خورشيد محمد – الحراك السّلمي السّوري
- سنّة الرّسل
سنة الرسل هي {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا} (سورة إبراهيم، 12) ولكن يونس حاد عنها، وذهب مغاضبًا، فضيق عليه في ظلمة بطن الحوت حتى عاد إلى قافلة الصابرين المتفائلين. للأسف بعض الدعاة اليوم لسان حالهم يقول: لن نصبرن على ما ناقشتمونا! ولا يقبلون أي مساحة للاختلاف معهم في وجهات النظر.
- مملكة الطيش
معظم المخاوف والتحذيرات مبنية على أوهام لا أساس لها. تجذر الأخلاق فيك يحملك على اقتحام المحظور لتكتشف وهمه، لكن طاقة الشجاعة المكتسبة تغريك لتلقي أسلحة الحذر والأخذ بالأسباب، عندها تخرج إلى مملكة الطيش وتقع في براثن المستبد! لعلّ هذا جانب من معنى الآية الكريمة {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ * وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ * وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ * إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (سورة المائدة، 67).
- حتى يغيّروا
النظام يقول لأتباعه «هي مؤامرة أمريكية صهيونية لتقسيم المنطقة» والمعارضة في ذات الوقت تقول «هي مؤامرة أمريكية صهيونية لتقسيم المنطقة»، والإسلاميون يقولون «هي مؤامرة أمريكية صهيونية للانتقام من الإسلام». والجميع يتهم الجميع بأنهم يتبعون نظرية المؤامرة الكونية المضحكة… سبحان الله {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} (سورة الرعد، 11).
- مبرّرات طاعة العصيان
لسان حال المؤمن الحقّ في تصرّفاته {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} ولكن مع تراكم النعم والخير يستغني الإنسان ويغتر ويصبح {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي} (سورة القصص، 78) لذلك أحاول أن أذكر نفسي بحاجتي الماسة والمستمرة لعطاء الله! {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ} (سورة القصص، 17) مع النعمة والرخاء يأتي الانصياع للقوانين وامتطاء المبررات. لذلك أذكّر نفسي أن النعمة من الله وإذا أردت أن تستمر لابد أن أطيعه في عصيان القوانين الظالمة مهما اختفت هذه الطاعة وراء المبررات.