قرآن من أجل الثّورة 125
عنب بلدي ــ العدد 125 ـ الأحد 13/7/2014
خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- سجن حرفية التفسير
منهج التعامل مع القرآن على أنه عبارة عن خطوط عامة ومبادئ تربي الإنسان ووضع القصص والتفاصيل المطروحة كأمثلة لتوضيح الفكرة وإخراجها من هلامية التنظير إلى صلابة الواقع، هذا المنهج يخرج القرآن من حدود الزمن ويربي جيلًا تنتظره البشرية يزاوج بين الإتقان والأخلاق، أخلاقًا تتجاوز حدود الدول والقوميات. أما منهج التعامل مع الأمثلة على أنها نهائية وأبدية فيضعنا في سجن التفاصيل، ويجعل ثمن الالتزام باهظًا جدًا، قد يكون على حساب قبول المجتمع لنا وقيادتنا له وتقدمنا به، وقد يحولنا إلى أناس أشبه بمن ركبوا في آلة الزمن وسافروا إلى عصر لا ينتمون إليه، غربة الشذوذ والاستهجان لا غربة الالتزام والأخلاق. فالتفتوا إلى استنكار الذبح ولا تضيعوا في تفاصيل البحث عن البقرة.
- الموت والحياة
وأنت تتأمل صخب الحياة في الأرض بعد موتها في الشتاء استشعر بقوله تعالى {يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (سورة الحديد، 17) وعلاقة ذلك بموت أمم وإحياء أخرى. مهما علونا فلن نخرق الأرض أو نبلغ الجبال طولا، بل سنموت كما الأرض في الشتاء لتهتز الأرض مرة أخرى ويربو جيل آخر وينظر الإنسان إلى آثار رحمة ربه وهو يحيي الأرض من موات الآخرين بحلة أجمل مما كانت.
- الأجر
{اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ} (سورة يس، 21) معظم الذين لا يسألون الأجر لا يملكون مشاريع حقيقية، وأصحاب المشاريع والفائدة لا ينجون من الطمع وطلب الأجر عاجلًا أم آجلًا. إذا اجتمع الاثنان في شخص أو جماعة أو مؤسسة فعليك بهم ولا تفرّط بهم أبدا.
- أمران ضروريان
الأمر الأول أن تبحث عن الصادقين، تجالسهم، تخالطهم، وتعاشرهم لكي تصيبك العدوى ويسري في عروقك ترياق الصدق فالتخلص من سم الكذب يحتاج إلى وقت وجهد. والثاني هو تربيتك لنفسك وتحليك بالتقوى، فلن تشتم رائحة صادق دون إصلاح مستقبلات الشم عندك حتى لو جلست في كنف الصدق.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :