احتلت مباريات المنتخب السوري الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم مكانة مرموقة لدى شبكة “بي إن سبورت” الرياضية من حيث البث المجاني، وتخصيص تغطيات متواصلة لتحضيراته.
القنوات الرياضية كانت تابعة سابقًا لشبكة “الجزيرة”، قبل أن تنفصل عنها في 2014 وتتخذ اسم “بي إن سبورت”، وهي واحدة من قنوات التابعة للحكومة القطرية.
وعملت الشبكة على بث مباريات المنتخب السوري مجانًا عبر قنواتها، في الجولة الأخيرة من التصفيات الآسيوية أمام إيران، ثم أمام استراليا، الخميس الماضي، في ذهاب الملحق الآسيوي والتي انتهت بالتعادل بهدف لكل منهما.
كما وضعت عدًا تنازليًا لمباراة الإياب بين سوريا واستراليا، الثلاثاء المقبل، على شاشتها، على غرار ما تفعله مع البطولات الكبيرة مثل دوري أبطال أوروبا أو كأس العالم.
المتحدث باسم “الهيئة السورية للرياضة والشباب”، عروة قنواتي، أوضح، في حديث إلى عنب بلدي، أن هناك انحيازًا واضحًا في الفترة الأخيرة من قبل الشبكة للمنتخب التابع للنظام، على حساب القضية السورية.
وتساءل قنواتي “لماذا لا تهتم الشبكة بالمنتخبات العربية الأخرى مثل منتخب النظام، فالمنتخب التونسي بات على مشارف التأهل لكأس العالم، ومصر لديها مباراة مصيرية أمام الكونغو اليوم، والمغرب حقق فوزًا مهمًا أمس قربّه من النهائيات”.
واعتبر قنواتي أن “الجزيرة الرياضية” كانت في السنوات الأولى من المؤيدين للثورة، وأن معلقي مباريات المنتخب في تصفيات كأس آسيا والتصفيات الأولمبية في 2012 كانوا يتحدثون عن الثورة السورية وأن “سوريا حرة”.
وشهد الشارع السوري انقسامًا، خلال الشهرين الماضيين، إذ اعتبر مؤيدو النظام وبعض المعارضين أن المنتخب يمثل السوريين جميعهم وليس النظام، متحدثين عن ضرورة فصل السياسة عن الرياضية.
في حين اعتبره معارضون آخرون أنه يمثل النظام وأطلقوا عليه وصف “منتخب البراميل”، نسبة إلى البراميل المتفجرة التي يقصف بها النظام مناطق المعارضة.
قنواتي أشار إلى أنه في حال أرادت الشاشات الرياضية العربية الحديث عن ضرورة فصل الرياضة عن السياسية، وأن هذا المنتخب هو سوري، فليتم فتح ملف الرياضين السوريين الذين قتلوا على يد النظام أو مازالوا معتقلين حتى الآن.
هل هي محاولة للتقارب السياسي؟
البعض اعتبر أن تعامل الشبكة الرياضية القطرية مع المنتخب السوري، هو محاولة من الحكومة القطرية التقرب من النظام السوري كون المنتخب يمثله برأي الكثيرين.
وعزوا هذا التحول إلى مقاطعة بعض الدول العربية للدوحة، التي عززت بعد ذلك علاقاتها مع طهران، أبرز داعمي النظام السوري.
المتحدث باسم الهيئة اعتبر أن محاولة التقارب “كلام فضفاض”، لأنه حتى اليوم لا يوجد موقف عربي أو دولي محدد تجاه النظام.
واعتبر قنواتي أنها “محاولة فتح الباب”، قائلًا “عندما ترحب قطر بالمنتخب السوري على أرضها في بطولة غرب آسيا في 2015، وهي بطولة غير معتمدة دوليًا، وليست بحاجة لحضور المنتخب السوري، فهذا يعني أنها تعمل على فتح الأبواب وتضع الرياضة بالمنحى السياسي”.
وأشار إلى أن “الأمر واضح تمامًا فهم يريدون أن يلعبوا في مشاعر السورين ضد النظام، ويقضوا على إحساسهم من خلال مصطلح فصل السياسة عن الرياضية وأنهم يتعاطون بالشكل الرياضي البحت”.
عصام الشوالي “يجود”
المباراة بين سوريا واستراليا علق عليها المعلق الرياضي التونسي، عصام الشوالي، الذي يعتبر من أشهر المعلقين الرياضيين ويعرف بحماسه خلال التعليق.
ولاقت طريقة الشوالي في التعليق خلال المباراة غضبًا من بعض السوريين المعارضين الرافضين لتشجيع المنتخب بسب وصفهم بـ “المرضى”، وإضفاء صفات على المنتخب أبرزها “الوطنية”.
قنواتي قال إن هناك توجيهًا من الشبكة بالتعاطي مع الأمور بأنه منتخب سوريا وضرورة فصل الرياضة عن السياسية، ولكن الشوالي أجاد أكثر من ذلك.
وأشار قنواتي أنه “بعد اللقاء المقبل وخسارة المنتخب السوري أمام استراليا ستنتهي هذه المهزلة، وسيعود الشوالي للتعليق على مبارايات الدوري الإسباني ومنتخب بلاده”، مبديًا دعمه لكل المنتخبات العربية المرشحة للوصول إلى كأس العالم بالقول “ردًا على الشوالي أبارك للمنتخب التونسي اقترابه من التأهل”.