سيرين عبد النور – دير الزور
تشهد الأحياء المحررة من مدينة دير الزور موجات نزوح كبيرة في الأيام الأخيرة، بسب الحصار الذي يفرضه تنظيم «دولة العراق والشام» منذ 8 أيام على هذه الأحياء، تزامنًا مع انقطاع التيار الكهربائي والماء وعدم دخول المواد الغذائية والمحروقات، ما أسفر عن ارتفاع شديد في أسعار المواد وندرة وجودها.
كميات قليلة من المواد الغذائية تدخل إلى الأحياء المحررة، لتعينها على الصمود في وجه هذا الحصار، وذلك من منافذ صغيرة على نهر الفرات، حيث تستخدم السفن ليلًا لتهريب هذه المواد، خوفًا من مقاتلي «دولة العراق والشام» وقناصيها الذين تمركزوا على طول الشريط النهري من جهة قرية «حطلة» المقابل لـ «حويجة صكر».
وقد استعاد التنظيم خلال الأيام الماضية سيطرته على قرية «حطلة» من مقاتلي مجلس شورى المجاهدين الذي يوجه جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وفصائل أخرى في حربها ضد «دولة العراق والشام» في المنطقة، ونقل ناشطون في القرية لعنب بلدي أن تنظيم الدولة قام «بالانتقام من الأهالي، وتفجير العشرات من المنازل وإحراق المحاصيل واعتقال عدد من المدنيين».
وفي سياق متصل أعلنت «دولة العراق والشام» يوم الثلاثاء 10 حزيران في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن عناصرها أحكموا سيطرتهم على قرية «خشام» في الريف الشرقي بعد معارك عنيفة ضد من تصفهم بـ «الصحوات» قصفت القرية خلالها بالمدفعية الثقيلة.
وتؤكد مصادر متطابقة أن التنظيم خاض حربًا قاسية في تلك المنطقة، حيث قتل العشرات من مقاتليه ومنهم «المهدي أبو الأبيض» الأمير العسكري لكتيبة البتار، أبرز كتائب التنظيم في المنطقة، فيما صرّح الناطق الإعلامي باسم تجمع عبدالله بن الزبير أن «الحرب لم تنتهِ وأن هناك العديد من المعارك القادمة ستنهك داعش وتدمرها».
إلى ذلك أطلق عدد من الناشطين حملة تهدف إلى «التذكير بوجع هذه المدينة المنسية» أطلقوا عليها «دير الزور تستغيث»، فالمدينة باتت تعاني قصف قوات الأسد الذي تصاعد بشكل ملحوظ منذ حصار «دولة العراق والشام» لأحيائها وشح المؤن فيها.
ويرجو الناشطون من نداء الاستغاثة إلى «إطلاق حملة إنسانية واسعة لإنقاذ أطفال دير الزور قبل الموت بسبب الحصار المفروض من قبل تنظيم الدولة وقوات النظام المجرم» بحسب صفحة الحملة على الفيسبوك.
ومن جهته أكد مصدر من مجلس المدينة المحلي أن «قدرته على تقديم الخبز للسكان لا يمكن أن تستمر إذا طال حصار المدينة، خاصة وأن كمية الطحين المخزن محدودة، إضافة إلى وجود كميات قليلة من الوقود».
يذكر أن المدينة تشهد منذ شهر كامل اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم «دولة العراق والشام» من جهة، وكتائب إسلامية تندرج تحت فصائل المعارضة من جهة أخرى، وقد راح ضحية الاشتباكات والقصف المستمر من قوات الأسد قرابة 400 شهيد من أبناء الدير، في حين نزح عنها قرابة 150 ألف مواطن.