تنظيم “الدولة” خارج عاصمته

مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية في دوار النعيم وسط الرقة - 20 تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

camera iconمقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية في دوار النعيم وسط الرقة - 20 تشرين الأول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” رسميًا سيطرتها على مدينة الرقة، الجمعة 20 تشرين الأول، بدعم من التحالف الدولي، الذي تقوده أمريكا.

“عاصمة الخلافة” سقطت بعد ثلاث سنوات من إعلان زعيم تنظيم “الدولة”، أبو بكر البغدادي، الخلافة من على منبر مسجد النوري في الموصل العراقية.

المدينة، التي كان الخليفة العباسي هارون الرشيد يتخذها عاصمة ثانية لخلافته بعد العاصمة الأساسية بغداد، تعرضت خلال الأشهر الماضية إلى أشد أنواع القصف المستمر بمختلف أنواع الأسلحة من قبل طيران التحالف الدولي ما خلف دمارًا كبيرًا وسقوط مئات الضحايا.

من السواد إلى الرايات الصفر

إعلان السيطرة على المدينة وخروج عناصر التنظيم منها، شهد رفع صورة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، إضافة إلى رفع علم “وحدات حماية الشعب” (ypg)، في دوار النعيم وسط الرقة، في حين غابت أعلام الفصائل العربية المشاركة في العملية.

وأثار رفع الصور والأعلام حفيظة واستهجان ناشطين سوريين، الذين يتهمون القوات الكردية بأنها امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي، وضم المدينة إلى النظام الفيدرالي الذي أسسته “الإدارة الذاتية” شمالي سوريا، كون الرقة لها ثقلها في المنطقة.

كما أثارت رفع الصورة غضب المسؤولين الأتراك الذين يعتبرون “حزب العمال الكردستاني”، الذي يتزعمه أوجلان، حزبًا إرهابيًا وتطالب تركيا دائمًا بمحاربته، ما قد ينذر بتوتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن التي تدعم “قوات سوريا الديمقراطية”.

 واشنطن تندد بعد تحفظ تركي

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، طلب من أمريكا توضيحًا حول رفع صورة الزعيم الكردي، قائلًا في مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة الثماني الإسلامية، الجمعة 20 تشرين الأول، إنه “تم رفع صورة لزعيم الإرهابيين في الرقة، كيف لأمريكا أن توضح ذلك؟”.

من جهته أعرب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، عن أسفه لرؤية صورة أوجلان في الرقة، قائلًا إن”تعليق صورة زعيم منظمة(PKK) الإرهابية بالرقة، يضر بشكل كبير بعلاقات التحالف بين تركيا والولايات المتحدة”، مضيفًا أن “مواصلة أمريكا علاقاتها مع (pyd) لا تعني التعاون مع الإرهاب فحسب، بل تعرض مستقبل تركيا وسوريا للخطر”، بحسب تعبيره.

وبعد رفض المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، دانا وايت، التعليق على رفع صورة أوجلان، بحسب ما أفادت وكالة “الأناضول”، الخميس، نقلت في اليوم التالي تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، أدريان رانكين غالاوي، الذي أدان رفع الصورة.

وقال غالاوي إن “التحالف الدولي لا يقبل رفع تلك الرموز والصور التمييزية، في فترة تتطلب التركيز على دحر داعش في سوريا”، مشيرًا إلى أن “بلاده تعتبر (PKK) منظمة إرهابية منذ 1997، وتراها عنصرًا مزعزعًا للاستقرار في المنطقة”.

وأضاف أن أمريكا تدعم تركيا في حربها ضد حزب العمال، معتبرًا أن “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من قبل أمريكا لم توافق على رفع هذه الرموز.

هل تُسلّم لإدارة مدنية؟

الإعلان الرسمي للسيطرة على المدينة، الذي أصدرته “قوات سوريا الديمقراطية”، أكد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة “البناء وتحقيق الاستقرار في المدينة، التي تتطلب التكاتف والتعاضد”، مشيرًا إلى أن “مستقبل محافظة الرقة سيحدده أهلها ضمن إطار سوريا ديمقراطية لا مركزية اتحادية، يقوم فيها أهالي المحافظة بإدارة شؤونهم بأنفسهم”، بحسب البيان.

البيان أكد أن “قسد” ستسلم مهام حماية أمن المدينة وريفها لقوى الأمن الداخلي في الرقة، وسط التعهد بحماية حدود المحافظة ضد جميع التهديدات الخارجية، داعية القوات جميع الدول والمنظمات الإنسانية والدولية إلى “المشاركة في عملية إعادة إعمار وبناء المدينة وريفها والمساعدة في إزالة مخلفات الحرب والدمار الذي خلفه التنظيم”.

كما دعت جميع أهالي الرقة بمكوناتها العرب والكرد والتركمان والسريان إلى العمل الموحد في سبيل إعادة إعمار وبناء المدينة وريفها وتشكيل إدارة ديمقراطية تمثل إرادة الجميع.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة