عنب بلدي – خاص
انضمت أحياء جنوبي دمشق التي تخضع لسيطرة المعارضة السورية، بشكل مبدئي، إلى اتفاق “تخفيف التوتر”، بعد وساطة مصرية كان لها أيضًا دور بارز في الأشهر الماضية، في اتفاقي الغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي.
ولم يشمل الاتفاق المناطق التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية”، والتي شهدت، غداة الاتفاق، حملة جوية من قبل الطيران الحربي التابع للنظام، كبوادر لعملية عسكرية على المنطقة، بعد التفجيرات الأخيرة التي تبناها التنظيم وسط العاصمة دمشق.
ماذا يتضمن الاتفاق؟
في تصريح سابق لرئيس تيار “الغد السوري”، أحمد الجربا، قال إن “اختيار مصر كمضيف كان طبيعيًا لعدم وجود خصومة بين مصر وأي من الأطراف، فضلًا عن علاقة الثقة المتبادلة بينها وبين روسيا”.
وأضاف أن “اتفاقات وقف إطلاق النار برعاية مصرية يخلق توازنًا مع أستانة التي يغيب عنها العنصر العربي بشكل تام”. |
حصلت عنب بلدي على نسخة من إعلان اتفاق جنوبي دمشق، والذي جرى برعاية روسية- مصرية، وتضمن سبعة بنود طرحتها فصائل معارضة بشأن الانضمام إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
ووفق البنود، التي وقعت بتاريخ 8 تشرين الأول، تنضم فصائل “جيش الإسلام”، “أكناف بيت المقدس”، و”جيش الأبابيل” إلى الاتفاق، في الساعة 12 من ظهر يوم الخميس 13 تشرين الأول، وتنخرط في عملية التفاوض بشأن تسوية سياسية لإيجاد حل شامل في سوريا.
وعبّرت الفصائل عن “ارتياحها” لدور روسيا كضامن للتنفيذ، رافضة التهجير القسري لسكان جنوبي دمشق إلى أماكن أخرى في سوريا.
كما طالبت الفصائل الجانب الروسي بـ “استخدام نفوذه لاستمرار عمل المعابر في ببيلا والقدم لأغراض إنسانية جنوبي دمشق، واستمرار دخول المواد الغذائية والطبية”.
وقال رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام”، محمد علوش، في تسجيل مصور نشرته قناة “ON Live” المصرية، إن الاتفاق جرى حول منطقة جديدة تضم جنوبي دمشق وحي القدم.
واتفقت الفصائل على “العمل المشترك بشأن إعداد الاتفاق خلال ثلاثة أسابيع”، مشيرةً إلى تسليم الإعلان إلى الأطراف المسؤولة بالنسختين الروسية والعربية.
ووقع محمد علوش عن فصيلي “جيش الإسلام” و”أكناف بيت المقدس”، وأحمد الجباوي عن فصيل “جيش الأبابيل”، إضافة إلى ممثل وزارة الدفاع الروسية.
الحجر الأسود الوجهة المقبلة
غداة الاتفاق، قصف طيران النظام السوري بعدة غارات منطقة الحجر الأسود الخاضعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف دمشق الجنوبي، في خطوة هي الأولى منذ عام 2014.
وأفادت مصادر إعلامية في ريف دمشق، الجمعة 13 تشرين الأول، أن الطيران الحربي استهدف المنطقة بأكثر من 13 غارة جوية، دون ورود أنباء عن وقوع ضحايا.
وأوضحت المصادر أن القصف الجوي يتزامن مع الحديث عن عمل عسكري تحضر له قوات الأسد على المنطقة، عقب التفجيرات الأخيرة التي استهدفت مراكز أمنية وسط العاصمة دمشق، وتبناها تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي حديث سابق لمحافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، قال إن ملف ريف العاصمة الجنوبي سيتم حله قبل انتهاء العام 2017 الجاري.
واعتبر أن “مسلحي تلك البلدات موجودون في مواجهة الدواعش في الحجر الأسود، وإذا انتهى وجود التنظيم في الحجر الأسود فسينتهي موضوع تلك البلدات”.
ويسيطر تنظيم “الدولة” على قرابة 85% من مساحة مخيم اليرموك، وهو يتمركز في حي الحجر الأسود (معقله الرئيسي)، ومنطقة العسالي في حي القدم، بالإضافة إلى سيطرته على قسم من حي التضامن الدمشقي.