هل تثبت قوات الأسد مواقعها في دير الزور؟
عنب بلدي – خاص
انخفضت وتيرة الهجوم المعاكس الذي بدأه تنظيم “الدولة الإسلامية” الأسبوع الماضي ضد مواقع قوات الأسد في محافظة دير الزور، لتتصدر الأخيرة المشهد العسكري بعملية جديدة أطلقتها تجاه مدينة الميادين، المعقل الأساسي للتنظيم، وسط غارات جوية مكثفة من قبل الطيران الروسي، أجبرت جميع قاطنيها على النزوح منها.
وبحسب وسائل إعلام النظام، وصلت قوات الأسد والميليشيات الرديفة إلى الأحياء الغربية لمدينة الميادين، وسط اشتباكات يومية تحاول من خلالها دخول المدينة، وكسر نفوذ تنظيم “الدولة” الإسلامية” فيها.
بينما نفت مصادر إعلامية من المنطقة لعنب بلدي وصولها إلى مشارف المدينة، مشيرةً إلى أنها ماتزال في نقاطها الأخيرة بمحيط مطار دير الزور العسكري.
وكان التنظيم أجبر قوات الأسد الأسبوع الماضي على الانسحاب من عدة نقاط “استراتجية” لها في ريف دير الزور الغربي، وسيطر على أجزاء من الأوتوستراد الدولي دمشق- دير الزور، كما حقق تقدمًا واسعًا في البادية السورية، ووصل إلى المحطة الثالثة، كما سيطر على مدينة القريتين في ريف حمص الجنوبي.
“امتداد الزيت على بقعة الماء”
على خلفية الانسحابات الأخيرة التي شهدتها جبهات قوات الأسد في دير الزور، طرحت عدة تساؤلات عن قدرة “الجيش السوري” على تثبيت مواقعه في المدينة ومحيطها، خاصةً بعد ظهور قدرته العسكرية في المنطقة بمظهر “هش قائم على الزحف دون التثبيت”.
وفي حديث مع العقيد الطيار، حاتم الراوي، ابن مدينة دير الزور، قال إن “جيش النظام تقدم إلى دير الزور بجنود مرهقين وبأعداد قليلة”.
وأضاف أنه “رغم المساندة المقدمة من الميليشيات الإيرانية والعراقية، إلا أنها غير كافية لخوض هكذا معركة، إضافةً إلى انخفاض الجاهزية في آلياته”، واصفًا تقدمه في المحافظة بـ”امتداد بقعة الزيت على وجه الماء، إذ اعتمد بشكل أساسي على الإسناد الناري من الطيران الروسي، لذلك كان هشًا وغير قادر على مسك الأرض”.
وبحسب الرواي، “يمكن لقوات الأسد في مدينة دير الزور وريفها الغربي أن تثبت بعض المواقع، بسبب انضمام بعض أبناء المنطقة معها كمجموعة مهنى الفياض أحد شيوخ البوسرايا، ونواف الراغب البشير ومجموعة من البكارة”.
أما في المناطق الأخرى فمن الممكن ألا يكون قادرًا على الثبات فيها، مشيرًا إلى أنه “حتى لو تساهل معه تنظيم الدولة، إلا أنه سيجد مقاومة شرسة في الريف الشرقي”.
وكانت قوات الأسد حققت منذ مطلع أيلول 2017 الجاري تقدمًا واسعًا على حساب التنظيم، وسيطرت على الأوتوستراد الدولي دمشق- دير الزور بشكل كامل، بعد انسحاب تنظيم “الدولة” من عقدة الشولا وبلدة كباجب.
ووصلت إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات وسيطرت على قرية خشام “الاستراتيجية”، القريبة من الحقول النفطية، وذلك بعد ضم مساحات واسعة بين اللواء 136 ومطار دير الزور العسكري، والسيطرة على أحياء، منها حويجة صكر في الجهة الغربية للفرات.
هل يُستدرج الأسد إلى “كمين” الميادين
في 6 تشرين الأول الجاري، ذكرت وسائل إعلام النظام أن قوات الأسد دخلت الأحياء الغربية لمدينة الميادين، وسيطرت على المخبز الآلي وسوق الهال والصوامع، إضافةً إلى قلعة الرحبة جنوب غربي المدينة.
وأضافت أن “الجيش التف عبر طريق صحراوي انطلاقًا من تلال الثردة وطريق الميادين القديم ووصل إلى المدينة”.
وقال مدير شبكة “دير الزور 24″، عمر أبو ليلى، إن السيطرة التي تحدثت عنها وسائل إعلام النظام لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن طريق مطار دير الزور العسكري– الميادين مايزال تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأضاف في حديث لعنب بلدي أن “التنظيم يحاول حاليًا جر قوات الأسد إلى كمين في مدينة الميادين، خاصةً بعد نزوح كافة المدنيين منها، وغياب الظهر العسكري الذي سيعتمد عليه في الأيام المقبلة”.
وتبلغ المسافة بين المطار العسكري ومدينة الميادين أكثر من 45 كيلومترًا، وأوضح الناشط الإعلامي أن قوات الأسد لا يمكنها دخول مدينة الميادين، إلا بالسيطرة على البادية الممتدة على أطراف منطقة البوليل.
وبالتزامن مع إعلان قوات الأسد دخول أحياء الميادين، عرض تنظيم “الدولة” صورًا لعشرات القتلى من قوات الأسد، قال إنهم قتلوا أثناء محاولتهم دخول أطراف المدينة.
واعتبر العقيد الراوي أن مدينة الميادين ستكون “صعبة” أمام قوات الأسد، التي لا تملك أي وضع عسكري يساعدها على الامتداد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :