أربعة مؤتمرات حول سوريا.. الانتخابات وملف المعتقلين على الطاولة

  • 2017/10/29
  • 2:22 ص

عنب بلدي – خاص

يشهد الملف السوري زحمة مؤتمرات دولية ومحلية، في ظل سعي لإيجاد حل ينهي نزاع سبع سنوات، ووسط محاولات روسيا فرض أجنداتها، من خلال دعوات للانخراط بمؤتمر محلي لاقى رفضًا واسعًا من المعارضة.

وحدد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، موعد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة، في 28 تشرين الثاني المقبل، بينما يشهد يوما 30 و31 تشرين الأول الجاري محادثات “أستانة7″، على أن تجتمع المعارضة لتوسعة تمثيلها في “الرياض2″، وسط رفض لمؤتمر “شعوب سوريا” الذي دعت إليه روسيا.

وتختلف مضامين الاجتماعات الأربعة باختلاف مكانها، فبعضها يسعى إلى المصالحة بين السوريين وتوحيد صفوف المعارضة وترتيب أوراقها، والآخر إلى تثبيت إطلاق النار، والتوصل إلى إطلاق حوار مباشر بين المعارضة والنظام السوري.

جنيف سياسي.. أستانة عسكري

يسعى المبعوث الأممي إلى إجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين السوريين في جنيف، والجلوس على طاولة واحدة بغية التوصل إلى ”حل سياسي“.

وقال دي ميستورا أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس 26 تشرين الأول، “آن الأوان للمضي في المسار السياسي بعد استعادة الرقة ودير الزور”، مشيرًا إلى أنه سيبحث في الجولة المقبلة إجراء انتخابات في سوريا بإشراف دولي.

وفي العاصمة الكازاخية أستانة، ستعقد النسخة السابعة من المحادثات، بحضور النظام السوري وفصائل المعارضة السورية، إضافة إلى الدول الضامنة الثلاث (تركيا وروسيا وإيران).

عنب بلدي التقت بالعميد الركن أحمد بري، رئيس أركان “الجيش الحر” في اسطنبول، قبل توجهه إلى أستانة، مساء السبت 28 تشرين الأول، وقال إن نقطتين أساسيتين ستناقشان وهما: تثبيت وقف إطلاق النار، وبشكل أساسي ملف المعتقلين.

وسيبحث التثبيت مناطق “تخفيف التوتر” والتدقيق في الخروقات التي حصلت ومحاولة منعها مستقبلًا، بحسب بري، وأضاف أن ملف المعتقلين الذي أُجّل من “أستانة 6″، شهد ضغطًا “كبيرًا” من قبل المعارضة لتنفيذه، في لقاءات مع سفراء ونواب غربيين ومع الروس أنفسهم.

ونقل رئيس أركان “الجيش الحر”، عن رئيس الوفد الروسي إلى أستانة، ألكسندر لافرينتييف، قوله عقب انتهاء المحادثات الماضية، “سنذهب مباشرة إلى دمشق خلال الأيام المقبلة للضغط على النظام بخصوص ملف المعتقلين”.

ووفق رؤية بري فإن النظام يحاول منع فتح الملف، موضحًا أن “المعارضة اتفقت مع الأمم المتحدة وروسيا، على منحهما خريطة للسجون، ولكن بعد تشكيل لجنة حقيقية كي لا يستغلها النظام وينقل المعتقلين، ونرفض تسليم قوائم بأسمائهم خوفًا من تصفية النظام لهم“.

الرياض 2″ لتوسيع تمثيل المعارضة بوفد واحد

يتزامن تحديد موعد جنيف وبدء “أستانة 7” مع دعوات إلى عقد مؤتمر خاص بالمعارضة السورية في العاصمة السعودية (الرياض)، بهدف تشكيل وفد موحد يضم كافة منصاتها (موسكو والقاهرة والهيئة العليا).

وقال مستشار “الهيئة العليا” للمفاوضات، الدكتور يحيى العريضي، في حديث إلى عنب بلدي، إن المؤتمر سيعقد خلال الفترة بين 10 و 20 تشرين الثاني المقبل، وكحد أقصى في نهاية الشهر.

وأضاف العريضي أن هدف المؤتمر توسيع الهيئة العليا ودعمها بشخصيات وطنية وشخصيات من المجتمع المدني داخل سوريا، مُرحّبًا بحضور منصتي موسكو والقاهرة في حال قررا المشاركة.

شعوب سوريامؤتمر محلي ترفضه المعارضة

عقب اقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عقد مؤتمر “شعوب سوريا”، رفض معارضون وسياسيون سوريون طرحه باعتباره “ينسف حقوق السوريين ويشتت العمل السياسي بخصوص الحل في سوريا”، وفق وجهة نظرهم.

وبينما رأى بوتين أن فكرة المؤتمر ”تهدف إلى تحقيق السلام عبر جمع ممثلين عن كافة الجماعات العرقية في سوريا”، رفضه عضو “منصة القاهرة”، فراس الخالدي، في حديث إلى عنب بلدي، لأنه “يضم بعض المكونات (فقط) ويكرس تقسيم الشعب السوري”.

ولم تستلم الأطراف المعارضة أي دعوة من روسيا أو غيرها، وأوضح الخالدي أن “خارطة مبادئ المنصة واضحة وتتمثل برفض الخروج عن أي مظلة أممية، والمطالبة بأن يكون قرارا فيينا وجنيف والقرارات ذات الصلة أساسًا ومرجعية للتفاوض خلال العملية السياسية”.

وترفض المنصة أي تحرك لا يصب في صالح اتفاق سياسي يحقق مطالب الشعب السوري، بحسب الخالدي، بينما ترفضه الهيئة العليا للمفاوضات، “لأنه يعقد من قبل النظام السوري بدعم روسي، ولأنه بعثرة للحق السوري من قبل روسيا المحتلة التي تحاول إنهاء الثورة”.

مستشار الهيئة العليا للمفاوضات، العريضي، اعتبر أن المؤتمر نسف لمفاوضات جنيف وما بني عليه من قرارات دولية، تحافظ على حق السوريين، مشددًا أنه “تشتيت لمحادثات أستانة التي بدأت لتحقيق (تخفيف التوتر)، إلا أن موسكو استخدمتها كوسيلة لتوسيع سيطرة النظام”.

ووصف العريضي المؤتمر بأنه “مصالحة كبيرة تشبه المصالحات الصغرى التي جرت في بعض المحافظات السورية”، مؤكدًا أن روسيا “تسعى إلى إعادة تعويم الأسد وفرض منظومته المسؤولة عن الدمار والتشريد والقتل”.

مايزال المؤتمر غامضًا وغير واضح المعالم، بينما قال عضو “مجلس سوريا الديمقراطية”، وائل ميرزا، لوكالة “سبوتنيك” الروسية،  إن 1500 شخص سيحضرونه، دون تحديد برنامج العمل.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا