شكّل الاحتباس الحراري وما ترتب عليه من التزامات تعهدت بها الدول الكبرى للحفاظ على البيئة، خبرًا رئيسيًا على وسائل الإعلام خلال الأشهر الماضية، بالتزامن مع قمة باريس المناخية.
وعاد الخبر مرة أخرى ليفرض حضوره لاسيما بعد الأزمة السياسية التي تسببت بها رغبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب من هذا الاتفاق.
وتربط بعض الدراسات العلمية بين الاحتباس الحراري ونشوب النزاعات والحروب حول العالم، بعدما حاولت أطراف متضررة من التردي المناخي السيطرة على موارد الحياة في بقاع مختلفة من الأرض.
وشهد العام 2015 ظهور أول دراسة علمية تربط بين النزاع في سوريا والاحتباس الحراري، أنجزها عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، كولن كيلي.
وأشارت الدراسة إلى أن فشل النظام السوري في مواجهة موجة الجفاف بين عامي 2006 و2010، أدى إلى انهيار الزراعة في منطقة الجزيرة السورية، وهجرة العائلات الناقمة إلى المدن.
وأوضح كيلي أنه لا يزعم أن المناخ سبب رئيسي في الانتفاضة، لكنه يعتقد أنه أسهم بتأجيج حدة الصراع.
وكانت سياسات النظام أدت إلى انتشار البطالة والفساد وعدم المساواة، واعترف نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية حينها، عبد الله الدردري، بتسريح مليون عامل زراعي بعد إلغاء الدعم الحكومي لهذا القطاع.
وشغل الدردري مؤخّرًا منصب نائب الأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا)، متوليًا مسؤولية تصميم وتنفيذ مشاريع اقتصادية إنمائية على مستوى دولي، وهو ما أثار حفيظة عدد من الناشطين السوريين.
خمس طرق للحد من الاحتباس الحراري
وترجع محاولة الدول للتنصل من تعهداتها بالحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة والمسببة بالاحتباس الحراري إلى الخسائر الاقتصادية التي ستترتب على مثل هذه الإجراءات.
وتحاول أمريكا اليوم التنصل من اتفاقية باريس للمناخ بسبب اعتماد جزء كبير من اقتصادها على تجارة الفحم الحجري المسبب بانبعاث الكربون في الجو.
وفي هذا الصدد حدد علماء وخبراء خمس طرق يمكن اتباعها لإبطاء الاحتباس الحراري على مدار عشر سنوات مقبلة، بحسب فيديو أعده موقع “world economic forum”.
الطريقة الأولى تقضي بالتخلص التدريجي من الفحم للحد من انبعاثات الكربون، وأهم هذه الخطوات هو توليد الكهرباء بدون الحاجة للاعتماد على الفحم.
وتعتزم المملكة المتحدة أن تكون خالية من الفحم بحلول عام 2025.
أما الطريقة الثانية فتقضي باعتماد أنظمة النقل على الكهرباء بدءًا من السيارات، وأعلنت الصين في وقت سابق عن إدخال دفعة من السيارات الكهربائية إلى البلاد مع تسهيلات قانونية لاستيرادها.
والطريقة الثالثة هي الاعتماد أكثر على المباني الصديقة للبيئة، بحيث يكون استهلاك معظم المنازل للطاقة قريبًا من الصفر بحلول عام 2020.
كذلك تحتاج الزراعة إلى الاعتماد على أساليب تكنولوجية تسمح بالتقليل من انبعاثات الكربون أثناء العمل في هذا القطاع، وهذه هي الطريقة الرابعة.
وتأتي الطريقة الخامسة لإبطاء الاحتباس الحراري بإيقاف أعمال إزالة الغابات الاستوائية بحلول عام 2020.
وفي حال تم الاعتماد على هذه الطرق فإن الاحتباس الحراري سيتم تثبيته عن 1.5 درجة مئوية.
–