هل مات الشاعر التشيلي بابلو نيرودا مسمومًا؟
توصل خبراء في الطب الجنائي أن الشاعر التشيلي العالمي، بابلو نيرودا، لم يمت بالسرطان كما أشيع عقب وفاته عام 1973.
واستخرج الفريق رفات الشاعر الراحل عام 2013 بأمر قضائي، للوقوف على حقيقة السبب الذي أدى إلى وفاته بعد 12 يومًا من انقلاب الجنرال أوغوستو بينوشيه على السلطة.
“البروستاتا” لم يكن مميتًا
وتأكد الخبراء الـ 16 بنسبة 100% أن شهادة الوفاة التي حددت السرطان كسبب لوفاة الشاعر، لا تعكس السبب الحقيقي لوفاة نيرودا، وفق خبير الطب الشرعي الإسباني أوريليو لونا، في مؤتمر صحفي.
وأوضح لونا أن فريق الباحثين وجد مادة (باكتيريا) في رفات نيرودا سيعمل على تحليلها في فترة قد تمتد بين ستة أشهر إلى سنة كاملة.
وعانى نيرودا في حياته من سرطان البروستاتا لكنه لم يكن خطيرًا لدرجة تسببه بالوفاة.
وسيجري الخبراء اختبارات إضافية على مواد سامة وجدوها في رفات الشاعر.
وكان سائق نيرودا، مانويل أرايا، قال إنه تلقى اتصالًا من الشاعر يخبره فيه أنه حقن بشيء ما في بطنه، طالبًا منه التوجه إليه في المستشفى سريعًا، قبل أن يفارق الحياة في نفس اليوم.
ويتهم أرايا عملاء بينوشيه باغتيال بابلو نيرودا، في 23 من أيلول، قبل يوم واحد من توجهه إلى المكسيك التي عرضت عليه اللجوء.
وكان نيرودا معارضًا للانقلاب والدكتاتورية العسكرية، وصديقًا شخصيًا للرئيس المنقلب عليه، الاشتراكي الشيوعي سلفادور أليندي.
القصائد.. سلاح نيرودا الخطير
وشغل نيرودا مناصب دبلوماسية منذ العام 1927، وعمل سفيرًا لبلاده في الأرجنتين وإسبانيا وغيرها من الدول، قبل أن يستقيل بعد الضغوط عليه بسبب موقفه الشيوعي.
وعاد نيرودا إلى العمل السياسي عام 1938 بعد نشوب الحرب الأهلية في إسبانيا، فحاول المساهمة بتجنيب بلاده المصير ذاته، وانتمى إلى حزب التحالف التقدمي الوطني.
وفي عام 1970 ترشح لمنصب الرئاسة، لكنه انسحب لصالح صديقه سلفادور أليندي، وشغل منصب سفير تشيلي في باريس.
وكان صديقًا للشاعر الإسباني فيديريكو لوركا، الذي أعدمته قوات تابعة للجنرال فرانكو، ما أسهم بتحول نيرودا إلى الشعر الثوري، وعرف بشاعر الشعب.
واشتهر نيرودا بعبارته التي رد بها على جنود الانقلاب الذين دخلوا إلى منزله للتفتيش عن سلاح “ابحثوا في كل مكان، لن تجدوا عندي أخطر من القصائد”.
وحصل نيرودا على جائزة نوبل للآداب عام 1971، ويعتبر واحدًا من أهم الشعراء الملهمين في القرن العشرين، وماتزال قصائده متداولة حتى يومنا هذا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :