د. أكرم خولاني
إن نسبة انتشار الإصابة بالفطور الجلدية في فصل الصيف تزداد بشكل ملحوظ بسبب الحرارة والرطوبة، وكذلك فإن إضافة الكلور بشكل عشوائي لمياه الاستحمام وللمسابح يؤدي إلى تشكل القشرة وتساقط الشعر والإصابة بالفطور الجلدية.
ورغم أن أعراض الإصابة تختلف حسب نوع كل فطر لكنها جميعا تشترك باحمرار المنطقة المصابة وتساقط الشعر وشعور بحكة خفيفة أو شديدة مع ظهور وسوف دقيقة (تقشرات) مسببة ما يسمى بالسعفات.
سعفة الرأس
إصابة فطرية تصيب فروة الرأس وتشكل مشكلة واسعة الانتشار خاصة في المناطق الحارة، تحدث بشكل رئيس عند الأطفال الصغار بينما يصاب البالغون بشكل نادر، وتلاحظ عند الذكور أكثر من الإناث.
تحدث العدوى نتيجة التماس مع حوائج أشخاص مصابين مثل القبعات وفراشي الشعر والأمشاط أو ملابس السباحة والرياضة، كذلك قد تحدث نتيجة التماس مع الطيور والحيوانات المصابة (القطط، الكلاب، المواشي)، إلا أن الانتقال من إنسان إلى إنسان قليلًا مايحدث، لذلك يمكن للطفل المصاب أن يداوم في مدرسته فور بدء العلاج. وتجدر الإشارة إلى أن الرض البسيط على الرأس هو عامل مؤهب لدخول الفطور إلى الفروة محدثًا الإنتان.
تتظاهر سعفة الرأس بمجموعة أعراض وعلامات تتراوح من وسوف جافة تشبه قشرة الرأس إلى آفة جافة مع فقد الشعر والذي يبدو كأنه مقصوص على مستوى سطح الجلد وحتى اندفاع بثري شديد يظهر تورمًا ونزًا وتقشرًا مع فقدان للشعر، ويسمى «الشهدة»، وقد تؤدي الإصابة لتخرب جريبات الشعر وتنتهي بصلع دائم.
وتعالج فمويا بالغريزوفولفين أو الإيتراكونازول أو الكيتوكونازول، ويمكن أن تدهن موضعيًا بمرهم الإيميدازول، ولا تستطب الصادات الحيوية إلا بوجود إنتان ثانوي شديد.
سعفة الجسد
التهاب فطري يصيب جلد الجذع والأطراف الخالية من الشعر (عدا الأظافر والراحتين والأخمصين والمغبن)، ويحدث عادة في الجلد المكشوف لكنه يمكن أن يتطور في أي جزء من الجسم. تحدث العدوى عن طريق الحيوانات المنزلية الأليفة المخموجة (قطط، كلاب) ومن الأغطية المخموجة أو عبر التماس المباشر مع سعفة رأس أو قدم.
تتظاهر سعفة الجسد بشكل آفات دائرية تكبر باتجاه المحيط مع شفاء مركزي مما ينتج آفات بشكل حلقي وأحجام متفاوتة ذات حواف نشطة فيها حطاطات حويصلية أو حبيبومية أو ثؤلولية، ويمكن أن تتخذ الآفات شكلًا حلقيًا أو مقوسًا أو بيضويًا. وتترافق بحكة وحرقة.
تعالج موضعيًا بمرهم الإيميدازول وتزول معظم الإصابات، إلا أن بعضها يحتاج للعلاج الفموي بالغريزيوفولفين أو الإيتراكونازول.
السعفة الفخذية
التهاب فطري يصيب الثنيات في الناحية الأربية بخاصة الأوجه الداخلية لأعلى الفخذين، وقد يمتد على الإليتين. وهو يحدث عند البالغين ونادرًا مايصيب الأطفال، وهو أكثر شيوعًا لدى الرجال.
تحدث العدوى عن طريق التماس مع حيوانات أليفة أو أدوات ملوثة وقد يحدث بشكل وباء في المدارس بسبب المشاركة بالملابس والأدوات الرياضية والسباحة.
تعتبر البدانة والتعرق الزائد من المؤهبات لهذا الإنتان، وتتظاهر الإصابة بشكل منطقة حمامية حاكة متقشرة في الطية بين الصفن وجذر الفخذ وتمتد للأسفل منتشرة إلى المحيط مع حواف مرتفعة.
تعالج بالدهن الموضعي بمرهم الإيميدازول، والآفات التي لاتستجيب للعلاج الموضعي تعالج فمويًا بالغريزيوفولفين.
سعفة اليد
إصابة فطرية للجلد البطني لليد (الراحة والحيز بين الأصابع) بينما عندما تصيب الجلد الظهري لليد فإنها تأخذ صورة سريرية مماثلة لسعفة الجسد.
هذه الإصابة غير التهابية ووحيدة الجانب، ويحدث فرط تقرن منتشر للراحتين والأصابع لايستجيب للمطريات.
سعفة القدم
تعرف بالقدم الرياضية، وهي إنتان فطري جلدي لأخمص القدمين والحيز بين الأصابع، يصيب كلا الجنسين، وهو أكثر شيوعا لدى البالغين.
تحدث العدوى نتيجة الألبسة المخموجة كالجوارب والصنادل وعند الذين يمارسون الرياضة وفي أماكن الشواطئ الرملية الرطبة وأحواض السباحة والحمامات الجماعية. وقد يؤهب المشي حافي القدمين إلى إنتان المناطق التي تلوث بالفطور.
وتتظاهر الإصابة بتعطن في الأفوات ما بين الأبخس والإصبع الرابع أو بين الإصبعين الثالث والرابع، وتأخذ الآفة شكل حويصلات على قاعدة حمامية، وقد يحدث الإنتان الثانوي للحويصلات التهابا أكثر مترافقًا مع حكة وألم.