«الائتلاف الوطني السوري» يهنئ السيسي بـ «فوزه بالانتخابات»… ومحكمة جنايات القاهرة تقضي بـ «السجن المشدد» على 13 معارضًا سوريًا
هنأ رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا مساء الاثنين 9 حزيران، وزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح السيسي بتوليه «رئاسة مصر»، في الوقت الذي استنكرت جماعة الإخوان المسلمين ذلك وقدم مرشدها السابق علي صدر الدين البيانوني استقالته من الائتلاف، بينما قضت محكمة جنايات القاهرة غيابيًا على 13 معارضًا سوريًا بالسجن المشدد لـ 5 سنوات.
وفي برقيةٍ بعث بها إلى السيسي، أعرب الجربا عن أمله في «تعزيز التعاون مع مصر في ظل قيادة السيسي، وأن تلعب مصر دورًا فاعلًا في وصول الشعب السوري إلى تحقيق أهدافه في الحرية والعدالة والمساواة».
وقال الجربا في البرقية «يتقدم رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى سيادتكم وإلى الشعب المصري الشقيق بالمباركة بمناسبة اختياركم رئيسًا للجمهورية، ويرى أن هذه الخطوة سيرًا حثيثًا ومؤكدًا نحو استقرار وازدهار مصر، ونحو مستقبل أفضل للشعب المصري».
بدوره أعلن علي صدر الدين البيانوني المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، يوم الثلاثاء، استقالته من الائتلاف اعتراضًا على رسالة التهنئة، وقال البيانوني في نص الاستقالة «لقد فوجئت -كما فوجئ كثيرون غيري- بأن الائتلاف ممثّلًا برئيسه، يوجّه رسالة تهنئة للثورة المضادّة في مصر الشقيقة، ويبارك للانقلابيّين نجاحَهم في الانقضاض على ثورة الشعب المصريّ، التي كانت إحدى الثورات الملهمة لثورة الشعب السوري». واعتبر «التهنئة لا تختلف كثيرًا عن تهنئة المجرم بشار الأسد بفوزه المزعوم في انتخابات الدم المزيّفة في سوريا، وتخرج الائتلافَ عن نهجه الثوري الوطني الذي اختطّه له المؤسسون».
وأضاف البيانوني «بدأت أشعر أن الطوفان أصبح أقوى من السد، وأن النزعة الشخصية والقرارات الفردية غير المدروسة، بدأت تطغى، بعيدًا عن روح ثورتنا وتطلّعات شعبنا، وأصبحنا في كلّ يوم نفاجأ بموقف، أو نسمع تصريحًا، ثم لا يلبث أن يتمّ سحبه أو تصحيحه أو التنصل منه».
وإثر استقالة البيانوني استنكرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الأربعاء رسالة التهنئة، وفي بيان صحفي نشرته على موقعها الرسمي على الإنترنت اعتبرت الجماعة أن التهنئة «تتنافى مع ما تمّ التوافق عليه بين مكونات الائتلاف الوطني من إقرار للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة؛ مّا يضر بسمعة الائتلاف ومستقبله».
وكانت محكمة جنايات القاهرة أصدرت، بعد ساعات من التهنئة، حكمًا غيابيًا بالسجن المشدد على 13 معارضًا سوريًا لمدة 5 سنوات بتهمة «التجمهر» أثناء تظاهرهم أمام السفارة السورية بالقاهرة، رغم أن نيابة قصر النيل أخلت سبيل المتهمين في آذار 2012، بعد 15 يومًا على ذمة التحقيق.
وعلى صعيد متصل لم ترصد وسائل الإعلام أو الوكالات الإخبارية تهنئة من الأسد للسيسي بفوزه بالانتخابات أو العكس، رغم أن مؤيدي الأسد يعتبرون فوز السيسي انتصارًا لهم، بينما ترى الأغلبية المعارضة للأسد في ذلك «انقلابًا على شرعية أول حكم مدني في تاريخ مصر الحديث».
يذكر أن الائتلاف الوطني السوري يواجه انتقادات كبيرة من ناشطين سوريين معارضين، نظرًا لتدخل دولٍ عربية وغربية وسيطرتها على قراراته بعيدًا عن تطلعات الشعب السوري، كما الحال مع المملكة العربية السعودية التي أيدّت بدورها أيضًا وصول السيسي إلى الحكم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :