رجل في الأخبار
محمد صبرا.. كبير مفاوضي المعارضة يكشف المستور
عنب بلدي – حسن مطلق
أثار ظهور كبير مفاوضي المعارضة في جنيف، محمد صبرا، في برنامج “حدث اليوم” على قناة “العربية الحدث”، في 9 تشرين الأول الجاري، حالة من الصدمة لكثير من السوريين، حول موقفه من التدخل التركي في إدلب، وفصائل “الجيش الحر” العاملة ضمن “درع الفرات”.
على مدار أكثر من 15 دقيقة، كشف صبرا المستور، وعرّى الملف السوري في جزئيات مختلفة، كما لم يتحدث معارضون من قبل، فكان ابن الجولان المحتل “بطلًا” في نظر البعض، و”خائنًا” في عيون آخرين.
نزح صبرا مع الآلاف من موطنه الجولان منذ ولد في ستينيات القرن العشرين، وكانت أول مشاركة دولية له مع المعارضة السياسية في “جنيف 2” مطلع عام 2014، وتسلم الملف القانوني الذي مازال مسؤولًا عنه حتى اليوم، ككبير مفاوضي وفد “الهيئة العليا” المنبثقة عن مؤتمر الرياض.
ولد المعارض في قرية الخشنية في ريف للقنيطرة، ودرس القانون في الجامعة العربية ببيروت، ثم حصل على دبلوم في القانون العام، وحينها عمل في مجال المحاماة بدمشق، وأسس تجمعًا تحت عنوان “المحامون الملتزمون”، كما كان من المنتسبين للحزب الشيوعي، وغادره عام 1994.
حديث صبرا حول رؤيته بخصوص التدخل التركي في إدلب وفصائل “درع الفرات”، لاقى استهجانًا واسعًا، ودعا “وفد قوى الثورة العسكري” إلى إصدار بيان وصف تصريحات صبرا بأنها “رخيصة ويسترضي من خلالها أطرافًا يتعيش عليها”، إلا أن المعارض رفض التعليق على البيان في حديث إلى عنب بلدي.
ويرى صبرا أن الجانب التركي تحدث بشكل واضح وحدد أهداف العملية بأنها منع قيام كيان انفصالي في الشمال السوري، فـ “المسألة مفصولة عن محاربة الإرهاب، كما أن كل فصيل عسكري يقاتل تحت راية ثانية غير الثورة ولتحقيق أهداف غير أهدافها ليس جيشًا حرًا”.
بحسب كبير المفاوضين، فإن “الجيش الحر” يرفع راية الثورة ويقاتل من أجل المدنيين السوريين، ولكن “خارج هذا التعريف لا يمكن اعتبار أي فصيل منه حتى الذي يعمل إيديولوجيًا فالنصرة تحارب لتحقيق أهدافها، وهذا ينطبق على كل من حمل السلاح”.
“مازالت التفاهمات التي تم ترتيبها بين تركيا وروسيا وإيران غامضة بالنسبة للسوريين”، من وجهة نظر صبرا، الذي يراهن على المدنيين السوريين، مؤكدًا أن “المعركة الأصلية ضد النظام ويجب الحفاظ عليها، ومن لا يملك من الفصائل نقاط تماس مع النظام، ويبعد أكثر من 250 كيلومترًا عن أقرب نقطة له، يجب التساؤل عنه ولصالح من يقاتل”.
لوحق صبرا أحد مؤسسي حزب “الجمهورية” السوري، من قبل النظام ثم خرج من سوريا أواخر عام 2012، وأسهم في تأسيس المجالس المحلية في سوريا، ووضع لوائحها الإدارية والتنظيمية والمالية، كما عمل مستشارًا قانونيًا في الحكومة المؤقتة حتى عام 2014، لينتقل بعدها إلى أروقة جنيف.
في حديثه خلال برنامج “حدث اليوم”، نبّه كبير مفاوضي وفد المعارضة حول التدخل التركي وغرض أنقرة من ذلك في سوريا، وهذا ليس جديدًا فمقالاته في وسائل الإعلام العربية منذ عام 2014 دللت على ذلك.
إلا أن رؤيته عن دور فصائل “درع الفرات”، وطرحه لأول مرة الضغوطات الدولية على المعارضة، متمثلة بملفات اللاجئين والتحكم بالتزويد بالسلاح، كان صادمًا لكثير من السوريين.
واعتبر صبرا أن “النصرة” (فتح الشام المنضوية في تحرير الشام)، وتنظيم “الدولة الإسلامية”، هي عبارة عن “مؤسسات دولية ساهمت بتدمير سوريا”، مشيرًا إلى أنها “ستُنقل قريبًا إلى تورابورا سوريا (متمثلة بالمنطقة الجنوبية الشرقية من إدلب وتحديدًا في سلسلة جبال شاعر في البادية)، إلى حين تحديد الدول الإقليمية موقعًا جديدًا لها”.
تكرار حضور المعارضة في جنيف برره المعارض، بأنه “للحفاظ على المستوى السياسي للصراع في سوريا، وحتى لا تنزلق الأمور كما يريد العالم على أنه صراع مجتمعي”، معتبرًا أن “جوهر العملية السياسية حاليًا هو أن الجميع وعلى رأسهم الروس يبحثون عن كيفية مكافأة الأسد لتدميره سوريا”.
وعزا المماطلة وتأخير جلسات جنيف في كل مرحلة دون إعلان عن موعد واضح، إلى أن “الجميع يبحثون عن طريق لتأهيل طرف معارض ليقول نعم للأسد حتى عام 2021 وهذا لن يحصلوا عليه”.
يملك المعارض في رصيده أبحاثًا في التشريعات الإدارية والاقتصادية، ويرى أن “معركة السوريين ضد الإرهاب، ولا يمكن أن يكونوا أدوات لأمن أي دولة من دول الجوار، التي لن تستطيع حرف البوصلة عن مواجهة الأسد”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :