دوري الأحياء «المعارضة»
عنب بلدي ــ العدد 123 ـ الأحد 29/6/2014
في الوقت الذي يشهد العالم أكبر تنظيم لبطولات كرة القدم في البرازيل، تعود المعارضة السورية بذاكرتنا إلى دوري الأحياء الشعبية في حواري دمشق وأزقتها.
وعلى مبدأ «فتت لعبت» ترتجل مؤسسات المعارضة قراراتها ومهامها، لتقيل الحكومة المؤقتة المجلس العسكري وتحيله إلى التحقيق بتهمة «الفساد»، بينما يرفض المجلس العسكري القرار ويعتبره خارجًا عن صلاحيات الحكومة مطالبًا بـ «حلّها»، في حين يعتبر الائتلاف القرار «لاغيًا وغير قانوني»، ويحيل «تجاوز الحكومة» إلى اجتماع هيئته العامة مطلع الشهر المقبل… وهكذا تتبادل المؤسسات الثلاث الاتهامات والأخذ والرد في حلقة مفرغة لا تسمن ولا تغني من جوع.
المخزي في الأمر أن هذه القرارات لا تعود لخلاف على الصلاحيات أو المهام وسوء التنظيم فحسب، بل يتعدى ذلك إلى سبب رئيس، وهو تدخل الدول الداعمة وتوجيه هذه القرارات وفقًا لأجنداتها ومصالحها في الكعكة السورية، بينما تلعب شخصيات المعارضة دور «السنتر جيب» دون أدنى صلاحية في تغيير القرار أو مناقشته، لدرجة أن بعض الناشطين المعارضين أطلقوا على ما حصل مؤخرًا «شؤون خليجية» لا علاقة لنا بها.
من جهة أخرى فإن الدول «الأصدقاء» للشعب السوري تسهم بشكل كبير في تشرذم المعارضة وعبثية قراراتها، إذ تستمر في ضبابيتها وقراراتها المترددة، وآخرها حض الإدارة الامريكية المعارضة على لعب دورٍ في الحرب ضد الإرهاب في العراق، رغم وقوع المعارضة بين فكي قوات الأسد وتنظيم دولة العراق والشام في سوريا، عدا عن سياسة العصا والجزرة التي تلعبها الحكومات الغربية خصوصًا في مسألة الدعم العسكري المقدم لمقاتلي المعارضة، والذي ما زال تحت الدراسة منذ سنتين.
نظرة من أعلى لما قدمته المعارضة السياسية منذ انطلاق الثورة السورية، كافيةٌ لتشكيل صورة سوداوية لدى المراقب، مفادها أن شخصيات المعارضة لم تستطع أن تصنع شيئًا للشعب، لذلك بدأت «تشتغل» ببعضها؛ لقد كرهكم الشعب المذبوح فحلّوا عن سماه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :