عزل الجيش التركي عسكريًا منطقة عفرين التي تسيطر عليها “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، عن مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري.
وقال مستشار الإعلام العسكري في “الجيش الحر”، إبراهيم الإدلبي، في حديث إلى عنب بلدي اليوم، الأحد 15 تشرين الأول، إن الطريق قطع عسكريًا، إلا أنه ما زال يعمل بين المنطقتين مدنيًا.
ولم يعلن الجيش التركي تفاصيل تحركاته في المنطقة، إلا أنه أكد دخوله بموجب اتفاق “تخفيف التوتر”، وسط تحليلات تقول إن أنقرة تعمل لعزل عفرين التي تسيطر عليها “تنظيمات إرهابية” كما تصنفها تركيا.
وذكرت هيئة الأركان التركية، الجمعة الماضي، أن الجيش بدأ بتشكيل نقاط مراقبة في منطقة “تخفيف التوتر” في إدلب بموجب اتفاق “أستانة 6”.
وقالت وكالة “إباء” الناطقة باسم “تحرير الشام”، إن 100 جندي من الجيش التركي دخلوا معبر أطمة الحدودي، ليلة الخميس، على متن 33 آلية باتجاه النقاط المطلة على “الميليشيات الكردية” غربي حلب، ورافقهم مقاتلون من “الهيئة”.
تعزيزات جديدة إلى المنطقة
ودخلت اليوم تعزيزات من القوات التركية إلى المنطقة، وبخصوص ذلك تحدثت عنب بلدي مع قياديين في “الجيش الحر”، الذين لم يؤكدوا زيادة التوغل.
وقال رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم”، مصطفى سيجري، لعنب بلدي “ليس لدي تأكيد على التوغل”.
كما لم يؤكد مصدر آخر في “الجيش الحر” الأمر، إلا أنه أشار إلى “عمل عسكري سيجري على عفرين، ويبدأ عقب انتهاء وحدات الجيش التركي من الانتشار في إدلب وريفها”.
ووفق المعطيات يرى مراقبون أن تركيا تسعى لإنهاء انتشار “الوحدات الكردية”، في محيط حدودها مع سوريا، ومنعها من الوصول إلى البحر.
الطريق مع “الوحدات” مقطوع عسكريًا بالكامل
الإدلبي أوضح أن الجيش التركي ينتشر في أربعة نقاط حاليًا، “مجرد الانتشار ضمن النقاط في دارة عزة وقلعة سمعان وجبل الشيخ بركات، جعل من الطريق نحو المحور الشمالي السوري مرصود ناريًا، إضافة إلى نقطة عسكرية قرب منطقة عقربات المجاورية لجنديرس، ما سمح برصد الطرق الرئيسية التي يمكن أن تتقدم منها الوحدات الكردية”.
وحول زيادة التوغل قال الإدلبي إن ذلك يقرره الجيش التركي، مردفًا “في حال حدوث مناوشات يمكن جلب تعزيزات، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي الانتشار في الريف الغربي للمحافظة أو العمق الإدلبي”.
ورغم الانتشار العسكري إلا أن الأدلبي أكد أن “الطريق المدني مفتوح من جنديرس إلى أطمة أو من عفرين نحو الريف الغربي”.
ووفق الخريطة الحالية قطع كامل الطريق عسكريًا باتجاه محافظة إدلب من منطقة أطمة إلى دارة عزة، وبقيت منطقة صغيرة تمتد من بيانون نحو قبتان الجبل، بمساحة حوالي ستة كيلومترات مربعة، وهي ما تزال مفتوحة بين مناطق المعارضة و”الوحدات” الكردية “ولكنها مرصودة عسكريًا”، وفق الإدلبي.