بدأ متحف “الهولوكوست” في العاصمة الأمريكية بتحليل قميص كُتب عليه بالدم والصدأ أسماء معتقلين في الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري، بعدما سربه الناشط الحقوقي منصور العمري.
وقال العمري لعنب بلدي، الثلاثاء 16 تشرين الأول، إن المتحف بدأ بالتعاون مع مشروع “لازاروس” بتحليل واستخلاص أسماء المعتقلين المكتوبة بالدم والصدأ، باستخدام أحدث التقنيات.
وكان العمري هرّب، عند خروجه من المعتقل عام 2013، قطع قماش من قميص كتب عليها أسماء 82 معتقلًا في الفرقة الرابعة بالدماء والصدأ باستخدام عظام الدجاج.
إلا أنه وبعد خروجه من المعتقل تم تحويله إلى قسم الشرطة العسكرية، فاضطر إلى تخبئة قطع القماش تحت أكمام القميص الذي كان يرتديه، ما عرض الأسماء للتشوه بفعل التعرق والحرارة.
ويهدف المشروع إلى الكشف عن جميع الأسماء المجهولة وإبلاغ أهاليهم، الذين لا يعرفون شيئًا عنهم منذ سنوات، عن مكان وجودهم.
وكان متحف “الهولوكوست” في واشنطن قرر، في آب الماضي، عرض القميص على المواطنين الأمريكيين، مدة عام واحد، لنقل معاناة المعتقلين المغيبين في سجون المخابرات السورية.
وقال العمري، الذي قضى عامًا في المعتقلات، إن لذلك أهمية في تعريف الرأي العام العالمي على ملف المعتقلين “المنسي”.
ويبقى ملف المعتقلين معضلة “كبرى” في الملف السوري، إذ لم تستطع أي جهة دولية حتى اليوم محاسبة المسؤولين عن التعذيب، رغم آلاف الانتهاكات التي توثقها منظمات حقوقية محلية ودولية.
ويتعرض المعتقلون في السجون والفروع الأمنية لأساليب تعذيب وصفت بـ “الوحشية”، تتسبب بحالات الوفاة، أو الإصابة بأمراض مزمنة، مترافقة مع حرمان من الغذاء والأدوية والعلاج اللازم.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بلغ عدد المعتقلين الموثقون بالأسماء في سجون النظام 106 آلاف شخص، 80% منهم مغيبون قسريًا، لكنها تقدر أن عددعم يتجاوز 215 ألفًا.