصائل هي الهم الأكبر الذي يؤرق المزارعين في المنطقتين، إذ تفرض عليهم دفع أتاوات محددة مقابل السماح لهم بجني محاصيلهم أو نقلها.
موسم الزيتون كموسم الفستق
أحد المزارعين السابقين، والمقاتل في أحد فصائل المعارضة العسكرية، شعبان خطاب، أكد في لقاء مع عنب بلدي أن موسم حصاد الزيتون هذا العام يشهد صعوبات كبيرة، ويخلق مخاوف لدى الفلاحين حول تكرار سيناريو ”الفستق الحلبي“.
ولم يتمكن مزارعو ريف حماة من جني محصول الفستق الحلبي بشكل جيد نهاية الصيف الماضي، بسبب فرض عناصر “الدفاع الوطني“ على الأهالي الحصول على نسبة من محاصيلهم والتخلي عن الباقي ”مقابل حمايتها“، يقول خطاب، مضيفًا ”وصلت هذه النسبة خلال موسم الفستق إلى 15% فقط وهذا ما حصل مع أقاربي”.
ونتيجة لذلك ”اضطر الأهالي لنسيان موسم الفستق، والتفتوا لموسم الزيتون كونهم لم يجنوه العام الماضي بسبب القصف و المعارك“، لكن الأمل لم يدم طويًلا، إذ كانت قوات ”الدفاع الوطني“، تنتظرهم عند حاجز “جب أبو معروف“ على الطرق المؤدية إلى مزرعة الويبدة (2 كيلومتر غرب طيبة الإمام).
وبحسب خطاب، فإن العناصر على الحاجر أبلغوا المزارعين بوجوب دفع مبلغ مالي عن كل دونم من الأراضي التي سيتم حصادها، وفق قرار من ”مطار حماة- فرع المخابرات الجوية“، بهدف ”حماية الأراضي من الإرهابيين“.
طيبة الإمام ”مركز السرقة“
ولا يقف النظام عند فرض الأتاوات، فقد صادرت قواته في السابق آلاف الدونمات من الأراضي في ريف حماة.
يشير شعبان خطاب إلى أن مزرعة ”الويبدة“ تحوي أكتر من ستة ألاف دونم مزروعة بالزيتون، بينما يوجد في الأراضي جنوب طيبة الإمام أكثر من 15 ألف دونم زيتون، مؤكدًا أن عائلته تملك 155 دونمًا منها، لكنها صودرت عقب خروجهم من مدينة طيبة الإمام بداية عام 2013.
أما الأراضي غرب طيبة الإمام فيعود أغلبها لأسر متطوعي ”الدفاع الوطني“ من آل خليل، ورغم أن هؤلاء المالكين يتمكنون من جني محاصيلهم إلا أنها ليست بعيدة عن السرقة أيضًا.
فيما يمنع على أصحاب الأراضي الواقعة شمال طيبة الإمام جني محصولهم بحجة أنها منطقة عسكرية، ويقوم عناصر تابعون للنظام بجني محصولها كاملًا، إضافة لمزرعة ”المصاصنة والبويضة“ المزروعة بألآف الدونمات.
قرى ”الطار“ الموالية لم تسلّم
يوضح ”مرصد الطار“ لعنب بلدي أن قوات الأسد و“الشبيحة“ يقومون بفرض أتاوات على المزارعين، وعلى أصحاب الآليات كالجرارات والحصادات، وعلى أصحاب السيارات التي تنقل ورشات العمال إلى الأراضي الزراعية في منطقة الطار.
”شبيحة“ قرى منطقة الطار أيضًا يشاركون في فرض الأتاوات التي تطال المزارعين في القرى الموالية مثل قرى جرنية، حيالي، صلبا، العوينة، العشارنة، الروضة، التريمسة، الفجرة، والكرامة.
أما قرى الخط الغربي التي يسيطر عليها النظام (قبر فضة، الكريم، الرملة، والأشرفية) فهي أيضًا خاضعة لنظام الأتاوات، وبحسب الناشط الإعلامي حافظ الحموي، فإن قوات الأسد تسمح للفلاحين بزراعة أراضيهم الواقعة غربي نهر العاصي شرط دفع ألف ليرة أثناء الزراعة، و700 ليرة أثناء جني المحاصيل للدونم الواحد.
ومع صعوبة جني المحاصيل بالنسبة لبعض الفلاحين، فإن آخرين محرومون من ذلك تمامًا، إذ منعت الميليشيات الموالية للنظام أكثر من 20 ألف مدني العبور من مناطق سيطرة المعارضة إلى قراهم، أو استثمار الأراضي التي تعد مصدر عيشهم الوحيد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :