عادت إمكانية حل “هيئة تحرير الشام” نفسها إلى الواجهة، مع انقسام تعيشه منذ فترة، وسط تطورات متسارعة تشهدها محافظة إدلب واحتمال دخول الجيش التركي.
وذكرت مصادر متطابقة خلال الساعات الماضية، لعنب بلدي، أحدها من “تحرير الشام”، أن مفاوضات واتفاقات تجري مع الأتراك بخصوص دخول إدلب، إلا أن حل “الهيئة” نفسها طرح مجددًا في سياقين.
وكالة الأنباء الألمانية قالت اليوم، الاثنين 9 تشرين الأول، إن هناك توجهًا لحل “تحرير الشام” نفسها، ونقلت عن مصادر معارضة وصفتها بـ “الرفيعة”، قولها إن “الجناح المعتدل في الهيئة موافق على ذلك وعلى تبني علم الثورة في الفترة المقبلة”، وهو السياق الأول.
وتواصلت عنب بلدي مع مدير العلاقات الإعلامية في “الهيئة”، عماد الدين مجاهد، الذي قال إن الأمر غير مطروح حاليًا، وطلب تأجيل الحديث به إلى وقت لاحق.
ووفق الوكالة فإن مفاوضات جرت خلال اليومين الماضيين، وبحثت إيجاد مخرج حول منح دور لـ “حكومة الإنقاذ الوطني”، التي انتخبت حديثًا محمد الشيخ رئيسًا لها، لتكون الواجهة المدنية لـ “الهيئة”، ويتحول الجسم العسكري لها إلى “وزارة دفاع”.
ووفق ما ذكرت مصادر لعنب بلدي أمس، فإن وفدًا عسكريًا تركيًا زار أمس منطقة دارة عزة غربي حلب، ورافقه عناصر من “تحرير الشام”، وعاد بعد استطلاع المنطقة.
وكانت أولى طروحات حل “الهيئة” نفسها، جاءت على لسان القائد العام السابق لها هاشم الشيخ (أبو جابر)، آب الماضي، وقال إنها مستعدة لحل نفسها بشرط أن تحل جميع الفصائل العاملة في الشمال نفسها تحت قيادة واحدة.
ولدى الحديث لأول مرة عن التدخل التركي في إدلب، انقسمت هيئة “تحرير الشام” حيال ذلك، بحسب ما أظهرته تصريحات متضاربة لعدد من أبرز قيادييها.
كما أن الانشقاقات عنها على مستوى الأفراد كالشرعيين السعوديين مصلح العلياني وعبد الله المحيسني، المناهضين للاقتتال الداخلي، والجماعات كـ “حركة نور الدين زنكي”، و”جيش الأحرار”، أظهرت الانقسام على مستوى أكبر.
ووفق معلومات حصلت عليها عنب بلدي سابقًا، تعيش الهيئة انقسامًا على خلفية احتمال التدخل التركي في إدلب، بين تيار يريد إنهاء العزلة الدولية، وآخر يريد قتال تركيا والفصائل التي تدعمها أنقرة.
السياق الآخر لحل “الهيئة”، تحدث عنه منظرون جهاديون، وطالبوا، في حال تدخل الأتراك، أن “يحل الجولاني تحرير الشام و الإعلان عن تنظيم القاعدة وقلب اللعبة على رأس تركيا”، إلا أن محللين قالوا إن الطرح “غير منطقي”.
ومع عودة الحديث عن حل “الهيئة” نفسها، يتحدث ناشطون عن أن الجولاني يبحث عن اسم جديد لمن يناصره داخل “تحرير الشام”، في محاولة للهروب من شبح “الإرهاب” الذي تدرج “الهيئة” تحت قوائمه دوليًا.
–