رجل في الأخبار
حسين دياب من رجل مخابرات إلى “مخلّص حلب”
بينما تنشغل وسائل الإعلام وصفحات “فيس بوك” الموالية للنظام باقتناص الفرص للانتقاد هفوات المسؤولين، تفرد الصفحات الحلبية حيزًا واسعًا لمباركة جهود المحافظ الذي “جلب الخير والانتصارات إلى حلب”، لدرجة أن بعض الناشطين المؤيدين وصفوه بـ “المخلّص”.
وكان تدشين الانتصار بعد عودة ”الأمن والأمان والكهرباء“ إلى المدينة بماراثون قاده دياب في شوارع المدينة مرتديًا ”تي شيرت“ كتب عليه ”I love Aleppo“، يوم الجمعة الماضي 29 أيلول، وشارك فيه وزير السياحة في حكومة النظام، بشر يازجي.
دياب الذي جاب الشوارع معلنًا حبه لمدينة حلب لم يرتبط بها سوى بقائمة من الرتب، كونه من مواليد محافظة ريف دمشق، بينما يدين لحلب بأنها منحته صفتان مدنيتان مقابل سلسلة من الصفات العسكرية والأمنية التي وضعته في خانة قوات الأسد خلال الأعوام الأولى للثورة السورية.
دياب عرف بشخصية أمنية طغت على صيته العسكري، فرغم كونه ضابطًا برتبة عميد ركن، لكنه شغل منصب رئيس فرع الأمن الجنائي في محافظات حلب، القنيطرة، ودمشق، حسب سيرته الذاتية التي نقلها موقع ”الاقتصادي أون لاين“.
ومنذ توليه محافظة حلب العام الماضي شهدت المدينة تحسنًا في الأوضاع الخدمية، وقد يكون الحظ حليف دياب كون العام ذاته شهد سيطرة النظام على كامل أحياء المدينة ما منحه الفرصة للقيام بدور عجز سلفه، مروان علبي، عن تحقيقه، إذ رغب النظام بتعزيز ”انتصاره العسكري“ بتحسين وضع الخدمات المتردي في المدينة.
إحدى أهم إنجازات دياب من وجهة نظر سكان محليين هي إزالة ”البسطات من الشوارع“ وتنيظم عمل مولدات الكهرباء (الأمبيرات)، الأمر الذي أدى من ناحية إلى تحسين الشكل العام للمدينة، ومن ناحية أخرى منع استغلال مشغلي الأمبيرات.
لكن الأهم من ذلك، والأمر الذي وجد مباركة كبيرة، كان عودة الكهرباء إلى المدينة بمعدل 6 إلى 10 ساعات يوميًا، بعد أن كانت غائبة تمامًا، وهو ما تم مؤخرًا ورفع من رصيد المحافظ عند السكان، مع العلم أن عودة الكهرباء كانت نتيجة استثمارات إيرانية ضخمة في قطاع الكهرباء في حلب.
كما يعتبر بعض أهالي المدينة أن المحافظ من ”المسؤولين“ الذين لم تتلطخ أيديهم بأموال فاسدة، لكن لدياب يدان ملطختان بدماء أهالي مدينة الزبداني القريبة من مسقط رأسه (عين حور)، إذ يؤكد تقرير لـ ”أورينت نيوز“ أن دياب على علاقة بمجازر طالت المدنيين في المدينة حين كان مديرًا للأمن الجنائي في ريف دمشق قبل تعيينه في محافظة حلب.
تخرج دياب من الكلية الحربية عام 1987، ولم ينجح في الارتقاء لرتبة عميد إلا بعد اندلاع الثورة السورية حين حصد الرتبة المنتظرة من باب سد النقص وفق الاحتياجات الجديدة.
وفق ”الموضة“ السائدة للمسؤولين السوريين، يعكف دياب على الوجود في الأماكن العامة بلباس بسيط والإشراف على سير الأمور الخدمية في حلب، ما أتاح الفرصة لسكان المدينة للإشادة بما وصفوه بـ “تواضعه وحرصه”.
ورصدت وسائل الإعلام الموالية خلال الشهر الماضي مشاركة دياب رجال الإطفاء في إخماد حريق نشب في مستودع للمواد البلاستيكية والمطاطية في حي الشيخ طه.
وفي شباط الماضي، احتفت صفحات عدة بالمحافظ حين ظهر ”جالسًا على الأرض“ وهو يراقب عمليات وقائية لمنع طوفان كان يهدد ريف حلب الشرقي جراء سيطرة تنظيم ”الدولة الإسلامية“ على مدينة خفسة التي تحتوي محطة المياه الأساسية التي تغذي مدينة حلب، كما تحول بنظر السكان إلى “حارس أمين” في مواجهة “المعفشين” من قوات الأسد والميليشيات التابعة لها، حين وعد “بعدم التهاون مع كل من تسوّل له نفسه التطاول على ممتلكات المواطنين أيًا كان”.
دياب من مواليد 1964 وهو متزوج ولديه خمس بنات، وهو عضو في حزب ”البعث العربي الاشتراكي“ منذ عام 1989، وفي العام الذي تلا انضمامه للحزب عين مديرًا لناحية نبل في ريف حلب قبل أن ينتقل إلى فرع الأمن الجنائي في حلب.
ويمكن أن يكون دياب صورة واضحة عن توغل المؤسسة الأمنية في كل قطاعات الدولة مع الإشارة إلى سمعته “السيئة” سابقًا في مجال “كتابة التقارير”، وإن كان سكان المدينة المتعطشين للماء والكهرباء والشوارع المزفتة بمنأى عن الالتفات إلى تاريخ دياب، إلا أن تاريخ انتهاء صلاحيته لا يحدد من وجه نظر السكان بل وفق معايير أمنية كانت سببًا في تعيينه.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :