رجل في الأخبار..
“أخطبوط الشرق الأوسط” يدخل المفاوضات السورية
عنب بلدي – خاص
يحوم اسم القيادي السابق في حركة “فتح” الفلسطينية، محمد دحلان، في دائرة المفاوضات المتعلقة بالملف السوري، كمكلف بالتفاوض من قبل روسيا والإمارات مع المعارضة السورية حول المرحلة المقبلة في سوريا.
أحد أبرز الشركاء السياسيين لحاكم الإمارات خليفة بن زايد وولي العهد محمد بن زايد، ولد محمد يوسف دحلان في 29 أيلول 1961، في مخيم خان يونس بقطاع غزة الفلسطيني، وهو من بين أكثر الشخصيات “المثيرة للجدل”، وخاصة في الشرق الأوسط.
ويعد من بين اللاعبين الاستخباراتيين، على خلفية الأدوار التي اتهم بها في السنوات الماضية، بينها محاولة الانقلاب الأول ضد الحكومة التركية عام 2013، وشيطنة حركة “حماس” الفلسطينية في غزة وربطها بـ “الإرهاب”، والانقلاب ضد الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، إضافةً إلى دعم الضابط الليبي خليفة حفتر المناهض لحكومة طرابلس.
وبحسب مصادر في المعارضة السورية، قالت لصحيفة “القدس العربي” إن دحلان سيضع المعارضة أمام حلّين، الأول القبول ببقاء الأسد بروتوكوليًا حتى عام 2021، وتشكيل جسم عسكري أعلى بصلاحيات موسعة.
الجسم العسكري الذي تحدثت عنه “القدس العربي” مهمته استتباب الأمن والإعداد لبيئة تسمح بحياة سياسية دستورية (إعلان دستوري وانتخابات رئاسية وبرلمانية).
أما الحل الثاني فيدور حول إجراء “انتخابات رئاسية وبرلمانية عاجلة برعاية أممية وبمشاركة بشار الأسد فيها مع بداية العام الجديد”.
وجاءت أنباء دخول القيادي الفلسطيني في المفاوضات السورية بعد أيام من نشر رئيسة حركة المجتمع التعددي المعارضة، رندة قسيس، صورة لها برفقة دحلان، خلال ما وصفته بأنه “لقاء سياسي تم في شهر أيلول”.
وتعتبر قسيس من الشخصيات المعارضة المقربة من روسيا، وأبرز أعضاء “منصة موسكو” المحسوبة على المعارضة السورية، والتي اتخذت في السنوات الماضية دورًا مخالفًا لبقية أطراف المعارضة السورية، واتهمت بمواقفها المقربة من النظام السوري.
تشعبات كثيرة خاضت فيها شخصية القيادي الفلسطيني، وفي تحقيق نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية وصفته بأنه “قلب المؤامرات السياسية والمالية في الشرق الأوسط”، وكشفت عن دوره في تخريب الثورات العربية، وأشارت إلى الدعم “السخي” الذي يحظى به في كل تحركاته من “صديقه الحميم”، ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.
وشبهته الصحيفة بـ “أخطبوط الشرق الأوسط”، على خلفية تحركاته “المشبوهة”، إذ قابل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مرات عدة، وشارك في مفاوضات العاصمة السودانية الخرطوم لبناء سد على النيل، كما نفذ مهمات سرية لدى خليفة حفتر في ليبيا، وتواصل مع فاعلين تونسيين في المرحلة الانتقالية في تونس.
فيما يخص الملف السوري ساهم دحلان في تأسيس تيار “الغد السوري” الذي يترأسه رئيس الائتلاف السابق، أحمد الجربا، والذي يحظى بدعم مصري- سعودي كبير.
وفي آذار 2016 الماضي عقد تيار “الغد” اجتماعه التأسيسي في مدينة القاهرة المصرية، وانطلق بنشيد “حماة الديار”، بحضور شخصيات سياسية بارزة كممثل الخارجية المصرية، نزيه النجاري، ودحلان.
وشبه الكاتب والباحث السوري سنان حتاحت أحمد الجربا حينها بأنه “رجل مرن، من دون مبادئ تذكر، ما عدا عداؤه للإسلاميين ولقطر وتركيا، وهو بذلك متناغم مع دحلان”.
وكانت تقارير أجنبية أوضحت أن دحلان هو الذراع الإماراتية في سوريا، من خلال الدعم العسكري الذي تقدمه الشركات التابعة له لفصائل المعارضة السورية، وأبرزها فصائل “الجبهة الجنوبية” في درعا، بالإضافة إلى الفصائل العسكرية التي تتلقى دعمًا من غرفة تنسيق الدعم (موك).
لا توجد معلومات دقيقة حول الدور الذي سيلعبه القيادي الفلسطيني في الملف السوري، إلا أن التحيقيق الذي أجرته “لوموند” استخلصت مشوار دحلان بأن “صعود هذا الرجل عبر الجمع بين الطرق الدبلوماسية والأعمال التجارية والاستخبارات مؤشر على عودة سياسة الحكم من خلال القبضة الأمنية في العالم العربي، وهو نظام مرّغت ثورات عام 2011 أنفه في التراب، لكنه قرر اليوم الانتقام”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :