خطيب بدلة
أصدرت وزارة الدفاع السورية، بتاريخ 17 تشرين الأول 2017، تعميمًا موقعًا من نائب رئيس الوزراء، موجهًا إلى كافة وسائل الإعلام، يقضي بعدم ذكر أسماء الضباط والمجموعات المقاتلة، وأسماء قادتها، أو أي ألقاب للمجموعات المقاتلة، أثناء المقابلات الإذاعية والتلفزيونية. (المصدر عنب بلدي).
إن هذا التعميم يرمي، في الحقيقة، إلى إيقاع الاستعمار والإمبريالية والصهيونية والرجعية في حيص بيص.. وإلى رد كيدهم إلى نحورهم، وجعل رادارات التحالف الإمبريالي العالمي والكيان الصهيوني المصطنع تَعمى، فلا تعود قادرة أن تعرف من أي مطار تخرج المقاتلات العربية السورية التي تلقي البراميل على عائلات الإرهابيين وأطفالهم، ولا تستطيع المنظمات المشبوهة التي تختبئ تحت مسمى “حقوق الإنسان” أن تعرف في أي معتقل تحت الأرض يجري التخلص من المعتقلين الإرهابيين، ولا أين تدفن جثثهم، أو تحرق..
لذا يجب على المحللين الاستراتيجيين الذين تستضيفهم فضائيات الممانعة ألا يلقوا الكلام على عواهنه، فإذا كان الخبر عن قوات تابعة للحرس الجمهوري ووحدات الفرقة الرابعة وميليشيات حزب الله والحشد الشعبي وأبو الفضل العباس وحسينيون وفاطميون وزينبيون أحكمت الحصار على إحدى المدن السورية بقصد تجويع أهلها وإركاعهم.. يجب عليهم الامتناع عن ذكر الأسماء الحقيقية، والاكتفاء بالقول إن وحدات من الجيش العربي السوري و”القوات الرديفة” هي التي قامت بتلك البطولات الإجرامية الرائعة.
ويهدف التعميم، كذلك، إلى تضليل العدو الصهيوني وجعْله يخطئ في تحديد إحداثيات وحداتنا العسكرية السورية، والقوات الرديفة، أثناء التمركز والتحرك، فإذا اغتاظ ذلك العدو الصهيوني المجرم من الانتصارات التي يحققها جيشنا الباسل على تنظيم القاعدة الإرهابي، وقرر أن يقصف موقعًا عسكريًا يحتوي على صواريخ تُهيأ للإرسال إلى حزب الله بجنوب لبنان، يجب أن يقول المحللون إن العدو قد قصف مدرسة لأطفال المرحلة الابتدائية أثناء حصة التاريخ التي كانت تعلمهم البطولات والصمود.. وأن يؤكدوا لجماهير شعبنا، أثناء التحليل الاستراتيجي، أن قيادتنا قد احتفظت بحق الرد على العدو في الزمان والمكان المناسبين، ولأن هدف العدو من الغارة هو دعم التنظيمات الإرهابية الوهابية فقد ردت قواتنا على الفور بقصف شامل لقرى وبلدات محافظات إدلب والرقة ودير الزور فقتلت خلقًا لا يحصيهم عددًا سوى الله.
هذا التعميم العسكري المطعّم على “إعلامي” ذكّرني بحكاية قديمة عن فتى حشاش سيق إلى الخدمة العسكرية، وأفرزوه للعمل بصفة سائق رغم أنه يرى (أي: يَطِس) 3 من 10 بكل عين، وذات مرة كان يسوق سيارته العسكرية ضمن رتل مدرع ذاهب باتجاه لبنان، وكان قائد اللواء قد أفهم السائقين أن المسير يتطلب عدم تشغيل الأنوار، لئلا يكشفنا العدو، ولكن السائق الحشاش كان يتحين الفرصة ويشعل أنوار السيارة، فيلحق به قائد اللواء بسيارة الجيب واز، ويأمره بإطفائها، دواليك إلى أن خرج السائق الحشاش عن طوره فقال للضابط:
– يا سيدي، علي الطلاق بالتلاتة، إسرائيل شايفة بوطي من دون رباطات، فهل يعقل أنها لا ترى لواء مدرعًا يتحرك؟!