د. أكرم خولاني
تحدثنا في العدد السابق عن بعض السعفات الشائعة، وسنتابع في هذا العدد الحديث عن باقي السعفات والتي تعتبر هي الأكثر انتشارًا.
ونشير هنا إلى بعض التوصيات للوقاية من هذه الإصابات الفطرية الجلدية.
سعفة القدم
تعرف بالقدم الرياضية، وهي إنتان فطري جلدي لأخمص القدمين والحيز بين الأصابع، يصيب كلا الجنسين، وهو أكثر شيوعًا لدى البالغين.
تحدث العدوى نتيجة الألبسة المخموجة كالجوارب والأحذية وعند الذين يمارسون الرياضة وفي أماكن الشواطئ الرملية الرطبة وأحواض السباحة والحمامات الجماعية.
وقد يؤهب المشي حافي القدمين إلى إنتان المناطق التي تلوث بالفطور.
كذلك فإن الطقس الحار الرطب يساهم في التعرق وتعطين القدمين وتشكيل وسط مثالي للفطور، كما أن لبس الجوارب النايلون والأحذية ولفترات طويلة يؤهب للإنتان.
أيضًا بعض المشاكل الطبية كاستخدام المضادات الحيوية والكورتيزون أو الاضطرابات الوعائية التي تسبب فرط التعرق أو الإصابة بالسكري.. الخ، كلها أسباب تؤهب لنمو الفطور والإصابة بسعفة القدم.
وتتظاهر الإصابة بتسلخ بين خنصر القدم والإصبع الرابع أو بين الإصبعين الثالث والرابع، وتأخذ الآفة شكل حويصلات على قاعدة حمامية، وقد يحدث الإنتان الثانوي للحويصلات التهابا أكثر مترافقًا مع حكة وألم.
تعتمد المعالجة على العناية بالأقدام ومنع التعرق الغزير، ووضع بودرة مضادة للفطور في الجوارب، ويستخدم الإيميدازول موضعيًا كمضاد فطري، بينما يمكن استخدام محلول برمنغنات البوتاسيوم أو الألمنيوم كلورايد لتجفيف الآفات الرطبة ومنع التعرق.
سعفة الذقن
فطار جلدي يقتصر على الذكور البالغين فيصيب المناطق الملتحية من الوجه والعنق، ويمكن أن يصيب الحاجبين أحيانًا.
تحدث العدوى من الحيوانات المصابة بالفطور، ولذلك فهي أكثر انتشارًا بين الفلاحين، إلا أن السبب الأشيع هو أمواس الحلاقة الملوثة في صالونات الحلاقة.
تتظاهر بحكة مع مضض وألم خفيف، إضافة لالتهاب أجربة شعرية بثري مع نز واحمرار بشكل بقع دائرية فيها أشعار متكسرة وضعيفة مع بثور، وقد تحدث عقيدات وبقع منتفخة قيحية تسمى «الشهدة» كما في سعفة الرأس.
العلاج فموي بالغريزوفولفين أو الإيتراكونازول أو الكيتوكونازول، ويمكن استخدام المراهم الموضعية إلا أنها غير فعالة بشكل جيد.
سعفة الأظافر (فطار الأظافر)
يمكن أن يحدث الخمج بفطور جلدية أو غير جلدية ولذلك فإنه يتظاهر بعدة نماذج:
فقد تكون الإصابة في نهاية الظفر وجوانبه؛ وهي الأكثر شيوعًا، تحدث مرضًا مزمنًا ذو سير بطيء يستغرق عدة أشهر، وتبدأ الإصابة بلون أصفر لطرف الظفر وقد تنتشر إلى كامل الظفر مع تسمك وتكسر بطرفه، ثم يتغير لونه ليصبح بالنهاية كامد اللون هشًا، وينقلع مخلفًا بقايا سوداء.
وقد تكون الإصابة بشكل إنتان سطحي موضعي.
وقد تبدأ الإصابة عند الثنية الظفرية، ويكون جلد المناطق المجاورة محمرًا ومتورمًا، ويبقى الظفر قاسيًا ولماعًا.
العلاج بمضادات الفطور الموضعية غير فعال عادة، ويجب استخدام الأدوية الفموية كالايتراكونازول والفلوكونازول، ويحتاج العلاج لفترة طويلة عادة.
كما ينصح بإزالة الفطور الجلدية الورمية (جيوب تحت الظفر ذات حزمة خيوط فطرية مكثفة).
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بالفطور الجلدية؟
- تجفيف الجسم من التعرق ولبس الثياب القطنية، الاستحمام اليومي وخاصة في الصيف مع التنشيف الجيد للثنيات الجلدية وما بين الأصابع.
- قص الأظافر بشكل دوري وعدم تقليمها بعمق وبأدوات غير معقمة.
- لبس الجوارب القطنية والأحذية الطبية والمريحة.
- استخدام البودرة الماصة للتقليل من التعرق وكذلك البودرة المضادة للفطور.
- يجب الانتباه إلى الوقاية في المسابح بعدم المشي حفاة، ولبس نظارات خاصة لحماية العينين من التعرض للكلور، ولبس غطاء للرأس.
- الاستحمام بشامبو طبي أو بالصابون على الأقل بعد الخروج من المسبح مباشرة.
- عدم استخدام أدوات الآخرين كالمناشف والأحذية.
من المفيد استخدام شامبو كيتوكونازل للمماسين للمصابين بسعفة الرأس في المنزل والمدرسة، لاستئصال حالات الإصابة الخفيفة واللاعرضية.
كذلك فإن غسيل القدمين بصابون بنزويل بيروكسيد يوميًا يقي من الإصابة بسعفة القدم وفطار أظافر القدمين. والأهم مراجعة الطبيب في بدء الإصابة.