دوّن العالم والفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي، ملاحظاته عن إمكانية أن نرى خيالًا على حائط غرفة مظلمة، بينما تكون الشمس ساطعة خارجها نتيجة دخول شعاع من الضوء، عن طريق ثقب صغير.
نشأة السينما
ألهمت هذه الملاحظات الأخوين لوميير، ليعلنا مولد صناعة السينما عام 1895، نتيجة الجمع بين ثلاث اختراعات هي اللعبة البصرية، والفانوس، والتصوير الفوتوغرافي، واخترعا آلة تعرض الصور المتحركة على الشاشة.
وشاهد الجمهور أول عرض سينماتوغرافي في قبو مقهى “GRAND CAFEE” الباريسي، وتمكن بعدها توماس أديسون، من صنع جهاز متطور للعرض السينمائي، وأقام أول عرض عام له في نيسان 1896.
وخلال الـ 15 عامًا الأولى كانت الأفلام لا تتجاوز خمس دقائق ودون أصوات، وبدأت تصبح مألوفة مع رواية الفرنسي جورج ميلييه “رحلة إلى القمر” عام 1902، وكانت الأفلام مليئة بالخدع، رغم أنها بدائية، إلا أن الطاقة والعمل الذي بذل لإنتاجها كان مبهرًا.
تطور السينما بين الصامت والناطق
ظهرت تقنية المؤثرات الصوتية، لتغطي غياب الحوار في الأفلام، وتميزت هذه المرحلة بالأفلام ذات الطابع الشاعري، وكان أبرز روادها شارلي تشابلن، وديفيد غريفث، وبالرغم من التكلفة المرتفعة للإنتاج إلا أن التركيز كان على نوعية الفيلم وجودته.
وحمل عام 1927 إنتاج أول فيلم ناطق في تاريخ السينما “مغني الجاز”، الذي أنتجته شركة “وارنر بروذرز” وأخرجه آلان كروساند.
وحصل الفيلم على جائزة الأوسكار الخاصة التي ذيلت بعبارة “لقاء إنتاج أول فيلم ناطق، والذي أحدث ثورة في هذه الصناعة”، ويروي الفيلم قصة شاب مغرم بموسيقى الجاز، محققًا أرباحًا وصلت إلى 5 ملايين دولار.
واعتبر “مغني الجاز” نقطة تحول في تاريخ السينما وبداية لمرحلة جديدة، كانت أساسًا لكل تطور في السينما في أيامنا هذه.
تأثير السينما الناطقة على السينما السورية
تعود بداية العرض السينمائي في سوريا إلى عام 1912 عندما أقام حبيب الشماس في مقهاه بدمشق عرضًا بواسطة آلةٍ تدار يدويًا.
ولكن إنتاج السينما السورية تأخر لأواخر العشرينيات بعد عام واحد على أول إنتاج سينمائي مصري، أي في عام 1928، حين ولد أول فيلم سينمائي سوري صامت “المتهم البريء”، الذي أخرجه رشيد جلال.
تلاه فيلم “تحت سماء دمشق” عام 1931 أخرجه اسماعيل أنزور، لكنه لم يلق نجاحًا، بسبب دخول الفيلم المصري الناطق ” أنشودة الأمل” إلى سوريا معلنًا انتهاء حقبة الأفلام الصامتة.
وبعد عدة محاولات جاء فيلم “نور وظلام” عام 1947، للمخرج نزيه الشهبندر كأول فيلم سوري ناطق، وتشارك بطولته رفيق شكري، حكمت محسن، أنور البابا، إيفيت فغالي، ونجاح سلام.
وتطورت السينما السورية رغم قلة عدد أفلامها، ويدرك صناع السينما أن الطريق مازال طويلًا لبلوغ الطموح.