تكوين الصورة (2)

قاعدة التثليث في المقابلات المصورة

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – تميم عبيد

هل تساءلت عن سر الصور الرائعة التي يلتقطها المصورون المحترفون؟ أو عن أنسب طريقة لترتيب العناصر ضمن كادر الصورة؟ الأمر ببساطة هو “The rule of third” المعروفة بـ “قاعدة التثليث”.

هذه هي القاعدة الذهبية الأولى في التصوير الثابت والمتحرك، وتقوم الفكرة على تقسيم الشاشة التي تستخدمها للتصوير بخطين أفقيين وآخرين عموديين، بحيث يشكلان شبكة مكونة من تسعة مربعات.

حاول دومًا أن تضع العناصر التي تريد تصويرها في تقاطع هذه الخطوط، وهي أربع نقاط في وسط الشبكة، فمعظم الهواتف الذكية والكاميرات الحديثة تسمح لك بإظهار هذه الشبكة على شاشتها بهدف تسهيل تطبيق هذه القاعدة.

ويطلق على هذه الطريقة الوسيلة الذهبية “Golden Mean” أو قاعدة التثليث “rule of thirds”، لأنها تخلق صورة مرئية أكثر تشويقًا بسبب التوازن غير المتماثل، بل وتساعد على إظهار العناصر الهادئة أكثر إثارة.

كيف تستخدم قاعدة التثليث؟

من التطبيقات الكلاسيكية لقاعدة التثليث هو استخدامها في لقطات الأفق إن تحدثنا عن التصوير الضوئي، ليظهر الكادر كما لو كان قد قسم إلى صورتين منفصلتين، فتشغل الأرض ثلث مساحة الكادر، والسماء الثلثين الباقيين أو العكس، عندها يصبح التكوين أكثر وضوحًا.

لكن في سياق سلسلتنا الإرشادية في عمل التقرير المصور فاستخدام هذه القاعدة لتصوير عنصر وحيد داخل الكادر أو تصوير مقابلة مع أحد ما سيعطي لقطاتك بعدًا فنيًا يجذب عين المتفرج، فبدلًا من وضع المقابل في منتصف التكوين، يمكن وضعه إما في الثلث اليميني أو اليساري للكادر، شرط أن يكون هناك عنصر آخر في الثلثين الآخرين من الكادر لصناعة التوازن.

أحيانًا يمكنك ألا تضع شيئًا في الثلثين الخاليين، وذلك في حالة أن تكون عين الممثل أو الشخص المقابل متجهة إلى ذلك الجزء من الكادر، فنحصل على التوازن هنا من خلال ما يتخيل المتفرج وجوده خارج الكادر باتجاه نظر الشخص.

يجب وضع كل الأجسام في الاعتبار أثناء صناعة التوازن في التكوين، وذلك يشمل الشخصيات والأجسام في المقدمة وفي الخلفية. شجيرة صغيرة في الخلفية تضعها في الطرف المقابل للشخص أو العنصر الذي تصوره قد تخلق توازنًا في تكوين الكادر لديك.

المعنى داخل الكادر

كيفية شغل موضوع التصوير لمساحة الكادر يمكن أن يؤكد على الديناميكية والمشاعر داخل اللقطة.

  • يعطي حجم الشخص المقابل أو موضوع التصوير إحساسًا بالضآلة والوحدة حين يشغل مساحة صغيرة من الكادر، وعلى العكس، فموضوع التصوير الذي يحتل مساحة كبيرة من الكادر، يعطي إحساسًا بالسيطرة والقوة.
  • إذا صور الموضوع من خلال زاوية كاميرا منخفضة، فإنه يظهر مسيطرًا، أما إذا صور من زاوية عالية فسيظهر كتابع ضئيل.
  • تعطي العناصر المتقاربة من بعضها البعض داخل الكادر إحساسًا بالحميمية، أكثر من العناصر التي توجد مسافة فيما بينها.
  • تعطي الحركة تجاه أعلى الكادر إحساسًا بالأمل والنمو، بعكس الحركة تجاه أسفل الكادر التي تعطي إحساسًا باليأس والكآبة.
  • يعتبر الجانب الأيسر من الكادر أكثر قوة وتأثيرًا من الجانب الأيمن، والجانب العلوي من الجانب السفلي أيضًا، وقد يؤثر وضع الشخصية في أحد هذه الجوانب على قوتها النسبية، ويمكن استخدام ذلك للحصول على التوازن بين الشخصية القوية والشخصية الضعيفة.

التوازن

تُوزع الأجسام داخل الكادر تبعًا لكثافة كتلتها أو وزنها المرئي ولأن إدراك الكتلة يكون إدراكًا حسيًا بطبيعته، لذلك يعبر المصورون عن التوازن الجيد بالإحساس الصحيح.

أسهل طريقة لفهم التوازن المرئي، هي أن نتخيل شكلين لهما نفس الكتلة، وأن نضعهما على أبعاد متساوية من مركز الكادر، للحصول على التوازن المطلوب، ويسمى هذا بالتوازن المتماثل، أما إذا كان هناك شكلان لهما كتلتان مختلفتان فعلينا أن نحرك الشكل ذا الكتلة الأثقل قريبًا من مركز الكادر، أو أن نحرك الكتلة الأخف قريبًا من حافة الكادر، ويسمى هذا بالتوازن غير المتماثل، تكون هذه الطريقة أكثر تشويقًا من التوازن المتماثل.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة