أثار مقتل العميد في “الحرس الجمهوري” وقائد عمليات النظام السوري في دير الزور، عصام زهر الدين، ردود فعل واسعة بين السوريين مؤيدين ومعارضين.
ونعت وسائل إعلام النظام، اليوم، الأربعاء 18 تشرين الأول، زهر الدين، وقالت إنه قتل بانفجار لغم في منطقة حويجة صكر بدير الزور أثناء قتاله لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكان لزهر الدين دور كبير في تقدم قوات الأسد في محافظة دير الزور، خلال الأشهر الماضية، ضد التنظيم، إذ سيطرت على مساحات واسعة في مركز المحافظة وريفها.
لكن البعض شكك برواية القتل وذهبوا إلى أن مخابرات النظام السوري كانت وراء قتل زهر الدين بسبب بروز اسمه بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وتصريحاته حول اللاجئين.
الإعلامي فيصل القاسم قال عبر حسابه في “تويتر”، “قتلوا عصام زهر الدين والآن سيمشون بجنازته، وسيصنعون منه بطلاً بعد أن ذبحوه، لعبة النظام مكشوفة”.
https://twitter.com/kasimf/status/920621695118929920
وأضاف القاسم “كل من برز نجمه في سوريا سيلحق بعصام زهر الدين قريبًا”، مؤكدًا “قريبًا ستسمعون باستشهاد عدد كبير من كبار رجالات الأسد في سوريا، التصفية شغالة لفتح عهد جديد تغيب عنه كل الشخصيات المستهلكة”.
توقعات بمقتله
وكان كثير من الإعلاميين السوريين والمحللين توقعوا اغتيال زهر الدين بعد تصريحه عن اللاجئين السوريين، في أيلول الماضي.
العميد وجه تهديدًا للاجئين خارج سوريا، بلقاء ميداني للفضائية السورية في أيلول الماضي، بالقول “من هرب ومن فر من سوريا إلى أي بلد آخر أرجوك ألا تعود”، مضيفًا “إذا سامحتك الدولة لن نسامحك”.
لكنه بعد أيام خرج بتسجيل صوتي يوضح فيه أنه كان يقصد من كلامه “الدواعش”، ما دفع البعض للقول إنه أجبر على تبرير تصريحاته.
عبد المجيد عقيل، ابن سفير النظام السوري في أوكرانيا سابقًا، قال عبر حسابه في “فيس بوك”، في 12 أيلول، إن “الدافع الرئيسي الذي دفع أو أجبر عصام زهر الدين لإصدار توضيح، هو ليس التراجع عن تهديده الحاقد، بل إصلاح خطأه الشخصي مع بشار الأسد وتمرده العلني عليه”.
وتوقع عقيل، الذي عرف بمعارضته للنظام السوري، اغتيال زهر الدين مع سهيل الحسن الملقب “النمر” في أقرب وقت.
كما توقع الإعلامي، قتيبة ياسين، في مقابلة مع قناة “أورينت”، في أيلول الماضي، مقتل زهر الدين، قائلًا “سنسمع في المدى القريب أن زهر الدين البطل مات في ساحات الوغى واغتالته يد الارهاب، وخاصة بعد التصريح”، معتبرًا أن “الجنرالات الذين صعدوا إلى الأضواء فجأة وخطفت الأدوار من بشار الأسد، سيأتي دورهم وينتهون بيوم من الأيام على يد الأسد”.
وكتب الإعلامي، اليوم، عبر حسابه في “تويتر” إن “من يصدق أن عصام زهر الدين قتل بلغم أرضي كمن يصدق أن غازي كنعان انتحر برصاصتين في الرأس”.
من يصدق أن عصام زهر الدين قتل بلغم أرضي كمن يصدق أن غازي كنعان انتحر برصاصتين في الرأس
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) October 18, 2017
من جهته، قال الإعلامي فيصل القاسم إن “مصادر تقول إن عصام زهر الدين تمت تصفيته باللاذقية بعد عودته من الإجازة، ولا صحة عن وفاته بلغم بدير الزور”.
كما نشرت صفحات موالية للنظام، على مواقع التواصل الاجتماعي في مدينة السويداء، الذي ينحدر منها الضابط، خبر مقتله وتراوحت ردود الفعل بين “مترحم عليه” وبين متهم للنظام.
واعتبر بعض المعلقين أن اغتيال النظام لزهر الدين جاء لأنه من طائفة الدروز، إذ لا يريد نظام الأسد بروز أي اسم سوى من الطائفة العلوية.
وقال القاسم “بالأمس قتلوا أبو فهد وحيد البلعوس بلغم، واليوم قتلوا عصام زهر الدين بلغم، لا فرق بين مؤيد ومعارض طالما أنت من السويداء”.
https://twitter.com/kasimf/status/920635304540766208
الغموض الذي يلف مقتل “نافذ أسد الله”، كما يلقب، دفع بعض الناشطين إلى التذكير ببعض رجالات الأسد السابقين الذين قتلوا في ظروف غامضة ثم صورهم النظام كأبطال قتلوا على يد الإرهاب.
ضباط قُتلوا في ظروف غامضة
ومن هذه الأسماء هلال الأسد، ابن عم بشار الأسد، الذي قتل، في آذار 2014، في ظروف غامضة وقال النظام إنه قتل في معارك كسب ضد المعارضة المسلحة.
إضافة إلى اللواء، جامع جامع، الذي قُتل، في 17 تشرين الأول 2013، ويعتبر أحد أعمدة النظام السوري سابقًا في المنطقة الشرقية، وخاصةً في محافظة دير الزور.
وتضاربت الأنباء حول الطريقة التي قتل فيها آنذاك، إذ جزمت مصادر إعلامية عدة إصابته برصاصة في الرأس في حي الجورة، بينما أوردت مصادر أخرى معلومات عن قتله مع عشرة آخرين بتفجير استهدف موكبه في المنطقة.
إضافة إلى أسماء عديدة مثل وزير الداخلية السابق غازي كنعان، ورئيس الوزراء السابق، محمود الزعبي، والعميد محمد سليمان، وصهر الأسد آصف شوكت، ورستم غزالة.
–