ليس رئيسًا
عنب بلدي ــ العدد 120 ـ الأحد 8/6/2014
في الأشهر الأولى من الثورة السورية كان أكثر الثائرين تشاؤمًا يتوقع بقاء الأسد إلى انتخابات حزيران 2014، خصوصًا مع تصريحات «أصدقاء الشعب السوري» بأن أيامه «باتت معدودة»، وتعهداتهم بإيقافه عند «خطوط حمراء» تجاوزها واحدًا إثر آخر.
واستمر الأسد في سلسلة جرائمه وانتهاكاته على مرأى ومسمع العالم، ورغم ذلك أصرّ الشعب على ثورته مسقطًا الشرعية عن الأسد ونظامه، الذي استعان بعد ذلك بميليشيات تسيّرها وتدعمها حليفته إيران، أو بمجموعات متطرفة تنخر في جسم الثورة مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالأسد وحلفائه.
وعلى نفس الوتيرة ارتفع الأسد فوق 150 ألف جثة أو يزيد، ليصل إلى انتخابات 2014 وينظمها كيف يشاء، معلنًا فوزه بولايةٍ ثالثة؛ لكن الحقيقة أن الأسد لم يعد رئيسًا حتى على مناطقه ومقاتليه، ولن يخضعوا لأوامره ولو من باب «الموانة».
لأن هذه الولاية هي ولاية الفقيه الإيراني على مقدرات سوريا وثرواتها وسياساتها، والأسد ليس إلا حجر شطرنج بيد «المال الطاهر»، وكما قال الابن المدلل لطهران، حسن نصر الله، «الحل في سوريا يبدأ وينتهي مع الأسد»؛ لأن «المرضي» ينفذ حرفيًا ما يطلب منه على حساب السيادة الوطنية التي يتغنى بها ليل نهار، لأن ذلك الأمر هو الوحيد الذي يضمن بقاء الدمية في موقعها.
وإذا كان لا بد من تهنئة فإنها واجبةٌ للخامنئي والمرجعيات الإيرانية، لنجاحهم في ضم سوريا إلى الجمهورية الإسلامية على اعتبارها «المحافظة 35».
مهزلة الانتخابات على ركاكتها أثبتت للشعب السوري أن المجتمع الدولي لن يحرك ساكنًا تجاه قضيتهم، وأنهم اليوم رهائن للتسويات على مستوى المنطقة والعالم، إلا إذا أكملوا طريق حريتهم مهما كانت التكاليف.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :