مواقف الفنانين السوريين بين ثورة الكرامة ونظام الأسد
إسلام عبد الكريم
تباينت مواقف الفنانين السوريين حيال الثورة، ففي الوقت الذي أيدها بعضهم ذهب آخرون إلى الوقوف مع نظام الأسد والانحياز له؛ وبعد ثلاثة أعوام على انطلاقة الثورة ضد نظام الأسد ومواجهتها بالعنف، ترصد عنب بلدي تصريحات لبعض الفنانين عبر وسائل الإعلام ومواقف عاشوها خلال الثورة.
مي سكاف، المغنية أصالة، سامر المصري، جلال الطويل، محمد عمر أوسو، عبد الحكيم قطيفان وغيرهم من نجوم الفن عارضوا نظام الأسد منذ بداية الثورة السورية، ودعموا نشاطات المعارضة السورية في وجه الأسد.
الممثل جلال الطويل يقول في أحد تصريحاته «اعتقلت بداية الثورة السورية بسبب مشاركتي بالمظاهرات لمدة 15 يومًا تحت التعذيب»، لكنه أضاف «بعد خروجي من المعتقل بثلاثة أيام خرجت بمظاهرة في ساحة التحرير»، وأشار الطويل «اعتقل أخي منذ خروجي إلى لبنان كما أن الأمن السوري داهم منزل عائلتي ثلاث مرات».
بينما انضمت الممثلة مي سكاف إلى صفوف المتظاهرين في دمشق منذ انطلاقة الثورة، وقد تعرضت صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» مؤخرًا إلى اختراق في محاولة لتشويه موقفها من الثورة السورية، وجاء في منشور على الصفحة «لا تستغربوا كلامي… بلغ السيل الزبا، من صفحتي الرسمية والوحيدة أؤكد أنني أخطأت عندما وقفت في صفوف ثورة مزيفة لا تحمل للشعب السوري إلا العداء، ثورة يقودها لصوص وتجار مخدرات، يتطلعون إلى مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة سورية وشعبها… بعد أكثر من ثلاثة أعوام لم تحمل الثورة سوى الخراب والدمار والقتل والموت لشعب كان يتغنى بالأمان الذي يعيشه على مدار أعوام… أتبرأ من هذه الثورة البغيضة».
لكن الفنانة أكدت من موقع عملها في الأردن أن «بعض الأصدقاء نقلوا خبر سرقة الصفحة الشخصية على فيسبوك، بينما كنت في موقع تصوير مسلسلي الجديد»، لافتة إلى أنها لم تستعد الصفحة بعد، وأن «الكلام الذي ورد فيها لست مسؤولة عنه»، كما أكدت على مناصرتها للثورة السورية في وجه «نظام القمع».
أما الممثل عبد الحكيم قطيفان الذي عرف بمواقفه المؤيدة للثورة السورية وأعماله الفنية التي تظهر انتهاكات نظام الأسد وآخرها «ليلة السقوط»، فقد عاش تجربة أخرى مع نظام الأسد ويقول «في عام 1983 كان عمري 25 عامًا، وبقيت سجينًا لمدة 9 سنوات حتى تم الإفراج عني عام 1991 في زمن الأسد الأب بعد قرار العفو العام»، موضحًا أنه سيعود إلى «سوريا بعد النصر على النظام الغاشم».
بدوره فنان الكوميديا «محمد عمر أوسو «الذي اشتهر بـ «كسمو»، تعرض للاعتقال عدة مرات بسبب التظاهر وكانت آخر مرة اعتقل فيها من منزله في حي المزة بدمشق يوم 25 آب 2012، مع بعض المقربين منه، وبعد أن أفرج عنه اضطر للخروج من البلاد، كما حال الفنان فارس الحلو الذي غادر سوريا مع زوجته سلاف عويشق وابنتيهما، بعد مضايقات إثر مشاركته في مظاهرات بداية الثورة.
على الضفة المقابلة يصرّ بعض الفنانين على تأييد الأسد ونظرتهم إلى الثورة السورية على أنها «تحاول إسقاط النظام العربي الممانع»، ومن أكبر الفنانين وعمالقة الفن المؤيدين للأسد الفنان دريد لحام، الذي أكد أنّ «الأزمة السورية لا يحلها إلا أصحاب الأرض» رافضًا «التدخل الخارجي في الشؤون السورية»، كما أنه دعا السوريين إلى المشاركة في الانتخابات التي نظمها الأسد في 3 حزيران الجاري.
كذلك الحال لدى «فنان الشعب» رفيق سبيعي الذي شارك في انتخابات الأسد، مؤكدًا رفضه مغادرة سوريا ومجددًا قلقه على سوريا مما تتعرض له مؤخرًا «من العيب أن أترك بلدي التي أعطتني كل شيء، وأترك الناس الذين أعطوني الثقة والحب».
وأثناء الانتخابات صرحت الفنانة سلاف فواخرجي، التي يصفها ناشطون معارضون بـ «الشبيحة»، بأن «الأسد ليس رئيسًا بل زعيمًا بكل معنى الكلمة وسأنتخبه».
كما قام كل من عباس النوري، سوزان نجم الدين، زهير عبد الكريم، زهير رمضان والمغني علي الديك بانتخاب الأسد لـ «ولاية جديدة».
وينقسم الفن السوري بين الاتجاهين ما أثر سلبًا على عددٍ من الأعمال المشتركة وغياب التنسيق لإنتاجها، أو دفع بعض الفنانين للانخراط في أعمالٍ عربية أخرى في مصر والأردن ولبنان.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :