عنب بلدي – وكالات
طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما 500 مليون دولار لدعم المعارضة السورية المعتدلة يوم الخميس 26 حزيران، بعد تصريح له بأنه «لا يوجد معارضة معتدلة قادرة على هزيمة الأسد»، بينما طلب وزير الخارجية جون كيري من رئيس الائتلاف السوري أن تلعب المعارضة المعتدلة دورًا في محاربة تنظيم «دولة العراق والشام» حتى في العراق. وكان أوباما أعلن في مقابلة تلفزيونية مطلع الأسبوع «أنه لا توجد معارضة معتدلة داخل سوريا قادرة على هزيمة بشار الأسد”، مشيرًا «إلى إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام استغل حدوث فراغ في السلطة في سوريا لجمع الأسلحة والموارد وتوسيع سلطته وقوته على الأرض».
لكن أوباما طلب يوم الخميس من الكونغرس الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز مقاتلين من المعارضة السورية، وأفاد بيان للبيت الأبيض بأنه سيتم التدقيق بشأن مقاتلي المعارضة الذين ستصلهم المساعدة، وذلك في مسعى لتهدئة المخاوف من أن تقع بعض المعدات في «يد أعداء للولايات المتحدة من المتطرفين»، بحسب البيان. وأضاف البيان أن «هذه الأموال ستساعد السوريين على الدفاع عن النفس وإحلال الاستقرار في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتسهيل توفير الخدمات الأساسية ومواجهة التهديد الإرهابي وتسهيل الظروف للتسوية عن طريق التفاوض».
وأعلن البنتاغون أن وزير الدفاع تشاك هاغل طلب من معاونيه وضع خطط أكثر تفصيلًا لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة إذا وافق الكونغرس على تمويل طلب أوباما، وقال جون كيربي الناطق باسم وزارة الدفاع، إن الأموال ستسمح للجيش الأميركي بأن «يدرب ويجهز على نحو ملائم العناصر المنتقاة بالمعارضة المسلحة السورية المعتدلة».
إلى ذلك قال جون كيري عقب لقائه رئيس الائتلاف أحمد الجربا في جدة يوم الجمعة أن «المعارضة السورية المعتدلة بإمكانها لعب دور مهم في صد الدولة الإسلامية، ليس فقط في سوريا وإنما في العراق أيضًا». وتابع أن «الجربا يمثل عشيرة تنتشر في العراق، وهو يعرف أشخاصًا هناك، كما أن وجهة نظره وكذلك وجهة نظر المعارضة المعتدلة ستكون مهمة للغاية للمضي قدمًا»، مؤكدًا «أننا في لحظة تكثيف الجهود مع المعارضة». من جهته، دعا الجربا إلى تقديم «مساعدة أكبر»، كما طالب «واشنطن والقوى الإقليمية ببذل جهود قصوى لمعالجة الوضع في العراق».
في المقابل أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لا ترحب بقرار الولايات المتحدة الأخير بتقديم مساعدات للمعارضة السورية، مشيرًا إلى أن «الإرهاب يمثل أكبر خطر على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، داعيًا إلى «توحيد جهود الحكومة السورية والمعارضة ضد الإرهابيين».
وقال لافروف في مؤتمر صحفي يوم الجمعة أنه لا يرغب القول «إن واشنطن خصصت هذا المبلغ لدعم الإرهابيين».
يذكر أن الإدارة الأمريكية تتخوف من تقديم المساعدات العسكرية إلى المعارضة السورية، خوفًا من وقوعها بيد جماعات متطرفة بحسب تصريحات شخصيات من الإدارة، وقد اتسمت السياسة الأمريكية فيما يخص المسألة السورية بالتردد وعدم اتخاذ قرارات حاسمة.