كشف الاجتماع الحادي عشر لكبار المانحين لدعم سوريا أن أكثر من نصف التعهدات المالية المخصصة لدعم اللاجئين السوريين في العام الحالي لم يتم دفعها بعد.
وعُقد الاجتماع في الدوحة اليوم، الأربعاء 18 تشرين الأول، بهدف تقييم الجهود المبذولة في إطار الاستجابة الإنسانية للوضع السوري وتعزيزها.
وحضر الاجتماع عدد من ممثلي الدول المضيفة لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، إضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي ومنظمات إنسانية دولية.
وأوضحت وثيقة وزعت خلال الاجتماع، ضرورة توفير 2.35 مليار دولار لتلبية احتياجات اللاجئين، والمجتمعات المضيفة.
وأشارت إلى تسليم 2.28 مليار دولار من أصل 4.63 مليارات دولار تم التعهد بها بعد المناشدات المشتركة بين الوكالات الأممية، والمنظمات الإنسانية غير الحكومية، بنسبة 49%، حتى 12 تشرين الأول الحالي.
ولفتت الوثيقة إلى أنه بدون توفير هذا التمويل العاجل، سيتم قطع برامج المساعدات المالية والغذائية عن الأسر المستفيدة، ولن يتمكن الأطفال من الحصول على فرصة لارتياد المدارس، ولن يتم توفير الاحتياجات الطبية العاجلة، أو خلق فرص عمل لكسب العيش.
وستتراجع فرص الحصول على خدمات المياه والصرف الصحي، كما أن الفجوات الضخمة في التمويل من شأنها أن تبقي اللاجئين غير آمنين خلال فصل الشتاء.
مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أحمد المريخي، الذي ترأس الاجتماع، دعا المجتمع الدولي إلى مزيد من الدعم للعاملين في المجال الإنساني لمواجهة التحديات التي تواجههم في المنطقة، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وفي كلمته الافتتاحية لفت المسؤول الأممي إلى أن قدوم الشتاء، وما يرافقه من انخفاض في درجات الحرارة يضيف تحديات جديدة أمام السوريين وتزداد أهمية احتياجاتهم.
وأشار إلى أن الهجمات المتكررة نتيجة الحرب السورية أدت إلى تقليص الخدمات الأساسية كالرعاية الطبية والتعليم، مطالبًا بضرورة إدانة الهجمات المباشرة على العاملين في المجال الطبي والتي أودت بحياة 830 عاملًا منذ بداية الصراع.
وتأسست مجموعة كبار المانحين عام 2014 عقب المؤتمر الدولي الثاني لإعلان التبرعات لسوريا في الكويت، بهدف إنشاء منصة للجهات المانحة الرئيسية لمناقشة القضايا المتعلقة بضمان صرف التعهدات، وتعزيز حوار العمل الإنساني بين المانحين.
وفي آخر مؤتمر للمانحين عقد في بروكسل خلال شهر نيسان الماضي، تعهد المجتمع الدولي بتقديم ستة مليارات دولار أمريكي لتمويل مرونة العمل الإنساني بالإضافة إلى تنمية الأنشطة للعام الجاري، كما تعهد المانحون بمبلغ 3.7 مليار دولار للأنشطة خلال عامي 2018 – 2019، إلى جانب التزامات سياسية بدعم البلدان المجاورة لسوريا التي تستضيف أكثر من خمسة ملايين لاجئ.
ومنذ بدء الحرب السورية قتل أكثر من 400 ألف شخص، واضطر أكثر من نصف السكان، من أصل 23 مليونًا، إلى مغادرة منازلهم في أكبر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. بحسب دراسة للبنك الدولي انتهت قبل أسابيع.
–