“معصران” بديل تجاري لـ “أبو دالي” شرقي حماة
ريف حماة – إياد عبد الجواد
شكّلت سيطرة “هيئة تحرير الشام” على قرية أبو دالي، شمال شرقي حماة، “ضربة اقتصادية” للنظام والمعارضة السورية، بعد أن كانت جسرًا تجاريًا بين الطرفين، وسوقًا لتبادل السلع بإشراف من عضو مجلس الشعب السابق، أحمد درويش، والميليشيا التابعة له.
وعقب السيطرة والتوسع الذي حققته “تحرير الشام” في محيطها، الأسبوع الماضي، طرحت عدة تساؤلات عن الأثر التجاري الذي سينعكس على المنطقة، فالمواد الغذائية تدخل سابقًا عبرها من الجانب الخاضع لسيطرة المعارضة، مقابل تمرير المحروقات من بنزين ومازوت وأسطوانات الغاز من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، دون أي عوائق تعكر هذا التبادل.
وشكل طريق “حماة- أبو دالي- المناطق المحررة”، قبل سيطرة “الهيئة”، شريان حياة للتجار والمهربين على حد سواء، ويعمل بموجب تنسيق واتفاقات متبادلة بين مختلف الأطراف لتسهيل الحركة، إذ لا توجد حواجز للتفتيش، ولا مظاهر عسكرية تشي بأن هناك نقاط رصد أو مراقبة للجبهات التي لا تبعد كثيرًا عن الطريق.
معصران بديل تجاري
عنب بلدي تحدثت مع عدد من التجار والمطلعين على عمليات التبادل التجارية في ريف حماة الشرقي، وأوضحوا أن السوق المتبادل بين النظام والمعارضة تحول حاليًا إلى قرية معصران التابعة لمعرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وبالتزامن مع هذا التحول ارتفعت أسعار بعض المواد عما كانت عليه سابقًا، وقال تاجر المحروقات، علي الإدلبي، إن نسبة الارتفاع قدرت بحوالي 60 ليرة سورية لليتر الواحد من مادة المازوت والبنزين، بينما ارتفعت أسطوانة الغاز ألف ليرة عما كانت عليه سابقًا.
واعتبر أن “العمل في سوق أبو دالي كان مريحًا أكثر من السوق الحالي، على الرغم من وجود التجار أنفسهم، الذين وجدوا حاليًا مساحة أكبر للتحكم بالأسعار.
وتركزت عمليات البيع والشراء في أبو دالي سابقًا قرب مفرق قرية أبو عمر، وكان بإمكان أي شخص من أقارب عضو مجلس الشعب الدخول إليها.
وأشار الإدلبي إلى أن التجار يقومون حاليًا بإدخال المواد المطلوبة والمفقودة إلى مناطق النظام كالمواد الغذائية مثل السمن والزيوت وبالعكس، بالإضافة إلى مواد حسب الطلب.
خسائر النظام أكبر من المعارضة
وتعتبر قرية أبو دالي من القرى الفقيرة اقتصاديًا، قبل اندلاع أحداث الثورة السورية، وتركز عمل غالبية سكانها في شراء السماد العضوي وتجارة مادة التبن، بحسب ما قاله الناشط الإعلامي محمد العبيد لعنب بلدي.
وبعد عام 2011 تحولت إلى أهم معقل للنظام في المنطقة، وانضوى معظم شبابها في صفوف المخابرات الجوية، وكانوا وسيطًا لتطويع شباب القرى المجاورة في صفوف قوات الأسد لقاء مبالغ مالية، وإغرائهم بالسلاح والخدمة بالمنطقة.
وأشار العبيد إلى أن نجم أبو دالي بدأ يلمع واضحًا قبل سيطرة “تحرير الشام” عليها، كون سكانها قدموا خدمات وعطاء كبيرًا للنظام، كما كانت مركزًا مهمًا لتجمع قوات النظام والقوات الروسية.
وقال إن أهمية القرية تأتي كونها “استراتيجية”، وبوابة مهمة للنظام وللمعارضة دخلت عبرها سابقًا مختلف المواد الغذائية واللحوم المستوردة والأغنام والمواد الاستهلاكية والمحروقات.
واعتبر الناشط الإعلامي أنها خسارة كبيرة للنظام، إذ توقف دخول المواد الغذائية والبضائع إلى مناطق سيطرته، وخسرت حواجزه الضرائب اليومية من أموال المستوردين، كما أنها فقدت القدرة على تهريب الأشخاص إلى المناطق المحررة، وتهريب الأسلحة والذخائر من وإلى حماة.
بينما تأثرت المناطق المحررة في الحصول على المحروقات، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع سعرها في الأسواق، لا سيما في ظل وجود الكثير من التجار “ضعاف النفوس”، بحسب تعبير الناشط.
لا يقتصر التبادل التجاري بين مناطق النظام والمعارضة على ريف حماة الشرقي فقط، إذ يوجد سوق تجاري مهم في مدينة قلعة المضيق الواقعة في ريف حماه الغربي، وتتم خلاله العملية التجارية ذاتها شرقي حماة، إلا أن التبادل مرتبط بالأوضاع الأمنية والعسكرية، ويشهد توقفًا متكررًا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :