مشروع مبتكر لإيواء نازحي إدلب بعيدًا عن الخيم
إدلب – طارق أبو زياد
بدأت المرحلة الثانية من مشروع الإيواء الذي تنفذه منظمة “أبناء الحرب” في محافظة إدلب، والذي يهدف لتأهيل المباني التي كانت قيد الإنشاء قبل الثورة، لتصبح قابلة للسكن عن طريق التعاقد مع أصحابها، على أن تقطنها عوائل نازحة لمدة عام، وتعود ملكيتها بالكامل لصاحب العقار بعد الفترة المحددة.
الاتفاق مع صاحب العقار يجري من خلال المجالس المحلية، التي تحدد وقتًا لتسجيل أسماء الراغبين منهم بالتعاون مع المنظمة، وكان مجلس مدينة بنش أنهى تسجيل الأسماء، الجمعة 20 تشرين الأول الجاري.
ووصف بعض من استطلعت عنب بلدي آراءهم من الأهالي في إدلب الطريقة بـ”المبتكرة”، باعتبارها تؤمّن سكنًا ملائمًا بعيدًا عن الخيم من جهة، وتسهم في إعمار المباني المتروكة وتجهيزها من جهة أخرى.
عملية البحث عن العقار
يقول عبد الحي عبد الحي، مسؤول مشروع الإيواء في منظمة “أبناء الحرب”، في حديثه لعنب بلدي، إن المرحلة الأولى من المشروع انتهت حديثًا، “استطاعت تأمين سكن لحوالي 300 عائلة في إدلب”.
“نبحث عن مبان هيكلية مكونة من أسقف وأرضيات قيد الإنشاء، توقف العمل بها سابقًا، لتزويدها بجدران خارجية مصنوعة من sandwich panel ، وهي جدران مستعارة عازلة”، يشرح عبد الحي، لافتًا إلى أن الجدران الداخلية تصنع من الخشب، “كما نجهز الحمامات وكافة متطلبات السكن”.
يختار الأبنية فريق مختص ويتعاقد مع أصحابها، وتجهزها المنظمة لمدة عام كامل لإحدى العوائل النازحة أو المهجرة، وفق مسؤول المشروع، الذي يشير إلى أن ملكية التجهيزات “تعود لصاحب المبنى بعد انتهاء العام وعندها يصبح حرًا في التصرف”.
أُسس المشروع لإيواء النازحين القاطنين في الخيم، إلا أن وصول الآلاف من العوائل خلال موجات التهجير الأخيرة، دعا إلى تجهيز مبانٍ لتقطنها 150 عائلة من القابون وبرزة في بلدة محمبل، وفق مديره. |
وشملت المرحلة الأولى إيواء العوائل في كل من: محمبل ومعرة النعمان وسفوهن وعدة قرى أخرى في إدلب، بينما تهدف المرحلة الثانية لإيواء 450 عائلة أخرى، معتمدة على استبيان ودراسة للمناطق، ويوضح عبد الحي “نختار المناطق الأكثر احتياجًا وحددناها حاليًا ببنش وحارم ومحيطها”.
ويلفت مدير المشروع إلى أن المنظمة “استفادت من أخطاء المرحلة الأولى، وستتلافى بعض الأمور التي ظهرت خلال العمل، وأبرزها تحسينات ليكون السكن ملائمًا بشكل أكبر”.
تكلفة تجهيز المبنى المؤلف من طوابق ويرمز له باسم “وحدة سكنية”، تتراوح بين 800 و ألف دولار أمريكي، بحسب مدير المشروع، ويقول إن الأمر يختلف من مبنى لآخر، “بعضها يكون مقطعًا على شكل غرف داخلية، ومنها ما يحتاج لتجهيز الأرضية”.
تنسيق مع المجالس المحلية
توفر المجالس المحلية الخدمات اللوجستية والتسهيلات للمنظمة المنفذة في المدينة التي تعمل فيها، ويقول مصطفى عارف حج قدور، رئيس المجلس المحلي لمدينة بنش، في حديثه لعنب بلدي إن المنظمة تواصلت معهم لتنفيذ المشروع.
ويشير رئيس المجلس إلى أن الإقبال على التسجيل “جيد”، موضحًا “نحن حاليًا في طور التجهيز ونتوقع أن نؤوي 50 عائلة في بنش”.
المشروع في عيون الأهالي
عنب بلدي استطلعت آراء بعض الأهالي في المحافظة، ويقول محمد عوير من مدينة إدلب إن المشروع “مميز ومبتكر يبتعد عن الروتين الذي تعمل به المنظمات”، معتبرًا أنه يحقق الفائدة للجميع “ناهيك عن تأمين السكن للنازحين وتخليصهم من جحيم الخيم في الشتاء والصيف، يقدم خدمة تجهيز المباني لمالكيها، رغم أنها ليست كسوة كاملة”.
بينما يرى عباس أرناؤوط، النازح إلى إدلب من ريف حلب الجنوبي، أن التجهيز بهذه الطريقة “غير مجدٍ”، مشيرًا إلى أن الجدران العازلة التي تجهز “لا تختلف كثيرًا عن الخيم فهي لا تقي برد الشتاء ولا حرارة الصيف”، واصفًا المبنى بأنه “خيمة بسقف إسمنتي”.
ويعتقد الشاب أنه “بالإمكان زيادة التكاليف قليلًا وتجهيز منازل من البلوك الإسمنتي، بدلًا من الألواح البلاستيكية التي تستخدم، على حد وصفه، إلا أنه يؤكد أن ما تجهزه المنظمة “أفضل من الخيم بكل تأكيد ولكن كان بالإمكان أفضل من ذلك”.
ووفق إدارة المشروع، فإن استخدام الألواح العازلة، يتزامن مع العمل بمشروع آخر، ويعتمد على الإعمار باستخدام البلوك الإسمنتي، “فلكل مشروع وضعه الخاص”، بحسب عبد الحي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :