انتهت المعارك في مدينة الرقة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وتنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أشهر من اندلاعها، وسط الحديث عن سيطرة كاملة لـ”قسد” على المدينة ستعلن في الساعات المقبلة.
وقال الناطق الرسمي باسم “قسد”، العميد طلال سلو، لعنب بلدي اليوم، الثلاثاء 17 تشرين الأول، إن “العمليات العسكرية في مدينة الرقة انتهت، وتتم الآن عمليات التمشيط للقضاء على الخلايا النائمة إن وجدت وإزالة الألغام”، موضحًا “قريبًا سنعلن ببيان رسمي تحرير المدينة”.
وتعرض عنب بلدي محطات المدينة “الاستراتيجية” في الشمال الشرقي لسوريا، وأبرز النقاط التي تتميز بها عن باقي المحافظات والمدن السورية.
أول محافظة يسيطر عليها “الجيش الحر”
تعتبر محافظة الرقة أولى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية بعد اندلاع أحداث الثورة مطلع عام 2011.
وفي آذار 2013 أعلنت فصائل عسكرية، منها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” و”لواء أحرار الشام” السيطرة الكاملة عليها.
وأسرت كلًا من محافظ الرقة وأمين حزب البعث، كما حطمت أكبر تمثال لحافظ الأسد، بالإضافة إلى تحرير كافة السجناء في سجن الرقة المركزي.
لكن لم يمض عام على السيطرة، حتى دخل إليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في كانون الثاني 2014، وأعلنها العاصمة الأساسية له.
معقل تنظيم “الدولة” الأبرز في سوريا
بعد دخول تنظيم “الدولة” إلى الرقة، أعلنها “عاصمة الخلافة” الأساسية له، وذلك في المراحل الأولى لانتشاره في العراق وسوريا.
وأعلن المتحدث باسم التنظيم حينها، أبو محمد العدناني، قيام “الخلافة”، وتم تنصيب أبو بكر البغدادي “خليفة للمسلمين”، وتبع التطورات حينها فتح الحدود العراقية- السورية تحت مسمى “الدولة الإسلامية”.
وبعد أيام من تحول السيطرة إلى التنظيم، انسحبت قوات الأسد من “الفرقة 17″، و”اللواء 93” شمالي الرقة، وصولًا إلى مطار الطبقة العسكري في الريف الغربي.
وتعتبر المدينة من أكبر المناطق التي تمت المراهنة عليها دوليًا، إذ دعم التحالف الدولي “قسد” بالسلاح الخفيف والثقيل للسيطرة عليها.
كما اعتبرت ذريعة للتدخل الدولي في سوريا، وأداة استخدمها النظام السوري في رواية “الحرب على الإرهاب”.
موقع استراتيجي على الفرات
تقع محافظة الرقة على نهر الفرات، وتعتبر من أثرى المناطق الزراعية في سوريا سابقًا، وتبعد عن شرقي حلب قرابة 160 كيلومترًا، وعن العراق حوالي 200 كيلومتر.
يوجد فيها ثلاثة سدود على الفرات، أهمها سد الفرات الذي تعرض لأضرار في الفترة الأخيرة جراء قصف التحالف الدولي المرافق لمعارك “قسد”، بالإضافة إلى سد الطبقة الذي كان يغذي سابقًا الرقة ومدينة حلب بالماء والكهرباء.
وتتميز بموقع استراتيجي بالنسبة لـ”قسد”، من حيث ربطها للمناطق التي تسيطر عليها في أقصى شمال شرقي سوريا، والمناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا كمدينة منبج والقرى المحيطة بها.
عاصمة “هارون الرشيد”
أنشئت الرقة عام 244 أو 242 قبل الميلاد، وسميت “كالينيكوس”، وكانت مركزًا اقتصاديًا وعسكريًا حينها بحسب مؤرخين.
تعتبر مدينة الرقة من “أعرق” المدن السورية، ونزل فيها الخليفة العباسي هارون الرشيد وجعلها مقرًا لحكمه عام 180 للهجرة.
تحتوي على مناطق أثرية منها سور الرقة الأثري الذي دمر قسم كبير منه جراء القصف الجوي، بالإضافة إلى قلعة جعبر، والمتحث الأثري.
صنفت المدينة كسادس أكبر مدينة في سوريا قبل عام 2011، وبلغ عدد سكانها 220 ألف نسمة في عام 2014 وذلك اعتمادًا على إحصائية للنظام السوري.
إلا أنه وعقب بدء الحملة العسكرية عليها من قبل التحالف و”قسد”، أكدت منظمات حقوقية مقتل المئات من المدنيين، ونزوح آخرين دون تحديد أي إحصائية لأعداد المدنيين المتبقين فيها.
–