حدودكم سيدني
عروة قنواتي
كتب الراحل عدنان بوظو قبل 32 عامًا في تصفيات كأس العالم زاويته الشهيرة “حدودنا الطائف”، إبان خسارة منتخب سوريا للرجال بكرة القدم أمام منتخب العراق في المباراة الأخيرة المؤهلة إلى مونديال المكسيك 86، بنتيجة 3- 1، فملعب المباراة كان في مدينة الطائف السعودية باعتبارها أرض التصفيات للمنتخب العراقي آنذاك.
اليوم أعتبر المشهد مشابهًا بخروج منتخب البراميل من الملحق الآسيوي أمام منتخب أستراليا بنتيجة 2- 1 في مدينة سيدني الأسترالية، وأسمّي زاويتي “حدودكم سيدني”.
حدودكم وليست حدودنا، منتخبكم وليس منتخبنا، لا شيء في هذا المنتخب يرتبط بآلام المظلومين والمعذبين والمهجرين، ولا حتى رائحة تعب لاعبيه مرتبطة برائحة الشهداء في مذبح الحرية.
أحلامكم وليست أحلامنا، حزنكم وليس حزننا، بكل فخر واعتزاز أكتب أسطري هذه في مواجهة منتخب الدماء والأشلاء والبراميل والصواريخ، نسور سجن صيدنايا العسكري، من حاولوا طيلة الأشهر الماضية أن يرفعوا اسم بشار الأسد وجيشه على جماجم السوريين.
حدودكم سيدني.. فنيًا وإداريا وسياسيًا وإعلاميًا، تقطر عيونكم دمعًا ودمًا على انتهاء فرصة العبور الدموية، فرصة ذبحنا كل يوم بضحكات الأسد وأنتم تمجدون وترسلون التهاني والمباركات والولاء.. أيها الجبناء.
حدودكم لا يمكن أن ترسموها كل مرة، تعبرون مراحل وتموتون في مرحلة واحدة، كما يموت جيشكم في عدة نقاط مشتعلة من أرض سوريا.
ألستم من نادى بانتصارات الجيش؟ ألستم من عاهد القائد على تحقيق النصر كما يحققه المجرمون في أجساد السوريين يوميًا؟
حدودكم سيدني، لم ولن تستطيعوا توحيد الشعب لأغراضكم، ويا ليتها أغراضكم أنتم. لم ولن تكونوا إلا واجهة قبيحة يدلل بها بشار الأسد على بضائعه داخل سوريا، ليكذب ويكذب ويستمر في القتل والإجرام والتدمير والتقسيم كل ساعة.
خفقت القلوب لكم؟ هذا صحيح.. ولكنها ليست قلوبنا، ولن تكون قلوبنا إن خفقت لكم، سننتزعها ونرمي بها إلى المجهول لو أحبت دربكم.
حدودكم سيدني.. وقد لعبتم في المشهد السياسي والإعلامي لمصلحة نظامكم القذر أكثر من إتقانكم لخطة المباراة المصيرية، فتوقف دوران العجلة لديكم وظفر بها الكنغر الأسترالي وبقيتم تبكون وتدمعون، وإلى قائدكم بكل ندم وحسرة عائدون.
سنفرح كل يوم بتاريخ 10 تشرين الأول 2017، فقد كان يوم الامتحان، وبان المنتصر والصابر، وخرجتم من المعادلة خروج الذليل والمهان.
والرحمة لكل شهداء الرياضة السورية الحرة والفرج للمعتقلين حتى آخر الزمان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :