استضافت العاصمة اللبنانية بيروت عرضًا مسرحيًا سوريًا ضمن فعاليات بينالي الشارقة (حدث فني يجري كل عامين)، على خشبة مسرح دوار الشمس.
وتدور أحداث المسرحية التي تحمل عنوان “بينما كنت أنتظر”، حول عائلة دمشقية اختفى أحد أفرادها، لتجده لاحقًا فاقدًا للذاكرة بعد تعرضه للتعذيب.
وبالرغم من أن مخرج العرض، عمر أبو سعدة، اعتبر أن الجمهور العربي هو المستهدف من العمل كون العرض يتكلم اللغة العربية، إلا أن لبنان هي أول بلد عربي يعرض المسرحية، بعد نجاحها في أوروبا وأمريكا.
عالمان على خشبة المسرح
وعمل أبو سعدة برفقة مؤلف النص، محمد العطار، على صناعة عالمين متوازيين داخل المسرحية، العالم الأول هو الواقع الذي عاشه السوريون بين عامي 2015-2016، في ذروة قوة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
والعالم الثاني بناه أبو سعدة والعطار في خيال شخصيتين ثوريتين تدخلان في غيبوبة، وتمثل أحدهما الحراك السلمي للثورة (شخصية تيم)، بينما تجسد الشخصية الأخرى أولئك الذين اضطرتهم الأوضاع لحمل السلاح (شخصية عمر).
ويعتمد العالم الأول من المسرحية على حدث حقيقي جرى مع أحد أصدقاء المخرج، بينما تم استغلال العالم الثاني لنقد هذه الحقيقة من خلال التجول في أذهان وخيالات الضحايا، وفق رؤية مؤلف النص.
الثورة السورية بين “تيم” و”عمر”
وبحسب أبو سعدة، فإن المسرحية تتحدث عن جيل كان في الصفوف الأولى للثورة عام 2011، بينما تجسد الغيبوبة خروج الأمور في البلاد عن سيطرة هذا الجيل.
وكان الشاب الذي بُنيت على قصته المسرحية (شخصية تيم) قد تم العثور عليه فاقدًا للوعي بالقرب من مستشفى في دمشق عام 2013، قبل أن يتوفى لاحقًا دون أن تتوضح أسباب إصابته.
أما شخصية “عمر” فتتعرض للاعتقال لدى النظام ثم تنظيم “الدولة الإسلامية”، قبل أن يفقد عقله وينتهي الأمر به كافرًا بكل ما آمن فيه يومًا ما.
ويرى مخرج العرض أن المسرحية تجسد تجربة كبيرة مشتركة بين السوريين، وهي تجربة الفقد، إما بسبب الموت أو السفر أو السجن، وفق وكالة “رويترز”.
وعُرضت المسرحية لأول مرة في أيار 2016، في العاصمة البلجيكية بروكسل، وجالت عدة مدن أوروبية، وشاركت بمهرجانات كبرى، وحصلت على الجائزة الكبرى بمهرجان زيورخ، كما حققت نجاحًا لافتًا في نيويورك.
–