يمثل الوضع الإنساني في مدينة الرقة مصدر قلق بالغ للأمم المتحدة التي تراقب الوضع هناك عن كثب، وفق ما صرح المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك.
وخلال مؤتمره الصحفي اليومي، أمس الثلاثاء 17 تشرين الأول، قال دوجاريك إن الأمم المتحدة غير قادرة على التحقق بشكل مباشر من الأوضاع داخل الرقة بسبب صعوبة الوصول إليها، إلا أنه لفت إلى تلقي المنظمة تقارير تفيد بأن الكثير من المناطق في المدينة قد تضررت، أو دمرت بالكامل بسبب القتال.
وأشار دوجاريك إلى أن المنظمة تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة المنقذة للحياة لجميع المحتاجين حالما يمنح لها حق الدخول، وتسمح الظروف الأمنية بذلك.
وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاءها يتمكنون من الوصول إلى 330 ألفًا من المحتاجين شهريًا على امتداد المنطقة، منهم 56 ألف شخص يعيشون في 48 مركز إيواء مؤقت، ومخيمًا في محافظات الرقة، والحسكة، وحلب، ودير الزور.
في سياق متصل حذرت منظمة “أنقذوا الطفولة” من أن انتهاء العمليات العسكرية في الرقة لا يعني انتهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة فيها.
وفي بيان لمديرة المنظمة في سوريا، سونيا خوش، قالت إن نحو 270 ألف شخص فروا من القتال في الرقة مازالوا بحاجة ماسة إلى المساعدات في وقت تضيق المخيمات بعدد كبير من النازحين.
وأضافت أن معظم عائلات الرقة لم يعد لديهم منازل يعودون إليها، فيما لا يزال الآلاف مشردين في محافظة دير الزور المجاورة، لافتة إلى أن جهود إعادة الإعمار تحتاج إلى استثمارات ضخمة.
وشددت المنظمة على الحاجة الملحة للمساعدة من أجل إعادة الأطفال للمدارس، وتقديم التأهيل النفسي لهم لا سيما بعد المشاهد المرعبة التي عايشوها.
وبعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية”، أمس الثلاثاء، على مدينة الرقة التي كانت تعد المعقل الأبرز لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
–