عنب بلدي ــ العدد 121 ـ الأحد 15/6/2014
وجاء في البيان الذي تداولته صفحات التواصل الاجتماعي، والموجه إلى «الإخوة الثوار الذين منحوا مقدميه الثقة والعون»؛ تقدم القادة بالاستقالة «من المسؤولية الملقاة على عاتقنا كقادة جبهات ورؤساء مجالس عسكرية في هيئة أركان الجيش السوري الحر، تاركين هذه المسؤولية لمن يتابع المسيرة وممن تختارونهم أنتم بأنفسكم»، دون ذكر الأسباب التي دعتهم إلى ذلك؛ كما توجه البيان بالشكر إلى «كل الدول التي كانت وما زالت عونًا للشعب السوري وسندًا له في سعيه لنيل حريته وكرامته والتخلص من كافة أشكال الاستبداد والعبودية».
فيما صرح المقدم محمد العبود لوكالة فرانس برس أن سبب الاستقالة يعود لـ «عدم وجود دور للمجلس العسكري الأعلى، فالدول المانحة تتجاوزه في شكل تام»، وأشار إلى أن الدول المانحة توجه الدعم العسكري بما في ذلك صواريخ «تاو» المضادة للدبابات إلى فصائل تختارها، وشكر العبود الدول المانحة على مساعداتها، معقبًا «لكنها غير كافية وقليلة جدًا لنربح المعركة بواسطتها».
وفي اتصال هاتفي مع «كلنا شركاء» صرح العقيد الركن بشار سعدش الدين أن «هناك العديد من المشاكل التي أدت إلى هذا البيان، ولعلّ اجتماع الحكومة الأخير كان أحد الأسباب»؛ وأَوضح أنه لن يتخلى عن الثورة وإنما سيكون بمكانه بين الثوار ليساعدهم في معاركهم، واعدًا بـ «مزيد من الإيضاح حول الموضوع لاحقًا»، حسب ما ذكر الموقع.
ووقّع على البيان كل من قائد الجبهة الشمالية العقيد الركن عبد الباسط الطويل، وقائد الجبهة الغربية الوسطى العقيد مصطفى هاشم، وقائد جبهة حمص العقيد فاتح حسون، وقائد الجبهة الشرقية المقدم محمد العبود، إضافة لرؤساء المجالس العسكرية: العقيد الركن عفيف سليمان في إدلب، والعقيد الركن محمد رسلان في الرقة، والعقيد بشار سعد الدين في حمص، والعقيد محمد عواد في الساحل، والمقدم عبد المجيد سلطان في الحسكة.
وضمت هذه الاستقالة المشتركة أربعة من قادة الجبهات الخمس التي تم تشكيلها أواخر 2012 في مؤتمر أنطاليا، وجاءت بعد أسابيع من تعيين العميد عبد الإله البشير رئيسًا لهيئة أركان المجلس العسكري الأعلى بدلًا من اللواء سليم إدريس؛ ووسط وعود مترددة من الإدارة الأمريكية بتقديم دعم بالسلاح النوعي للمعارضة المعتدلة في سوريا خوفًا من وقوعه بأيدي الجماعات المتشددة.
من جهته كان الائتلاف الوطني السوري قد رحب بإعلان «التعهد باحترام حقوق الانسان وبضمان معاملة إنسانية للأشخاص الذين لا يشاركون مباشرة في الأعمال القتالية» هذا الإعلان الذي أصدرته يوم الثلاثاء الماضي 12 حزيران الجبهة الجنوبية في هيئة أركان الجيش الحر، والتي لم تشارك في بيان الاستقالة، فيما لم يعلق أي من الائتلاف أو رئاسة أركان الجيش الحر على بيان الاستقالة.
وتقلص دور الجيش الحر في المعارك السورية العام الماضي، في ظل تشكيل جبهات كبيرة غلب عليها الطابع الإسلامي مثل الجبهة الإسلامية، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام وغيرها.