متى تستدرك المعارضة؟
عنب بلدي ــ العدد 124 ـ الأحد 6/7/2014
حمص، كسب، ريف دير الزور.. مواقع خسرتها المعارضة، واليوم حلب المحررة على أعتاب حصار من قبل قوات الأسد ومقاتلي «دولة العراق والشام».
دولةٌ «داعشية»، حكم ذاتي للكرد، نظام الأسد يوطد أركانه في محور دمشق-الساحل، الشعب سجين في المخيمات والمناطق المحاصرة دون أدنى مقومات الحياة، واستنزاف لمقاتلي المعارضة على جبهات خاسرة بالمحصلة.
على ما يبدو لا تعير المعارضة اهتمامًا للتطورات الميدانية، بل تنصب الأنظار إلى أروقة الاجتماعات الماراثونية لانتخاب رئيس توافقي للائتلاف، وحل الخلافات بين مؤسسات المعارضة المبنية أساسًا على اختلاف داعمي هذه المؤسسات.
بل تعدى ذلك إلى مفاوضات حول زيادة تمثيل المرأة في الائتلاف إلى نسبة لا تقل عن 30%، لعل نسبة التمثيل هذه تضفي لونًا من الحيوية على جسمٍ يلفظ أنفاسه الأخيرة، أمام شعب يأس من انشغال المعارضة عن مصيره بأمور ثانوية.
وحتى لا ننكر ما قامت به المعارضة تجاه السقطات المتتالية، نؤكد أن معارضًا طالب بدعم عسكري للحر، وطالبت معارضة أخرى بإيقاف تدخل حزب الله، وحذر آخر من «كارثة» في حلب، كما استنكر المحلل المعارض ما أعلنته «داعش» …
ما تقوم به المعارضة اليوم، يذكرنا إلى حدّ بعيد بسياسات الجامعة العربية تجاه القضية الفلسطينية أو غيرها، ويبدو أن السياسة في الوطن العربي، التي تؤخذ غلابًا بالوراثة، ستستمر على حالها؛ لا حلول أو استراتيجات، وإن وجدت تبقى مطوية على الرفوف بانتظار الضوء الأخضر من «الدول الكبرى»؛ التي تستمر بدورها بسياستها المفضية إلى استمرار صراعاتنا على مبدأ «فخار يكسر بعضه» تارةً، أو افتعالها وتغذيتها مرات أخرى.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :