القوات العراقية تسيطر على كركوك في معركة الليلة الواحدة
تشهد منطقة كركوك النفطية المتنازع عليها تطورات متسارعة عقب تصاعد التوتر بين أربيل وبغداد.
وأفادت مصادر محلية أن القوات العراقية والحشد الشعبي دخلوا وسط مدينة كركوك، اليوم الاثنين 16 تشرين الأول، وسيطروا على مبنى مجلس المحافظة، بعد انسحاب قوات البشمركة، وأن مئات العائلات بدأت بالنزوح خوفًا من أعمال انتقامية.
وكانت القوات العراقية أعلنت في بيان لها اليوم سيطرتها على مناطق واسعة من كركوك، من بينها مطار كركوك العسكري، وأكبر قاعدة عسكرية في المحافظة، بالإضافة لعدد من الحقول النفطية.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من بدء ما أسمته الحكومة العراقية بـ “عملية فرض الأمن في كركوك”، والتي تهدف إلى بسط سلطتها على المدينة.
وتقدمت ليل أمس الأحد القوات العراقية، ومعها الحشد الشعبي إلى محافظة كركوك من عدة محاور.
وتحدثت مصادر عن سيطرة القوات العراقية على تلك المنشآت بدون قتال بعد انسحاب قوات البشمركة الكردية التي كانت موجودة فيها.
رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، علق من جانبه على التطورات في تصريح أدلى به اليوم قائلًا: “لم نقم إلا بواجبنا الدستوري لبسط السلطة الاتحادية وحماية الثروة النفطية في كركوك”، ودعا قوات البشمركة إلى العمل تحت قيادة السلطة الاتحادية العراقية.
القيادة العامة لقوات البشمركة اعتبرت من جانبها أن حكومة العبادي هي الطرف المسؤول عن إثارة الحرب، وأن عليها أن تدفع ثمنًا باهظًا لهذا الاعتداء.
وكرد فعل على هذه التطورات، دعت الولايات المتحدة جميع الأطراف إلى وقف العمليات العسكرية في كركوك، لافتةً إلى أنها تواصل العمل مع حكومتي بغداد وأربيل للحد من التوتر في كركوك.
كما دعت وزارة الدفاع الأمريكية إلى الحوار الذي اعتبرته أفضل خيار لنزع فتيل التوتر، مؤكدة أنها تعارض التحركات التي تزعزع الاستقرار بما يشتت الانتباه عن محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، صرح من جهته أنه يأمل بالتوصل إلى اتفاق عاجل لتعايش سائر أهل العراق في دولة واحدة، معتبرًا أن هذا الصدام يتناقض مع مصالح أبناء الشعب العراقي بأسره، بمن فيهم الكرد.
وكان نائب رئيس إقليم كردستان، كوسرت رسول، أكد أول أمس أنهم لا يريدون الحرب، ولكنهم مستعدون للدفاع عن النفس.
وتصاعد التوتر بين البشمركة، والقوات العراقية في الأيام القليلة الماضية في مناطق التماس بين الجانبين جنوبي محافظة كركوك.
وسيطرت القوات الكردية على كركوك في أعقاب تقهقر القوات العراقية وتراجعها أمام سيطرة تنظيم الدولة على مساحة واسعة من الأراضي العراقية في 2014.
في سياق متصل، أعلنت تركيا استعدادها للتعاون الكامل مع الحكومة العراقية لإنهاء وجود حزب العمال الكردستاني في العراق.
وفي بيان لوزارة خارجيتها صدر اليوم، الاثنين، قالت أنقرة إنها ستساند بغداد في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد، بعد استعادة القوات العراقية للعديد من المواقع قرب كركوك من المقاتلين الكرد، وذلك على خلفية الاستفتاء الذي أجراه الإقليم في أيلول الماضي على الاستقلال.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :