24 عامًا على ولادة طانيوس.. صخرته ما تزال خالدة

  • 2017/10/16
  • 8:36 م

تدور أحداث رواية “صخرة طانيوس” لأمين معلوف في قرية “كفربيدا” اللبنانية في القرن 19، عندما كان الفلاحون والفقراء يرزحون تحت وطأة نظام الإقطاع، وبالتزامن مع ثورة والي مصر على العثمانيين، واشتداد القبضة العسكرية على الأرياف التي باتت مطالبة أكثر فأكثر بتلبية جيوش المتخاصمين بالعسكر، وبالتمويل عن طريق دفع الضرائب والأتاوات.

في ظل هذه الظروف يولد “طانيوس” ابنًا لـ “لميا” الحسناء، زوجة “جريس” مساعد “فرنسيس” شيخ القرية (كبير الإقطاعيين)، لكن الطفل سيكون موصومًا بعار تجاهل والده لخلوة زوجته مع رب عمله، والتي أثمرت طانيوس المسكين.

يستند معلوف إلى أحداث تاريخية حقيقية لكنه لا يقدم رواية وثائقية، إنما يتحرك في دروب الخيال كيفما يحلو له، فيخلط الأزمنة والأماكن ببراعة، ويُقدم لك سيرة شخصية لطانيوس وصخرته وانعكاسات السياسة عليهما.

يهرب طانيوس ووالده من القرية بعد جريمة قتل يتهم بها “جريس”، ويقيمان فترة في قبرص، قبل أن ينجح عميل للسلطة بخداع الفارين وإعادتهم إلى لبنان، حيث تنقلب الأحداث رأسًا على عقب، ويختفي طانيوس بعد أن يلجأ إلى صخرة يلقي بتعبه عليها، لتحمل اسمه إلى الأبد.

لم يشاهد الناس طانيوس وهو ينزل عن الصخرة، اختفى فجأة وفسح المجال للأساطير حتى تحاك عنه وعن مأساته، ولتستمر بالتداول قرنين من الزمن حتى لحظة بدأ الزمن في الرواية.

صدرت الطبعة الأولى من الرواية باللغة الفرنسية عام 1993، وحصلت في العام نفسه على جائزة غونكور للأدب النثري المكتوب باللغة الفرنسية، وظهرت ترجمتها العربية الأولى عام 2001 عن دار الفارابي.

وبعد مرور 24 عام على ولادة طانيوس لا يزال قادرًا حتى الآن على الأخذ بيد قارئه إلى أعماق النفس الإنسانية، ومشاعرها المضطربة خلال رحلتها عبر التاريخ.

مقالات متعلقة

كتب

المزيد من كتب